أكدت صحيفة التايمز البريطانية، أن تطبيع الدول العربية علاقاتها مع النظام السوري، سيؤدي إلى لجوء المزيد من السوريين الرافضين لحكم الأسد نحو أوروبا.
وقالت الصحيفة إنه قبل 8 أعوام، شلّت موجة من اللاجئين السوريين أوروبا، حيث سافر الملايين غرباً يحملون صدمة المجازر في وطنهم، وشجعهم على ذلك ترحيب المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، التي وفرت لهم ملاجئ آمنة بعيداً عن الوحشية.
وبحسب الصحيفة، فإن نظام الهجرة للاتحاد الأوروبي، انهار تحت وطأة موجات المهاجرين الذين جاء معظمهم من سوريا.
واليوم وبعد استقبال الديكتاتور السوري بشار الأسد في الجامعة العربية، فإن هناك بوادر لموجة لجوء جديدة قد تصيب العالم الغربي، وفقاً للصحيفة.
وتؤكد التايمز أنه لا أحد في القارة العجوز مستعد لتلك الموجة، لا في مجال السياسة أو السيطرة على الحدود أو إجراءات السكن والترحيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن إعادة الأسد في الأسبوع الماضي إلى الجامعة العربية كان فعل فقدان الذاكرة الجمعية من العالم العربي.
كما أشارت إلى أنه “لم يعد أحد يتحدث عن ضحايا الحرب الذين يقدر عددهم بنصف مليون شخص، أو عن الآلاف الذين عذبوا وملايين المهجرين”.
تقول الصحيفة إن الزعماء العرب نظروا إلى بشار الأسد على أنه المنتصر في الحرب نظراً إلى نجاته غير المتوقعة.
وأضافت: “صحيح أن بلده ممزق ومحطم، إلا أن السجون مكتظة بنزلائها ولا تستطيع عائلته الحكم إلا بدعم من الطيران الروسي الذي يتحكم بالأجواء السورية وبدعم من السفن الإيرانية التي تنقل إليه النفط خلسة”.
وتابعت: “فنظام الأسد تحول إلى ديكتاتورية جوفاء، لكن علاقته مع إيران لم تعد لعنة للعرب، خصوصاً بعد أن قام السعوديون بالتوافق مع إيران على صفقة سلام مبدئية، وفي الوقت نفسه لم يعد تأثير روسيا على نظام الأسد عقبة، فهم يفضلون حضور موسكو على محاضرات الولايات المتحدة الداعية إلى الإجماع”.
و”ما يهم العرب اليوم هو سماح الأسد للاجئين بعودة الملايين من مخيمات اللجوء في المنطقة، فهناك مليون ونصف لاجئ في لبنان، وفي الأردن 1.3 مليون لاجئ سوري وفي العراق 260.000 لاجئ وفي مصر 140.000 لاجئ”، بحسب المصدر.
وتساءلت الصحيفة: “ماذا لو لم يرد السوريون العودة؟ فقد دمرت بيوت الكثيرين منهم وحطمت مخابرات الأسد حياتهم، وسيقابل الجنود الشباب العائدين على الحدود وينقلونهم إلى معسكرات التجنيد”.
وأردفت: “كما تعاني سوريا من مشكلة المخدرات وانتشار الكبتاغون، وسيتردد الآباء في العودة مع أولادهم، ولم يتغير التعذيب في أقبية النظام بل وزاد، ولا تزال البيروقراطية الفاسدة والمعطلة في مكانها، وحتى لو وعد الأسد بتوفير الحماية للعائدين، فلا يعرف إن كان سيفي بالوعد، فهو ليس في وضع جيد”.
وخلصت الصحيفة إلى أنه لو خير السوريون بين الخيمة في دولة جارة وشر الأسد لاختاروا تفكيك الخيمة والتوجه نحو أوروبا، حيث سمح لمئات الآلاف من اللاجئين السابقين بالبقاء، ويعيش الكثير منهم في بحبوحة اليوم.