المصدر: 24
قبل وقت طويل من تنفيذ مقاتلي حماس هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، كانت إيران وحلفاؤها يكثفون جهود تهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية.
يتم إخفاء الأسلحة في شاحنات تمر عبر المعابر الحدودية الرسمية
وباستخدام طائرات من دون طيار ورحلات طيران سرية وجسر بري يعبر مئات الأميال وأربعة حدود وطنية على الأقل، تثير عملية التهريب شبح اندلاع حريق جديد في الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين. كما أنها تشكل تهديداً متزايداً للأردن، الحليف القوي للولايات المتحدة والذي يقع على الحدود مع إسرائيل والضفة الغربية.
وقال عامر السبايلة، مؤسس مركز Security Languages، وهو مركز أبحاث لمكافحة الإرهاب في عمان: “تريد إيران تحويل الأردن إلى منطقة عبور للأسلحة المتجهة إلى إسرائيل”.
أسلحة إلى الجهاد
وتقول صحيفة “وول ستريت جورنال” إن إيران هي الراعية لحماس، التي زودتها على مر السنين بالمال والسلاح والتدريب.. ولكن مع قيام مصر بقمع طرق التهريب عبر شبه جزيرة سيناء، المتاخمة لقطاع غزة، أصبحت حماس تعتمد بشكل متزايد على الأسلحة المصنعة محلياً، وخاصة الصواريخ.
ويذهب الجزء الأكبر من الأسلحة الإيرانية للفلسطينيين إلى الضفة الغربية، وخاصة إلى حركة الجهاد الفلسطينية، وهي جماعة مسلحة متحالفة مع حماس، وفقاً لمسؤول أمني أردني كبير الذي قال إن شبكات المهربين، بمساعدة الميليشيات المدعومة من إيران مثل حزب الله، آخذة في النمو.
وزاد تدفق الأسلحة بالفعل، وتحديداً خلال العام الماضي
وقال مايكل هوروفيتز، رئيس شركة استشارية مقرها إسرائيل، إن إيران ركزت بشكل أكبر على الضفة الغربية في الآونة الأخيرة، وتحاول تسليح بعض الجماعات هناك، وخاصة حركة الجهاد الفلسطينية، وهي الشريك المباشر لطهران.. وأضاف “ربما يفسر هذا جزءاً من الفشل الاستخباراتي (أثناء هجوم حماس)، لأن إسرائيل كانت تركز على الضفة الغربية أكثر من غزة”.
لأكثر من عقد من الزمن، استفادت إيران من الاضطرابات وتآكل السلطة الحكومية في الشرق الأوسط لتعزيز وجودها في المنطقة.. ومن خلال شبكة من الميليشيات الموالية، أنشأت ممراً برياً عبر العراق وسوريا إلى لبنان، وعبر الأردن إلى الضفة الغربية، ما يسمح لها بنقل القوات والمعدات والأسلحة إلى حلفائها في بلاد الشام.
ويبدي الأردن، الذي له حدود يسهل اختراقها مع سوريا وكذلك مع الضفة الغربية، انزعاجاً منذ فترة طويلة من تهريب الأسلحة والمخدرات عبر أراضيه.
الأسلحة المهربة
وتشمل الأسلحة المهربة إلى الأردن نسخاً إيرانية طبق الأصل من ألغام كلايمور المضادة للأفراد أمريكية الصنع، وبنادق هجومية من طراز M4، ومادة تي إن تي وغيرها من المتفجرات والمسدسات،
ووفقاً للمسؤول الأردني الكبير.. قالت “تيرجنس”، وهي شبكة معلومات تضم مستشارين للشرطة الإسرائيلية، في أكتوبر (تشرين الأول) إن قوات الحدود الإسرائيلية صادرت ألغاماً مضادة للأفراد مصنعة في إيران وروسيا.
وعند عبور الحدود السورية إلى الأردن، يتم إخفاء الأسلحة في شاحنات تمر عبر المعابر الحدودية الرسمية، أو يتم نقلها عبر مساحات صحراوية شاسعة ينتشر فيها الضباب والغبار في الشتاء.
كما أن الطائرات من دون طيار، وهي أداة حرب جديدة لدى اللاعبين غير الحكوميين، تساعد أيضاً في عمليات التهريب.. في فبراير (شباط)، عثر عملاء أردنيون على أول طائرة من دون طيار من سوريا تحمل أربع قنابل.
وقال مسؤول أمني أردني آخر مسؤول عن مراقبة الحدود السورية إن الطائرة التجارية من دون طيار، التي يتم شراؤها بسعر رخيص عبر الإنترنت وسهلة المناورة إلى حد ما، يمكنها أيضاً حمل بندقيتين هجوميتين، ومن الصعب جداً اكتشافها.. وأضاف “نحن نرى الطائرات من دون طيار فقط بالصدفة”.
واستخدمت إيران وسائل أخرى لنقل الأسلحة.. في فبراير(شباط)، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، قام إسماعيل قآني، قائد فيلق القدس الإيراني، المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري، بزيارة مدينة حلب السورية، ظاهرياً للإشراف على عمليات تسليم المساعدات.. ووصل قآني إلى سوريا على متن طائرة مملوكة لشركة ماهان، وهي شركة طيران فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات بسبب نقل مقاتلين وأسلحة من إيران إلى سوريا.
وبعد فترة وجيزة من زيارة قآني، بدأت شركة الطيران، تحت ستار تقديم المساعدات، في نقل كميات كبيرة من الأسلحة إلى سوريا، وفقاً لأحد عملاء وكالة الاستخبارات المركزية في المنطقة، ومستشار للحكومة السورية ومسؤول أمني أوروبي.
ويقول مسؤولون أمنيون إقليميون إنه من غير الواضح حجم الأسلحة التي يتم تهريبها إلى الأراضي الفلسطينية، وما إذا كان بعض الأسلحة ينتهي بها الأمر في غزة عبر الحدود الإسرائيلية، على الرغم من أن الغالبية العظمى التي تمر عبر الأردن تبدو متجهة إلى الضفة الغربية.