يحتفل الشعبُ الألمانيُّ في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام بإعادة توحيد ألمانيا الشرقية والغربية.
دخل قرارُ انضمام جمهورية ألمانيا الديمقراطية، الذي اعتمده مجلسُ الشعب داخل البلاد آنذاك، إلى نطاق سريان القانون الأساسي لجمهورية ألمانيا الاتحادية، حيزَ التنفيذ في 29 سبتمبر/أيلول 1990. وبُعيد أسبوعٍ واحد، اكتملت وحدةُ جمهورية ألمانيا الديمقراطية رسميًا مع جمهورية ألمانيا الاتحادية. ومنذ ذلك الحين، بات الثالثُ من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام يوافقُ يوم الوحدة الألمانية.
فصلت فترةٌ زمنيةٌ تقتربُ من عام بين سقوط جدار برلين وإعادة التوحيد.
سقط جدارُ برلين، الذي كان يفصل بين شرقيّ برلين وغربها على مدار 28 عامًا، في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1989. وجاء فتحُ الحدود بعد أشهرٍ من الاحتجاجات، التي قام بها مواطنو جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة وسُطِّرت في التاريخ باعتبارها ثورةً سلمية. ومهَّد سقوطُ جدار برلين الطريقَ إلى وحدة ألمانيا بعد عامٍ تقريبًا.
تحتضن هامبورغ عام 2023 الاحتفالات المركزية بيوم الوحدة الألمانية.
تختصُ مدينةٌ مختلفة وولايةٌ اتحادية مغايرة بتدشين الاحتفالات بيوم الوحدة الألمانية في كل عام بمفهومٍ جديد. ويحل دورُ الاحتفال بالذكرى السنوية الثالثة والثلاثين لهذا اليوم على مدينة هامبورغ الهانزية. وتعد المدينةُ الولاية واحدةً من 16 ولايةً اتحادية في ألمانيا. وتُقام احتفالاتُ الوحدة في هامبورغ تحت شعار “فتحُ الآفاق”.
تحتضن ألمانيا الشرقية العديدَ من المناطق الاقتصادية الجذّابة.
زادت القوةُ الاقتصاديةُ لألمانيا الشرقية بشكلٍ ملحوظ في العقود الأخيرة، حيث تُنتج عديدُ الشركات العالمية حاليًا في الولايات الخمسة الجديدة أو تستثمر في مواقع جديدةٍ هناك؛ مثالُ ذلك شركة صناعة السيارات تسلا في جرونهايده في براندنبورغ، وشركة تصنيع الرقائق الإلكترونية الأمريكية إنتل في ماغديبورغ، وشركة الرقائق التايوانية العملاقة تي إس إم سي في دريسدن. ومن جهته، لخَّص المستشارُ الاتحاديُّ أولاف شولتس تطوَّرات السنوات الماضية على النحو التالي: “يُعد شرقيُّ ألمانيا في الوقت الراهن أحدَ أكثر المناطق الاقتصادية جاذبيةً في ألمانيا من عدة جوانب”.
مركز المستقبل يلقي نظرةً على عملية التحوُّل في ألمانيا الشرقية.
من المقرر تشييد “مركز المستقبل للوحدة الألمانية والتحوُّل الأوروبي” في هاله على نهر زاله في شرقيّ ألمانيا بحلول عام 2028. ويهدف هذا المركز إلى تسليط الضوء على التحوُّل الذي شهدته ألمانيا الشرقية وإبراز تجارب الأفراد وإنجازاتهم. وفي الوقت نفسه، يُفترض كذلك توجيهُ الأنظار إلى المستقبل ــ وهكذا، وفقاً لأفكار وتصوُّرات الحكومة الاتحادية، من المزمع أن “يُقدِّم المركزُ إسهامًا مهمًا في تعزيز الديمقراطية والتكاتف في ألمانيا وفي أوروبا”.
جدير بالذكر أن المبادرة السورية الأميركية SAI ممثلة بمنظمة غلوبال جستس السورية الأمريكية والتحالف العربي الديموقراطي كانت قد طرحت مبادرة “سيناريو ألمانيا الغربية” و”الأرض الحرام” وهاتان المبادرتان تستلهمان نموذج ألمانيا الغربية التي استطاعت توحيد مناطق النفوذ التي كانت قد خضت لها ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، ويقتضي تطبيقهما تقارباِ تركياً أميركياً يضمن مصالح الطرفين ويحقق للسوريين مخرجاً نحو الحل السياسي الشامل انطلاقاً من توحيد منطقتي النفوذ التركي والأميركي شمال غرب سورية وشمال شرقها بعد تحييد الإرهاب في النطاقين في الوقت ذاته وتنظيم شؤون المساحة الشاسعة التي يمكن أن تزدهر بالتنمية والإصلاح الإداري والانتخابات المحلية لإتاحة الفرصة لعودة اللاجئين إلى بلادهم.