في 8 يوليو 2024، في وضح النهار، أطلقت قوات الفضاء العسكرية الروسية أكثر من 40 صاروخًا باليستيًا وصاروخًا باليستيًا هوائيًا على أوكرانيا. هذه المرة طارت الصواريخ إلى كييف ودنيبر وكريفوي روج وسلافيانسك وكراماتورسك.
ومرة أخرى استهدف القصف البنية التحتية المدنية، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا والدمار. وفي كييف، كان أحد الأهداف هو إنشاء المستشفى الوطني التخصصي للأطفال “أوخماتديت” – وهي عيادة حديثة معروفة ليس فقط في أوكرانيا، بل في جميع أنحاء أوروبا. وهو أكبر مستشفى يضم العديد من المتخصصين المتخصصين، ويقدم المساعدة، بما في ذلك للأطفال المصابين بالسرطان وضحايا العدوان الروسي السابق. كان هدف الروس هذه المرة هو بناء قسم السموم، حيث كان هناك أطفال في حالة صعبة للغاية ويحتاجون إلى غسيل الكلى، كما تضررت وحدة العناية المركزة أيضًا. ومن المعروف بالفعل أن ثمانية أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 20 آخرين. المعتدي الروسي يدمر عمداً أطفال أوكرانيا، مستقبل أوكرانيا!
فيما يلي بعض الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية حول الخسائر والمعاناة التي تكبدها الأوكرانيون منذ ما يقرب من ثلاث سنوات من الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا:
• مقتل أكثر من 10,000 مدني.
• أصيب أكثر من 30 ألف مدني.
• حوالي 1600 هجوم على نظام الرعاية الصحية الأوكراني.
• قُتل أكثر من 120 عاملاً طبياً.
وبعد هذا القصف الهمجي ستزداد الأعداد. إحصائيات مأساوية..
إن الهجوم على أهداف مدنية، بما في ذلك مستشفى الأطفال، يشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الإنساني الدولي وجميع المعايير الأخلاقية. ويجب على المجتمع الدولي أن يدين تصرفات روسيا باعتبارها أعمالا همجية وإرهابية. وقد ذكرت الأمم المتحدة بالفعل أن مثل هذه الهجمات يمكن تصنيفها على أنها جرائم حرب.
في إحدى مناطق كييف، أصاب صاروخ مبنى إداري، مما أدى إلى عواقب مرعبة: تحت موجة الصدمة، طار الناس من النوافذ. وكان هجوم الكرملين هذا بمثابة عمل عدواني آخر يهدف إلى ترهيب المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية في أوكرانيا. في كريفوي روج، هناك بالفعل 10 قتلى وأكثر من 30 جريحًا، وفي بوكروفسك هناك ما لا يقل عن 3 قتلى. ولن يتزايد عدد الضحايا إلا مع استمرار إزالة الأنقاض بعد وصول الصواريخ الروسية.
تسلط هذه الأحداث المأساوية الضوء على أهمية الدعم الدولي لأوكرانيا، وخاصة في الفترة التي تسبق قمة الناتو، التي ستعقد في واشنطن في الفترة من 9 إلى 11 يوليو 2024. ولابد أن تكون القمة بمثابة منبر لمناقشة التدابير الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز دفاعات أوكرانيا وتنسيق جهود الحلفاء لمنع المزيد من العدوان من جانب روسيا.
ويتعين على المجتمع الدولي أن يزيد الضغوط على روسيا وأن يقدم لأوكرانيا كل الدعم اللازم لحماية سيادتها وسلامة أراضيها. إن الجهود المشتركة وحدها هي القادرة على وقف العدوان وإحلال السلام الذي طال انتظاره على الأراضي الأوكرانية