أكد الدفاع المدني السوري وقوع 500 حريق في منطقة شمال غربي سوريا خلال شهر أيار الماضي، وهو رقم كبير يصل إلى نحو ضعف الحصيلة المسجلة في ذات الفترة العام الماضي.
وقال الدفاع المدني إن أعداد الحرائق في مناطق شمال غربي سوريا ارتفعت مع دخول موسم الحصاد للعام الحالي، وكانت أغلبها في الأراضي الزراعية والمناطق الحرجية والأعشاب.
وأضاف: “منذ بداية العام الحالي حتى نهاية شهر أيار، استجابت فرق الدفاع المدني لـ 1023 حريقاً في مناطق شمال غربي سوريا، منها 283 حريقاً في الحقول الزراعية، فيما استجابت الفرق خلال الفترة نفسها من العام الفائت لـ 811 حريقاً، كان منها 128 حريقاً في الحقول الزراعية”.
ويوضح الدفاع المدني أن ارتفاع نسب الحرائق لهذا العام يعود لعدة عوامل منها الانتشار الكبير للأعشاب في المناطق والمزارع بسبب غياب عمليات التعشيب وضعف الواقع الاقتصادي الذي انعكس على الخدمات، وظروف المعيشة الصعبة للمدنيين والمزارعين التي حالت دون القيام بهذه الإجراءات الاحترازية بسبب كلفة هذه الأعمال وضعف مردود المزارع لأسباب عديدة متعلقة بالعواصف التي تعرضت لها المنطقة وكلفة نفقات السقاية والتسميد، إضافةً لعوامل ارتفاع درجات الحرارة، والحرق المتعمد للأراضي الزراعية من قبل قوات النظام على خطوط التماس في أرياف حلب وإدلب وسهل الغاب، وعدم اتخاذ المدنيين إجراءات جدية لمنع اندلاع الحرائق في المناطق السكانية والمزارع والأحراش، وقلة الوعي بإجراءات الأمن والسلامة، وحرق الأراضي الزراعية بعد حصادها، وانعكست مجمل هذه العوامل على الواقع في المنطقة ما تسبب بارتفاع كبير للحرائق والتي تؤثر بشكل كبير على الأمن الغذائي والوضع الاقتصادي للسكان، وتهدد البيئة بشكل كبير باستنزاف الغطاء النباتي.
وأشار إلى أن خطر الحرائق الزراعية والحراجية يزيد مع ارتفاع درجات الحرارة وموسم الحصاد، ويشكل هاجساً على المزارعين، في الوقت الذي يعاني فيه القطاع الزراعي من خسائر في أغلب المناطق السورية، نتيجة تقلص المساحات المزروعة، وتأثير حرب النظام وروسيا وحملات التهجير وتدميرهم مقومات الإنتاج الزراعي، ما ينعكس بصورة سلبية على الأمن الغذائي.