شهدت الأيام الماضية تصعيداً مُضطرداً من قبل مايسمى ” قوات سوريا الديمقراطية -قسد” في الشمال السوري بإتجاه مواقع الجيش الوطني والقوات التركية ، وتم إستشهاد 8 عسكريين فيما قام فصيل حركة التحرير والبناء بتنفيذ عملية محدودة على محور قرية عرب حسن في ريف منبج.
ومن الأسباب التي دفعت قسد لهذا التصعيد :
1- إستمرار تَقدّم الجيش التركي في محافظة دهوك في كردستان العراق وسيطرته على مواقع هامة وقرب قطع الطريق البري بين السليمانية وقسد ، وإظهار بعض ردات الفعل إزاء الحصار الذي سيضرب حولها شرقاً حيث سيتمّ قطع التواصل الجغرافي بين قنديل والسليمانية في العراق مع شرق الفرات في سوريا.
2- إستمرار عمليات الاغتيالات التركية المستمرة للكوادر الأمنية والعسكرية المهمة ، وهو ما أثّر سلباً على إنخفاض الروح المعنوية لحاضنتها ، وخاصةً بعد التهديدات التركية بالغاء الإنتخابات المحلية والتي إستجابت لها مُكرهةً ” الإدارة الذاتية”
3- تسخين الجبهات خوفاً من أن يتمّ تحقيق تقدم على مسار إصلاح العلاقة ببن أنقرة ودمشق ، وهو بالتأكيد سبكون مُوجّهاً ضِدّها لو كُتِبَ له النجاح .
4- قد يكون التصعيد العسكري إستجابةً لضغوط من ميليشيا الحرس الثوري للتشويش على التقارب بين انقرة ودمشق بوساطة روسية وإستبعاد إيران منها ، حيث جرت العادة أن تُرحّب إيران رسمياً بأيّ عودة للتقارب بين العاصمتين ، وفعل عكس ذلك على الأرض .
5- تخشى قيادة قسد من إنتقال الرضى الأمريكي عن العملية العسكرية التركية في كردستان العراق ، إلى ضوء أخضر في سوريا وفي منبج ومحيطها ، خاصةً أنّ في جيب الأتراك إتفاقية أو تعهد أمريكي بالإنسحاب من منبج لصالحهم تَمّت بعد دحر تنظيم د ا ع ش ، حيث إنّ الرئيس بايدن في نهاية ولايته وقمة ضعفه بعد إنسحابه من السباق الرئاسي ، أو تَخوّف قسد من قدوم ترامب والذي يعرفون موقفه منهم بل من كل التواجد العسكري الأمريكي في شرق الفرات.لذلك تُظهر قسد قوتها في تلك المنطقة واعتراضها على أيّ تفاهم تركي أمريكي سيكون بالتأكيد على حسابها.
د. باسل معراوي