تعرضت مستشارة رئيس النظام السوري بشار الأسد، لونا الشبل، لحادث سير في منطقة يعفور، يوم الثلاثاء الماضي، ما أدى إلى إصابتها بجروح بليغة، وسط تكتم من النظام عن مصيرها وأنباء عن مصرعها.
وقالت رئاسة النظام إن الشبل تعرضت لإصابات شديدة من جراء تعرضها لحادث سير على أحد الطرق المؤدية لمدينة دمشق، دون ذكر تفاصيل الحادث.
ووفقاً لمصادر إعلامية فإن سيارة مصفحة صدمت سيارة الشبل على أوتوستراد دمشق يعفور، ما دفع السيارة نحو منصف الطريق، مؤكد أن السيارة التي صدمتها كانت مجهزة بدعامة حديدية في المقدمة، مما أدى إلى تعرض الشبل لنزيف دماغي حاد.
وعقب الحادث، تم إسعاف الشبل بدايةً إلى مستوصف الصبورة في منطقة يعفور قبل نقلها إلى العناية المشددة في مستشفى الشامي بدمشق، فيما نقل السائق والمرافق إلى مكان مجهول عقب الحادث، وفق موقع تلفزيون سوريا.
كما منع النظام زوج لونا الشبل، الرئيس السابق لـ”الاتحاد الوطني لطلبة سوريا”، والعضو السابق بمجلس الشعب، عمار ساعاتي، من دخول المستشفى، وأفادت المعلومات الواردة من داخل مستشفى الشامي بأن حالة النزيف التي تعاني منها الشبل شديدة للغاية، وأن هناك انتظاراً لضوء أخضر لإعلان الوفاة.
وفشلت محاولات ساعاتي بنقل زوجته الشبل إلى بيروت، ثم وصل أطباء من لبنان وأكدوا له أنها في حالة غيبوبة و”بحاجة لمعجزة”.
النظام يقص أجنحة الشبل
قبل أسبوع من الحادث، اعتقلت استخبارات النظام العميد ملهم الشبل شقيق لونا الشبل بتهمة التخابر مع دولة أجنبية بحسب المصادر.
كما سبق ذلك، إصدار وزير التعليم العالي في حكومة النظام قراراً بإنهاء خدمات عمار ساعاتي، وتصفية حقوقه، وسط أنباء عن منعه من السفر وإعادته من مطار دمشق.
أيضاً استبعد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اسم لونا الشبل من قائمة “اللجنة المركزية” لـ “حزب البعث”، مع آخرين من بينهم مستشارته بثينة شعبان ونائبه للشؤون الأمني علي مملوك، خلال الاجتماع الموسع للجنة المركزية الذي حضره الأسد وعين الأعضاء بنفسه، في أيار الماضي.
وكان يسعى من خلال انتخابات “البعث” والتغييرات التي طرأت عليها، إلى تسيير عجلة “التعويم” المتباطئة، والظهور بموقف “الإصلاحي” سواء على بنية النظام أو على “حزب البعث” الحاكم، فضلاً عن الترويج لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، بحسب المصدر ذاته.
مصادر صحيفة ذكرت أن استخبارات الحرس الثوري الإيراني قبل اغتيال لونا الشبل داهمت القصر الجمهوري واختطفت ضباطاً يتبعون للشبل بتهمة التجسس لصالح إسرائيل والولايات المتحدة، ثم تطور صراع كبير وخفي بين بشار الأسد وطهران على مدار 40 يوماً.
من هي لونا الشبل؟
وتعتبر لونا الشبل من أبرز الشخصيات في الدائرة المقربة من رئيس النظام بشار الأسد، وتشغل منصب مستشارته الخاصة والمسؤولة الإعلامية في القصر الجمهوري، وإحدى أكبر المسؤولين الصحفيين في حكومة النظام.
ظهرت الشبل لأول مرة عبر برنامج “زوايا وأعمدة”، الذي عُرض على التلفزيون السوري، ومن إعداد فؤاد شربجي، وفي عام 2003 انتقلت للعمل مذيعةً في قناة “الجزيرة” القطرية، قبل أن تستقيل منها في عام 2011، لتقف في صفّ نظام الأسد ضد ثورة السوريين.
بعد استقالتها من “الجزيرة”، ظهرت الشبل فجأة على شاشة “قناة الدنيا”، متهمة القناة القطرية بخيانة الأمانة الصحفية، بسبب تلفيقها للأخبار التي تبثها حول الأحداث في سوريا.
تزوّجت الشبل من الإعلامي اللبناني سامي كليب الذي كان مذيعاً بقناة “الجزيرة” أيضاً، وبعد انتشار قصة البريد الإلكتروني المسرّبة لبشار الأسد، كان اسم الشبل بين أسماء الفتيات المذكورات فيه، ولم يكن زوجها سامي راضياً عن علاقتها مع سلطات النظام، وعندما تسرّب أمر الإيميلات الذي يتبادل فيه الأسد والشبل كلاماً حميمياً، انفصل كليب عن الشبل وأعلن طلاقهما رسمياً، وتزوجت بعده الرئيس السابق لـ”الاتحاد الوطني لطلبة سوريا”، والعضو السابق بمجلس الشعب، عمار ساعاتي.
ظهرت لونا الشبل ضمن الوفد الممثل للنظام المشارك في مؤتمر “جنيف 2″، في كانون الثاني 2014، في حين أدرجتها الولايات المتحدة وبريطانيا في قائمة العقوبات لقربها من بشار الأسد ودعمها له.