الواقع المتخلف السياسي والثقافي الذي يعيشه مجتمعنا بكافة فئاته أساسه سياسي ومرتبط بالاستبداد السياسي الذي يخلق القمع الفكري (الكواكبي)
مجتمعنا قابل لأن يكون ديمقراطيا ومتسامحا ويتمسك بالروح الوطنية الجامعة فيما إذا كانت النخبة تتمتع بهذه الصفات فليس الشعب كله يمارس السياسة ويحدد مستقبل البلاد بل النخبة السياسية والفكرية والثقافية تلعب دورا رائدا
الخلل في حراكنا السوري هو خلل في النخبة وليس في الشعب
لا أرى من الصواب فرض أشياء على السوريين قبل البدء بالحل. فالشعب مستقبلا هو صاحب القرار.
ولا أرى من الصحة ان نخلق جبهة صراع مع المؤمنين والإسلاميين والمتدينين فالدين ليس هو عدونا ولا سبب تخلفنا بل النخبة السياسية والثقافية التي تحمل هذه الامراض للمجتمع هي السبب. اما التدين فهو ظاهرة اجتماعية وشعبية يمكن الاستفادة منها بالطريقة التي تخدم قضية الشعب. المشكلة في النخب السياسية التي تتاجر بالشعارات الدينية والقومية.
نحن نختلق أحيانا ونضخم المشاكل لدرجة اننا نعتبر ان كل المجتمع السوري مريض ويعاني من تلك المشاكل ولكن الحقيقة ان جزء مهم من تلك المشاكل موجود في عقولنا ومن اختراع النخب السياسية بالدرجة الأولى (الاكراد مثالا)
الاتفاق على مبادئ عامة سياسية وفكرية دون ان ندخل حاليا في التفاصيل والاختلافات مثل:
وحدة البلاد ارضا وشعبا
طبيعة الحكم والقرار والمستقبل يقرره الشعب السوري ولا أحد غيره
التمسك بقيم التسامح والتعايش واحترام الاخر ورفض الكراهية والتعصب بكافة اشكاله الدينية والقومية والمذهبية والايديولوجية
الدولة التي نريدها دولة مدنية ديمقراطية غير دينية مع احترام كافة التنوع الثقافي والديني والتراثي والخلفية التاريخية والحضارية لسوريا – مهد الحضارات والديانات والثقافات.
الفئة المؤهلة للعب دور تنويري قيادي في المجتمع هم بداية عشرات ثم مئات من المثقفين الملتزمين والوطنيين والواقعيين. فلا مجال للتنظير والتجريد فالقضايا والتحديات حقيقية وتحتاج لمقاربة واقعية ملموسة. (وهم النواة الصلبة التي يجب ان تتوسع وتجر القاطرة وراءها).
التجانس الفكري المطلوب حاليا في حدود الالتزام بالأهداف الوطنية العامة ونحن بحاجة لعقل ثوري وتنويري للقيام بثورة ثقافية وتوعوية للناس للإيمان بالقيم الوطنية العامة مع احترام التنوع واختلاف الآراء على ان نتفق على المبادئ الكبرى.
ليس كل من ينادي بشعارات وان كانت صحيحة فهو صادق ويصلح للعمل الجماعي فهناك من يستغل الشعارات الجميلة مثل الحرية والديمقراطية والتنوير ولكن بعضهم في الحقيقة يقولون عكس ما يعتقدون فهم طائفيين او متعصبين قوميا او دينيا.
الممارسة وسلوك الأشخاص ومصداقيتهم هي المقياس وليس الأوراق السياسية الجذابة.
ومن المهم جدا ربط الحراك السياسي والفكري والثقافي بممارسات عملية وفعاليات تخدم اهداف واقعية وحقيقية مرتبطة بواقع الناس
وكذلك الاهتمام بالشباب والمرأة بشكل خاص واعطاءهم دورا واضحا في أي حراك.
للخروج من الازمة على مستوى الحراك السياسي والوطني:
يمكن تشكيل مجموعة لا تزيد عن 30 شخصا تتحاور وتضع نقاطا ملموسة وجدولا زمنيا للوصول الى مشتركات فكرية وسياسية
ثم توضع الية تنظيمية ويؤسس تجمع سياسي فكري ديمقراطي وطني او تجمع سوري ديمقراطي او … يقوم بوضع ورقة سياسية تعرض على السوريين ويتم توسيع الدائرة
من المهم ان يكون أبناء الداخل في قلب هذا النشاط وان يكون العمل تحت راية الداخل والا لن يكتب له النجاح.
اعتماد الشفافية وقبول النقد والمصارحة في الحوار وتساوي الجميع في طرح الآراء.
ملاحظات مهمة:
سمعت آراء غريبة من بعض المثقفين السوريين تقول بأنه لا يوجد نخب سوري ولا يوجد شعب سوري والشعب السوري معفن والمجتمع السوري معفن وانه لا يوجد شيء يجمع السوريين وان الدين هو مشكلتنا في سوريا
وتعليقي:
كيف قامت ثورة شارك فيها اكثر من مليون انسان وكلهم يعلنون عن انتمائهم لسوريا ونقول لا يوجد شعب ولا يوجد شيء يجمعنا!!!!!
اذا لم يكن هناك نخبة سورية وانه يجب بناء هذه النخبة وبناء الشعب فاعتقد انه يلزمنا لا يقل عن 50 سنة حتى ننجز هذه المهمة
تبلور لدي شعور بان بعض من يعتبر نفسه من النخب يتعامل باستعلاء مع السوريين علما انهم صنعوا ثورة عظيمة وتحدوا أعتى عصابة حمت سورية نصف قرن.
ثم هل اغلبية الشعب السوري المسلمة هي إسلاميين ولماذا نتهم هذه الأغلبية بانها تعرقل أي تغيير وكيف خرجوا في الثورة وكيف قدموا مليون شهيد وكيف هجروا قسرا من منازلهم حوالي 14 مليون وكلهم من تلك الأغلبية التي يريد البعض صلبها. وما ذنب الناس انها ولدت من تلك الأغلبية.
الغريب ان الأحاديث التي سمعتها من تلك النخب الغريبة لم تقل كلمة عن نظام الأسد المجرم بل كل الحديث كيف نغير موجه ضد الدين وضد الاغلبية وان كان أحيانا بشكل مبطن.