ما جرى ويجري في غزة كشف الخلافات السرية التي كانت تدور في المطابخ السياسية والكبرى منها بشكل خاص ، هناك من استفاد من هذا الكشف وأخر خسر كثيراً ، من سوء حظ الرئيس الامريكي بايدن أن ٧ اكتوبر الماضي جاء في العام الانتخابي للرئاسة الأمريكية ومن حسن حظ رئيس الوزراء الاسرائيلي لأن طوفان الاقصى أوقف الحرب الأهلية في اسرائيل التي وصلت الى حافة الهاوية نتيجة للاصلاحات القضائية التي تم طرحها من قبل حكومة اليمن المتطرفة لتغير البعض من القوانين ، من حسن حظ بوتين وروسيا تفجير الوضع في غزة لأنها صرفت الانظار عما كان يجري في أوكرانيا من دعم امريكي وغربي لحكومة زياينيسكي وأخيراً وعد بوتين بالضربة القاضية ، من سوء حظ الاتحاد الأوروبي حدوث ما جرى في غزة لأن الانقسام بين دوله ازداد شرخاً اسبانيا وبلجيكا تدعم الشعب الفلسطيني بقوة وتقف معه وفرنسا تبحث عن قرارها المستقل عن امريكا وباقي الدول تقف مع اسرائيل ، بعد الانتخابات الاخيرة في تايوان وانتصار الحزب الديمقراطي التقدمي المؤيد للاستقلال وصديق امريكا شجع الصين لاتخاذ موقف حازم لاعادة تايوان الى دولة الأم وارتد الرئيس الصيني بزته العسكرية .
الشعب الفلسطيني بشكل عام والغزاوي بشكل خاص دفع اثماناً ضخمة لم يدفعها خلال السبعة والسبعين عاماً الماضية لقد فقدت غزة مقومات العيش ، الدول العربية فقدت توازنها السياسية وتعيش في تيه دائم ، ايران الدولة الوحيدة المسفيدة لأنها تستثمر ما جرى في غزة من أجل توقيع الاتفاق النووي مع امريكا والافراج من مزيد من المليارات .
نعم ضاعت مفاتيح الحل في جميع المناطق الساخنة غزة اوكرانيا اسرائيل سورية السودان ليبيا … الخ دون أن ننسى بأن الامم المتحدة قد ماتت دون نعوة .
هل تستطيع الادارة الامريكية القادمة بعد الانتخابات العثور على المفاتيح الضائعة
نمرود سليمان
٢٢-١-٢٤