غلوبال جستس سيريا نيوز – بيروت – أبو ظبي – خاص:
باختيار الصحفي اللبناني (فلسطيني الأصل) إسكندر حبش عضواً في لجنة تحكيم جائزة سلطان العويس، بعد تتويجه عضواً في لجنة تحكيم جائزة قاسم سليماني التي أعلنها حزب الله، اعتبر كثيرون أن خبراً كهذا يمكن أن يشكل صدمة لجمهور جائزة العويس في دورتها الجديدة لهذه السنة.
وتعدّ جائزة العويس واحدة من اهم الجوائز الثقافية والأدبية العربية، فهي جائزة عريقة ومحكمة ونبيلة ينظر اليها الأدباء باحترام وتقدير وقد حملت اسم الإمارات عالياً.
الصادم أكثر هو رد فعل بعض الكتاب اللبنانيين الذين استنكروا لأول وهلة اختيار حبش لعضوية جائزة العويس، وثم ما لبثوا أن سحبوا احتجاجهم على ذلك الخبر، كما فعل الشاعر والصحفي عبدو وازن الذي نشر على حسابه على فيسبوك منشوراً متهكماً على تحوّل جائزة العويس إلى فرع من فروع جائزة قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ثم ما لبث أن حذف منشوره خشية أن يتسبب له بإشكالات مع أصحاب القرار في الخليج، فتعيين حبش في جائزة العويس لم يكن بعيداً عن القرار السياسي بالتقارب مع إيران على ما يبدو.
وكان موقع الاندبندنت العربي الذي يشرف وازن على القسم الثقافي فيه قد تعرّض لجائزة سليماني من قبل في مقال للشاعر اللبناني فيديل سبيتي عنونه كالتالي “جائزة قاسم سليماني تغري بالذهب!”.
كتب سبيتي يقول “في يناير 2021 كان قد تم إطلاق الجائزة من قبل جمعية “أسفار للثقافة والفنون والإعلام” التي كان يشرف عليها رجل الدين الشيعي المقرب من “حزب الله” والأديب الراحل قبل أشهر، الشيخ فضل مخدر” وأضافت “لو افترضنا، أن الجائزة هي تعبير أدبي عن اهتمام القائد العسكري الإيراني سليماني بالفنون على أنواعها كوسيلة ثقافية لتعميم “الثورة” أو تصديرها، وخلق موجة كبيرة من جمهور المثقفين والأدباء والفنانين حولها، إلا أن مؤسس الجائزة أعطاها من القدرة والحجم أكبر بكثير مما يمكنها تحقيقه، بل بما لم تحققه جائزة نوبل للأدب أو السلام حول العالم. فبرأيه أن الهدف هو “نقل مسرح قضايا الأمة إلى العالمية كقضايا إنسانية كبرى تمتلك عناصر قوتها وإثبات قدرة الإبداع”. هذا الرأي يمكن اختصاره بهدف نقل ثقافتنا المقاوِمة إلى العالم، وهذا ما لم نتمكن منه مع كبريات المؤسسات الثقافية والفنية والاقتصادية والنفطية حتى، فكيف الحال عبر جائزة باسم قائد فيلق القدس ومهندس سياسات الحرس الثوري الإيراني، أي النظام الإيراني، وهؤلاء جميعاً تحت لائحة الإرهاب، والنظام تحت رحمة العقوبات الدولية بسبب مخالفته القوانين الدولية حول صناعات الأسلحة وتحديداً النووية منها. فكيف سننقل أفكار السيد القاسمي إلى عالم ينظر إليه في الأساس على أنه داعم للإرهاب في المنطقة العربية وفي إيران نفسها ضد الثوار الإيرانيين، وهو الذي سمح باعتقال آلاف الفنانين والأدباء الإيرانييين في زنازين ضيقة معتمة، لمجرد أن أعلنوا وقوفهم مع الثورة الخضراء التي اعترضت على نتائج الانتخابات التي فاز بها أحمدي نجاد في دورتها الثانية، ونتج عنها إبقاء سياسيين إيرانيين تحت الإقامة الجبرية في بيوتهم حتى اليوم”.
وعن لجنة التحكيم قال سبيتي”في حفلة تقديم الجوائز تم الإعلان عن أسماء أعضاء لجان التحكيم للمرة الأولى، إذ كانت الأسماء سرية منعاً للتدخلات، ومن بين الأسماء شعراء وأدباء وأكاديميون أكثرهم شهرة في العالم العربي الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين، ومعه في اللجنة الشاعر أحمد بخيت من مصر والجزائري ياسين بن عبيد عن فئة القصيدة العَمودية. وعن فئة القصة القصيرة تألفت اللجنة من علي نسر من لبنان وصادق الصكر من العراق ومحمد القاضي من تونس. وفي الرواية ضمت اسكندر حبش من لبنان وحسن م. يوسف من سوريا والكاتب العلماني الفلسطيني رشاد أبو شاور.
وسخر سبيتي من طبيعة الجوائز التي تقدمها جائزة سليماني قائلة “الفائزون والفائزات العشر الأوائل حصلوا على جوائز من مسكوكات ذهبية، بعدما قررت اللجنة عدم استخدام عملة الدولار للمكافأة، وذلك للابتعاد عن “المبالغ النقدية (كما ورد في جريدة العهد)، تُعادل قيمة المسكوكة الواحدة 450 دولاراً، وليس أموالا أميركية “كاش”. فالحاج قاسم حارَب الاستكبار وعملاتِه (غير عملائه)، كما يؤكد سديف حمادة، عضو الهيئة الإدارية ومسؤول العلاقات الخارجية في مشروع الجائزة، ومسؤول ملف أدب المقاومة في وحدة الأنشطة الإعلامية في “حزب الله”.
ومن الواضح أن الجوائز المقبلة سخية إذ تبلغ 240 مسكوكة ذهبية ستوزع على ثلاث مراتب (أولى وثانية وثالثة) في الفئات العديدة للجائزة. وتترواح الجوائز ما بين الفائز الأول والفائز العاشر: 60 مسكوكة ذهبية للأول و40 للثاني و20 للثالث، وواحدة لبقية الفائزين. فلا يخرج من المسابقة إلا خاسرون قلة، فالجميع سيحصل على مسكوكة في هذه الأزمات المالية والاقتصادية الصعبة، خصوصاً على الفنانين والمثقفين غير الوصوليين أو الانتهازيين. لكن اللجنة لم تعلن عن الجوائز أو المكافآت التي تلقاها أعضاء لجان التحكيم. وهذا ما سيطرح كثيراً من الأسئلة، وربما سيثير “حسد” بعض المثقفين والكتاب”.
والظاهر أن مكافأة أعضاء لجنة تحكيم جائزة قاسم سليماني كانت اختراق الجوائز العربية في الخليج، لبسط المزيد من الهيمنة الإيرانية على الثقافة والوعي العربيين، من أجل المزيد من الذهب!.