شهد موقف الحكومة التركية تجاه النظام السوري تحولات كبيرة خلال الآونة الأخيرة، وذلك بعد فشل المحادثات الرباعية في إحداث أي تقارب بين الطرفين.
وتعنت النظام السوري وكذلك الجانب التركي في موقفهم تجاه التطبيع، فكلا الطرفين وضع شروطاً من الصعب تنفيذها مقابل التقارب.
الباحث التركي والخبير في العلاقات الدولية طه عودة أوغلو أكد أن التحولات في الموقف التركي بدأت منذ ديسمبر الماضي مع بدء المحادثات مع النظام السوري على المستوى الدفاعي والاستخباراتي والآن تحولت إلى الشق السياسي”.
ولفت في حديث لموقع غلوبال جستس سيريا نيوز أن “الحسابات كانت في البداية انتخابية من قبل أنقرة، وحاولت خلال الفترة الماضية إحداث توازن، لكن هو حقيقة صعب للغاية كان مع روسيا من جهة أو حتى الدول الغربية والأمم المتحدة، لكن كان واضح جدا الحلقة الأضعف في هذا المسار أو في هذا التحول و هي المعارضة التركية التي كانت هي غائبة تماما عن هذه التحولات في الموقف التركي”.
وأوضح أنه “هناك إدارة جديدة مع فوز أردوغان بالانتخابات الأخيرة، حيث عين وزير الخارجية هاكان فيدان وكان سابقاً رئيس استخبارات وهو ملم بشكل واسع في الملف السوري”.
و أعتقد طه أوغلو أن أهم هذه التحولات وخاصة كأن نرى تفاعل كبير في عملية التطبيع مع النظام، وعلى الرغم من الفترة الماضية كان هناك حالة من البطء لذا اعتقد الأمور التي أشرت لها وهي الأمور المتعلقة في الدرجة الاولى.
ونوه في حديثه “نحن مقبلين على انتخابات محلية وهناك وضع متسارع في الأقليم وتسببت الحرب الروسية بتداعيات على المنطقة بخصوص علاقات تركيا مع روسيا، وأيضا هناك تطورات في العلاقة التركية الأمريكية تدفع انقرة لإعادة النظر في علاقاتها مع بعض الملفات ومنها الملف السوري الذي نراه حاليا من أصعب الملفات التي تمر بها تركيا على خلاف الملفات الأخرى.
وتوقع أن يكون هناك واقع جديد للملف مختلف عما كان عليه منذ سنوات، بالنسبة لمسار أستانة فقد توقف على الرغم أن روسيا أشارت إلى إمكانية أن يعقد في مكان أخر غير كازاخستان وأن يتم إدخال النظام في هذا المسار، لكن هناك امور اختلفت خلال الأشهر الأخيرة الماضية ويبدو أنه ليس هناك داعي لتفعيل هذا المسار خاصة أنه كان غير مرغوب به أمريكياً أو حتى غربياً.
وأعتقد أوغلو أن عودة هذا المسار لن يجدي ولن يقدم شيء خاصة حاليا العلاقة ما بين أنقرة والنظام أصبحت قديمة، ويوجد تواصل أيضاً بدعاية روسية هي تساهم بشكل كبير في تقريب وجهات النظر.