د.باسل معراوي
كما أنّ الأسد ليس له من إسمه نصيب ، كذلك قسد ومسد أيضاً ليس لها من إسمها نصيب فهي ليست سورية وليست أيضاً ديمقراطية.
قسد بندقية للإيجار ليست أكثر من ذلك كما داعش والقاعدة ، فهذه التنظيمات ذات الأيدلوجيا الصلبة ظاهرياً والرخوة واقعياً تعتاش على تقديم خدماتها لأجهزة الإستخبارات الإقليمية والدولية باعتبارها أداة ضغط لإرسال رسائل غالباً ما تكون دموية ، وتلك التنظيمات المؤدلجة يَسهُل اختراقها وتوجيهها أيضاً لأنها ذات طبيعة أممية تقبل في صفوفها من رغب في ذلك.
كيف لحزب ماركسي أممي أن يتبنى قضايا قومية وهذا خلل في بنية الحزب الفكرية ، وكيف لمثل هذا الحزب إن ينجو من مرحلة سقوط السوفييت والذين سقطت معهم كل الأحزاب الماركسية حول العالم من أوربا الشرقية إلى الأحزاب الشيوعية في الغرب الأوربي والتي كان يُحسب لها ألف حساب في المشاهد الداخلية ، حتى أنّ الحزب الشيوعي الأم في روسيا طواه النسيان .
وبقي حزب العمال الكردستاني التركي موجوداً ومدعوماً من نظام ولاية الفقيه الديني وهو يعتبر أحد أذرع الحرس الثوري الخارجية ، كما أنّ نظام الأسد الأب والإبن كانا من أكبر الداعمين له بل إنّ الفرع السوري منه شكّلته المخابرات السورية عام 2003 وهذا معروف للجميع.
حتى الأمريكان أنفسهم يئسوا من فصل الفرع السوري عن الأم في قنديل ، وهم لم يعترفوا بأيّ تمثيل سياسي أو إداري لقوات سوريا الديمقراطية ، بمعنى لا إعتراف أمريكي بمسد ولا بالإدارة الذاتية ، إنما هم يستخدمونه كمرتزقة على الأرض في حربهم على الإرهاب وهذا ماقاله الرئيس ترامب سابقاً وعلى العلن.
هذا الحزب الإقصائي لم يجد سبيلاً للتفاهم مع القوى الكردية السورية الأصيلة وإضطهدهم ، فمنهم في السجون أو المهاجر أو تحت سيف الشبيبة الحزبية الكردية أو الإستخبارات تَعُدّ عليه أنفاسه وتُحصي حركاته وتمارس سلطة إستبدادية كسلطة الأسد.
المكون العربي الذي يُشكّل الأغلبية في مناطق سيطرة قسد معارض لحكم قسد لمناطقهم وهم مستمرون بالاحتجاجات السلمية والعنفية أحياناً إتجاه ممارساتهم ، وهذا الحزب الذي يحمل مشروعاً لايَمتّ لسوريا والسوريين بصلة ولايُخفيه أيضاً ويسميه مشروع روج آفا يريد تسويقه بخبث بإستغلال الظروف التي نشأت بعد الثورة السورية ..
يعلم الجميع أنّ نظام الأسد من مَوّل و سَلّح و سَلّم الأراضي والمقرات لميليشيات الحزب لتساعده في محاربة قوى الثورة السورية ، بل ولإحداث فتنة عرببة كردية وصراع أهلي يَحجُب حقيقة الثورة السورية كشعب سوري واحد يَنشد الحرية والتحرر من الإستبداد.
مارست ميليشيات الbyd كل الممارسات التي مارسها النظام بحق الشعب السوري من قتل للأحرار وأولهم الشهيد مشعل التمو وتجريف للقرى وتغيير أسماء المدن والبلدات إلى تجنيد القاصرات وفتح أبواب السجون لمعارضيه وتكميم الأفواه وسياسة الاخفاء القسري والتجنيد الإلزامي لميليشيا غير نظامية وفرض مناهج دراسية تخالف طبيعة وعقائد وعادات السكان ( وهذه طبيعة الاحزاب الشمولية) والحد من تنقلات السكان بين مناطقهم إلا بإذن مُسبق ولفترة محدودة ، وفرض شروط تعجيزية على السوريين بالعودة لمناطقهم او زيارتها بإستحداث نظام الكفيل وإذن الزيارة ( الفيزا)
كما أنه لايُخفِ مشروعه الإنفصالي بتسويقه بمسميات فضفاضة كالفيدرالية ، ولم يبالي بكل الاعتراضات وقام بكتابة عقد اجتماعي مسخ ومشوّه للجزء الذي يسيطر عليه ومع وجود القوة العسكرية والإدارة الجاهزة والاعلام الصفراء المميزة له والموارد الإقتصادية ، بحيث لم يبقَ إلا إعلان الإنفصال إذا ما وجد الفرصة مناسبة.
هذا الحزب ميليشياته أوهن من ببت العنكبوت فهي لا تستطيع الدفاع عن نفسها فيما إذا رُفِعَت الحماية الأمريكية عنها ، ولاتستطيع الإستمرار في الحكم يوماً واحداً فيما إذا أجبرت على التخلي عن آبار النفط ،
كيف لهذا الحزب والذي لم ينقطع يوماً واحداً عن التنسيق مع نظام الأسد على كل المستويات من محاولة تقديم نفسه كجزء من الثورة السورية المطالبة بالتغيير السياسي ، مع علم الجميع بوجود المربعات الأمنية في الحسكة والقامشلي للنظام مع سائر المؤسسات الاخرى وتداخل سيطرة الميليشيات العسكرية والتشبيحية التابعة لهما وتعايشهما مع بعض ولن ينسَ أحد تصريحات معظم قادة قسد ومسد ومطالبتهم بأن يكونوا جزءا من ميليشيات النظام مع بعض الإمتيازات ، ولكن نظام الأسد هو من يرفض ذلك ولايَنظر لهم إلا كأجراء عنده يؤدون مهمة لفترة محددة ونالوا أجرتهم عنها..
وكل الإستغراب والعتب على بعض السوريين والذي مازال يراهن على مسد وقسد كقوى سورية يمكن الاعتماد عليها بوصفها قوى معارضة بعد كل الخداع الذي مارسته قسد بحق من سبقهم ولن تكون آخرهم هيئة التنسيق الوطنية عندما أبرمت معهم تفاهماً سرعان ما تنصلوا منه.
أعتقد أنّ مسد وقسد تُدرك أنّ البوصلة الدولية ضدها فلم تعد د اع ش موجودة والريح الدولية تجري لكنس أو إستئصال الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني ومنها بالتأكيد ميليشيا الpkk وإنّ الولايات المتحدة ليست في وارد الإبقاء عليها فمهمتها إنتهت .
مانخسره نحن السوريون من وجود قسد أنها تقدم نفسها كممثل وحيد للكرد السوريين وهذا ليس صحيحاً ، كما أنها تنقل للساحة السورية المثخنة أصلاً بالجراح والتي ترغب في التعافي تنقل لها الصراع الكردي – التركي الى داخل سوريا ونحن في غنى عنه ونريد إقامة أفضل العلاقات مع جارتنا الكبيرة .
لن تكون قسد ومسد أكثر من سحابة سوداء عابرة كالسحابة الدا ع ش ي ة سحابة صيف وتزول بعد ان خلّفت ذكريات مؤلمة.