قالت قناة الميادين التابعة لحزب الله اللبناني أن “إسرائيل”، أعلنت قبل أيام، بدء العمل في “قناة بن غوريون”، المنافسة لقناة السويس المصرية، والتي أعلنتها قبل أعوام.
وبحسب القناة فإن الأهمية الاستراتيجية البحرية لـ”إسرائيل” تنبع من كون 90% من التجارة الإسرائيلية مع العالم تجري عبر البحر، وأن 80% من المياه المستخدمة في البيوت والمصانع تأتي من مشاريع تحلية مياهه، بالإضافة إلى أنّ البحر المتوسط تحوّل إلى مصدرٍ لإنتاج الغاز لها.
لذلك، تعمل “إسرائيل” على شقّ “قناة بن غوريون” الواصلة بين البحر المتوسط والبحر الأحمر. الهدف الأول لهذه القناة هو السيطرة على خطوط الملاحة الأهم عالمياً. أمّا الهدف الثاني فهو خنق قناة السويس المصرية، التي تُساهم الآن فيما يزيد على 8 مليارات دولار من الدخل لمصر.
الهدف الثالث هو أن تصبح هذه القناة، بالإضافة إلى الموانئ الإسرائيلية، حلقة الوصل بين آسيا وأوروبا، ولاسيما بعد أن وقّع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اتفاقية نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية. وهذا يعني أن الرياض ستسيطر منفردة على مضيق تيران، الذي يتحكّم في الملاحة البحرية في خليج العقبة. وهذا الأمر، بطبيعة الحال، جائزة استراتيجية لـ”إسرائيل”.
قناة بن غوريون وأضرارها على الأردن ومصر
الإعلان الإسرائيلي بشأن بدء العمل في “قناة بن غوريون”، المنافسة لقناة السويس، أثار جدلاً واسعاً وتساؤلات كثيرة، وخصوصاً بالنسبة إلى الأردن ومصر، إذ ستكون القناة الإسرائيلية، المزمع بدء العمل فيها، قريبة من الحدود البحرية الأردنية، وستؤثّر أيضاً بصورة مباشرة في مصر.
افتتاح قناة بن غوريون له آثار سلبية في الأردن، إذا ستجد عمّان نفسها أمام حالةٍ مستفزة من النشاط الإسرائيلي في المنطقة القريبة من حدودها البحرية، وربما يُعطّل المشروع الإسرائيلي مشاريع أردنية، كانت المملكة تخطّط من أجل تطويرها، مثل مشروع الناقل الوطني، الذي يهدف إلى تحلية مياه البحر الأحمر ونقلها إلى المحافظات الأردنية.
أمّا بالنسبة إلى مصر، فإنّ عوائد قناة السويس، عند تشغيل القناة الإسرائيلية، ستنخفض إلى 4 مليارات، إذ تتوقع “إسرائيل” أن دخل القناة الجديدة سيكون أكثر من 4 مليارات في العام.
من المخطَّط أن يتم حفر قناتين مستقلتين، واحدة من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، والثانية من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر. وبالتالي، تراهن “إسرائيل” على منافسة قناة السويس، لجهة الحركة السريعة لسفن الشحن.
“إسرائيل”، بعد افتتاح “قناة بن غوريون”، ستكون المستفيدة مادياً، والمتحكّمة جغرافياً، بحيث ستصبح مصلحة الأنظمة المُصدّرة للغاز والنفط، أو المستقبلة للبضاعة الأوروبية الاستهلاكية، وكذلك البضاعة الإسرائيلية، مرتبطة بالمحافظة على مصالح “إسرائيل” وقدرتها ووجودها الدائم في البحر، ولاسيما أنّ “تل أبيب” تنوي بناء مدن سياحية صغيرة عند القناة.
بدوره، تحقيق فريق تيقن من الخبر قائلاً “نشرت حسابات وصفحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي خبرًا جاء فيه: “العدو الصهيوني يعلن البدء بحفر قناة بن غوريون التي ستنافس قناة السويس”.
ونفى فريق الترجمة العبرية في تيقّن ورود هذا الخبر عبر أيٍّ من وسائل الإعلام العبرية، كما ولم يرد أي إعلان للبدء بحفر القناة عبر أيّ منوسائل الإعلام الموثوقة.
يُذكر بأنه بدأ التفكير بحفر القناة المقابلة لقناة السويس في العام 1963، وهي فكرة تعود لمذكرة قدمها مختبر لورانس ليفرمور الوطني بدعممن وزارة الطاقة الأميركية، وتوصي بفتح قناة جديدة تصل خليج العقبة، بعد القرار الذي اتخذه الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناةالسويس في العام 1956.
وجاء ذلك من أجل ضمان سريان الملاحة في البحر الأحمر وذلك من خلال فتح قناة بديلة في خليج العقبة ويتم شقها عبر صحراء النقب،التي وصفت بأنها منطقة خالية ويمكن الحفر فيها.