وجهت المبادرة السورية الأمريكية SAI رسالة تهنئة إلى وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، والمبعوث الألماني إلى سوريا ستيفان شنيك، وذلك بمناسبة بيوم الوحدة الألمانية، حيث اعتبرتها مناسبة لتعزيز مبادرة “سيناريو ألمانيا الغربية” في سوريا.
وتضم المبادرة السورية الأمريكية (SAI)، التحالف العربي الديموقراطي (ADA) ومنظمة غلوبال جستس (Global Justice) الأمريكية، ومنظمة حضارة الفرات الأمريكية (HEUC) ومؤسسة دمشق الألمانية للثقافة والدراسات والفكر والتنمية (DSKS).
وجاء في الرسالة إن القائمين على المبادرة وشركائهم السياسيين في الرؤية والعمل العام، يقدمون التهنئة لألمانيا بيوم الوحدة الذي يصادف اليوم الثلاثاء 3 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول، والذي أعلنت فيه ألمانيا للعالم أجمع فيه رفضها للتقسيم والتجزئة، وانحيازها لحق الشعوب في الحياة الحرة الكريموالديموقراطية، وطيّ صفحة “جدار برلين” الذي فرز الإنسانية إلى عالمٍ حرّ وعالم آخر مغلق.
وأضاف البيان أن الشعب الألماني برهن في كافة مراحل مواجهته للاستبداد ثم للحرب وآثارها المدمّرة والتي مزّقت مجتمعه وهدمت بنيانه على إصراره على الحياة، وإعادة البناء، وجمع شمل أبنائه وبناته، واستعادة وحدته وسيادته.
وتابع: “تغتنم المبادرة السورية الأمريكية (SAI) هذه المناسبة للتذكير بمبادرتها الخلاقة التي طرحتها العام الماضي، تحت عنوان “سيناريو ألمانيا الغربية” والتي تستلهم من التجربة الألمانية الفريدة ريادتها وسبقها نحو توحيد مناطق النفوذ التي خلفتها الحرب العالمية الثانية، فتمكّنت ألمانيا الغربية من الوصول إلى هدفها السامي بالتدريج من خلال إزالة كافة أسباب التقسيم وعوامله، وأعلنت في مثل هذا اليوم وحدة أراضيها وشعبها بعد التخلص من الاستبداد والفوضى والنفوذ الخارجي”.
وأردف: “لقد قدّمت ألمانيا منذ العام 2011 الكثير للشعب السوري، واحتضنت مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، وأسهمت في دعم المناطق المحرّرة من براثن الأسد، ولا ينتهي دورها السياسي والإنساني الداعم لكل حراك سياسي وتنموي مفيد للسوريين والعالم. وباسم السوريين في ألمانيا والعالم نخاطبكم اليوم، للتعبير عن تهانينا وامتناننا لدوركم الكبير، والمشرّف، في القضية السورية”.
كما أكد البيان أن مبادرة “سيناريو ألمانيا الغربية” خارطة طريق من بوابة التنمية والاقتصاد والتنظيم الإداري والسياسي، من شأنها أن تسير جنباً إلى جنب مع تطبيق قرار الأمم المتحدة 2254 والانتقال السياسي، وتحقيق العدالة للجميع بعد التخلّص من الإرهاب بكافة أشكاله، سواء كان إرهاب نظام أو ميليشيا أجنبية أو منظمات متطرّفة دينياً. فأبناء الشعب السوري الذين يصفهم كبار مؤرخي ألمانيا بأنهم “بروسّيو الشرق” Preußen des Ostens قادرون، بهمّة نسائهم ورجالهم وأطفالهم، على تحقيق المعجزات والعودة ببلادهم إلى مسار النهضة والإسهام الحضاري كما كانوا في مختلف مراحل التاريخ، ليتخلّصوا نهائياً من “جدار الأسد” الذي مزّق سورية وشعبها وعرقل تقدّمه طيلة العقود الماضية، وأغرق الشرق الأوسط والعالم بالإرهاب والمخدّرات. وختمت المبادرة بيانها بالقول إن انتفاضة شعبنا الشاملة في السويداء بجبل العرب، تبرهن، لنا ولكم، كل يوم على أن السوريين لن يتوقفوا حتى يحقّقوا طموحاتهم المشروعة في الحرية والكرامة، متمنية لألمانيا وشعبها مستقبلاً زاهراً يليق بالتضحيات التي قدّموها من أجله.
جدير بالذكر أن المبادرة السورية الأميركية SAI كانت قد طرحت مبادرة “سيناريو ألمانيا الغربية” و”الأرض الحرام” وهاتان المبادرتان تستلهمان نموذج ألمانيا الغربية التي استطاعت توحيد مناطق النفوذ التي كانت قد خضت لها ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، ويقتضي تطبيقهما تقارباِ تركياً أميركياً يضمن مصالح الطرفين ويحقق للسوريين مخرجاً نحو الحل السياسي الشامل انطلاقاً من توحيد منطقتي النفوذ التركي والأميركي شمال غرب سورية وشمال شرقها بعد تحييد الإرهاب في النطاقين في الوقت ذاته وتنظيم شؤون المساحة الشاسعة التي يمكن أن تزدهر بالتنمية والإصلاح الإداري والانتخابات المحلية لإتاحة الفرصة لعودة اللاجئين إلى بلادهم.