غلوبال جستس سيريا نيوز – واشنطن – برلين – خاص:
أكدت مصادر مطلعة لموقع “غلوبال جستس سيريا نيوز” أن تحقيقات تجري على أعلى مستوى في الولايات المتحدة ودول إقليمية معنية بالملف السوري، بعد ضبط كميات من الكبتاغون المخدّر داخل الأراضي الأميركية، في تطور رأته المصادر المقرّبة من الإدارة الأميركية مؤشراً خطراً على احتمال تغيير واشنطن لسياساتها تجاه الأسد نحو المزيد من التشدّد، وتفعيل قانون “الكبتاغون” بعد أن طال تهديد المادة المخدرة المصنّعة في سورية الولايات المتحدة ذاتها.
وينصّ قانون “الكبتاغون” على تطوير التنسيق بين المؤسسات الأميركية المعنية بمكافحة المخدرات المرتبطة بالنظام السوري، معتبراً أن اتجار الحكومة السورية بالكبتاغون هو “تهديد أمني عابر للحدود الوطنية” للحكومة الأميركية.
ويتطلب القانون تطوير استراتيجية للحكومة الأمريكية لتعطيل الاتجار بالكبتاغون، تقوم بإعدادها العديد من فروع الحكومة الفيدرالية الأميركية، ومنها وزارة الدفاع (البنتاغون)، ووزراة الخارجية، والخزانة، ومكتب المخابرات الوطنية، وإدارة مكافحة المخدرات، إلى جانب وكالات فيدرالية أخرى.
ويشترط القانون أن يقوم رؤساء هذه الوكالات، بحلول منتصف حزيران/ يونيو العام الماضي 2023، بوضع استراتيجية من شأنها: استهداف وإضعاف الشبكات التي تدعم البنية التحتية لشبكات المخدرات المرتبطة بالأسد، لا سيما من خلال بناء قدرات الدول الشريكة. وقد تشمل هذه الدول الأردن ولبنان وربما دول الخليج المتحالفة مع الولايات المتحدة. وتقييم إمكانيات استخدام السلطات المختلفة التي أنشأتها التشريعات الأميركية الحالية، ومنها “قانون قيصر” والتشريعات الأميركية الأخرى لمكافحة المخدرات. إلى جانب الاستفادة من الدبلوماسية الأمريكية والمؤسسات متعددة الأطراف لممارسة ضغط اقتصادي على الحكومة السورية وتعطيل البنية التحتية لشبكات المخدرات المرتبطة بالأسد. إضافة إلى تقديم استراتيجية تواصل مع الجمهور لزيادة الوعي بالروابط بين بشار الأسد والاتجار بالمخدرات غير المشروعة. وأخيراً؛ توفير معلومات عن البلدان المتأثرة بتجارة الكبتاغون الحالية، وتقييم كلّ من قدرات مكافحة المخدرات في هذه البلدان وفرص المساعدة الأميركية لجهود تلك البلدان في مكافحة المخدرات.
وفي الوقت الذي استضافت فيه العاصمة الأردنية عمّان، مؤخراً، اجتماعاً ضم الأردن والعراق ولبنان ونظام الأسد، لتشكيل خلية اتصال بغرض مواجهة تدفق المخدرات عبر الحدود الشمالية للمملكة الهاشمية، استمر نقل الكبتاغون إلى أراضيها، حيث أعلنت عمّان عن مقتل 5 مهربين وضبط كميات كبيرة من حبوب “الكبتاغون”، أثناء محاولة تمريرها عبر الحدود.
الأردن الذي يسعى إلى تطويق تهريب الكبتاغون، من خلال العمل الدبلوماسي كان قد شنّ غارات جوية على الجنوب السوري، تسببت بمقتل عشرة مدنيين في جبل العرب، أثارت ردود فعل ساخطة لدى السوريين.
الأزمة تجاوزت الحدود
مصادر غلوبال جستس سيريا نيوز رأت أن هذا النشاط الأردني ومعه الدول العربية المجاورة لسورية، لعب في الوقت الضائع، فقد تجاوزت الأزمة حدود الإقليم، والسؤالان اللذان يبحث لهما الأميركيون عن إجابة اليوم هما “كيف وصل كبتاغون الأسد إلى الأراضي الأميركية؟”، و”من هي الدول والكيانات المتورطة في التساهل بعبور قوافل شحنات الكبتاغون المتجّهة إلى اميركا عبر أراضيها؟”.
وبعد مرحلة تصديره للمتطرفين وخلايا الإرهاب، أدخل الأسد سورية إلى حقبة جديدة بتحويلها إلى “دولة كبتاغون” ومصدراً لتصنيع وتصدير المواد المخدرة القاتلة، وتقول وثائق الحكومة البريطانية إن 80 في المئة من إنتاج “الكبتاغون” في العالم يصدر من سورية الآن، متهمة ماهر الأسد بالإشراف على ملف تصدير الكبتاغون إلى الخارج.
وقد وصل إنتاج الأسد من الكبتاغون إلى كل من الإمارات ومصر والسعودية والأردن وإيطاليا واليونان ورومانيا وألمانيا التي أعلنت السلطات فيها ضبط 370 كيلوغراًما من حبوب الكبتاغون في مدينة إيسن بولاية شمال الراين، واصفة الكمية بأنها الأكبر حتى الآن، وتبلغ قيمتها قرابة 60 مليون يورو، حسب صحيفة دير شبيغل التي نقلت عن المدعي العام في مدينة أخن قوله إن “الجمارك والمحققين في إيسن عثروا على أكثر من 370 كيلوغراما من أقراص الكبتاغون في أحد المستودعات في بداية شهر نوفمبر الماضي”.
وتربط السلطات الألمانية بين هذه الشحنة وشحنة سابقة كانت قد ضبطتها مع سوريين مشتبه بتورطهم في تهريب 461 كيلوغراما من المخدرات.
مركز الرقابة الأوروبية المعني بالمخدرات والإدمان نشر تقريراً في أيلول/ سبتمبر الماضي أكّد فيه أن القارة الأوروبية تحوّلت إلى معبر لتمرير شحنات الكبتاغون التي تصل إلى الشرق الأوسط وتحديداً السعودية، ويبني المركز استنتاجه ذاك على بيانات الشرطة الجنائية في برلين. حيث اتضح للمحققين أن المهربين كانوا يخططون لنقل شحنات المخدرات التي تم ضبطها من بلدان الاتحاد الأوروبي إلى دول الخليج العربي.
وبسؤال غلوبال جستس سيريا نيوز للمصادر عن المعلومات المتوفرة حتى الآن عن المعلومات المتوافرة عن مسار شحنة الكبتاغون التي وصلت الأراضي الأميركية، أجاب أحد المصادر الذي فضّل عدم ذكر اسمه قائلاً: “إن ما يمكن قوله حتى الآن هو إن شحنة الكبتاغون هذه دخلت الأراضي الأميركية عبر المكسيك”.