غلوبال جستس سيريا نيوز – متابعات – إسطنبول – خاص:
استضاف الإعلامي السوري د معاذ محارب، مساء الأربعاء، في برنامجه واسع الانتشار “ما تبقى” على شاشة تلفزيون سوريا الكاتب والصحفي السوري إبراهيم الجبين، رئيس موقع غلوبال جستس سيريا نيوز، للحديث عن مآلات التطبيع السعودي مع النظام السوري، إثر ما سرّبه نظام الأسد عن نقل السعودية ملف الحج من إشراف المعارضة السورية، إلى وزارة الأوقاف التابعة للأسد.
وقال الجبين إن “خبراً مثل هذا يأخذني إلى 24 فبراير لعام 2012 كانت تفصلني مسافة مقعد واحد عن وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل في تونس في أول مؤتمر لأصدقاء سوريا حينما فاجأ الجميع الأمير سعود الفيصل قوله “أنتم في هذه الطريقة كمن تسمن الضحية للجلاد كي يذبحها”.
وأضاف الجبين أن ” الفيصل حينها أعلن احتجاجه وانسحب من المؤتمر رافضاً الوسائل التي كانت الأسرة الدولية تتبعها لدعم الشعب السوري، وكان يعتبر أن هذا مجرد تهيئة للمجازر التي يقوم بها الأسد”.
ولفت في حديثه “للقد تشكّل منذ ذلك المشهد في تونس، وحتى لحظة انطلاق التطبيع السعودي مع نظام الأسد وهذا القرار الأخير، قوساً هائلاً من المتغيرات”.
وأشار الجبين إلى أنه “يجب أن نتعامل مع السعودية وما يحصل فيها وما تقوم به في الفضاء التي يحيط بها وفق ثلاث حقائق؛ المملكة العربية السعودية قررت ذات يوم الابتعاد عن الربيع العربي، لكن لتعلم القيادة السعودية أنه لم يكن بالإمكان التحول لشكل السعودية الحالي دون أن تكون قد تأثرت بمطالب الشعوب في الربيع العربي، ولو قامت ثورة في السعودية لم يكن المتظاهرون سيطلبون أكثر مما يحدث الآن من انفتاح وحريات في السعودية”.
أما الحقيقة الثانية والمهمة جدا، فهي وجود جار متربص بالسعودية اسمه إيران، هذا الجار لن يترك السعودية بحالها بعد أن كسب أربعة عواصم عربية، وبعد أن استطاع أن يجبر الرياض على التفاوض معه”.
وتابع قائلاً “أما الحقيقة الثالثة فيجب على السعودية أن تعلم أنها لا ينبغي لها الوقوع في فخ التقزيم، وأن تتحول من مركز للعالمين العربي والإسلامي ذي ثقل كبير جداً، إلى مجرد دولة طامحة الى أن تكون إمارة ترفيهية مثل دبي وغيرها. هذا التحول الكبير تحول دراماتيكي هائل يجري، طبعا ليس بدون دراية، لكن لا أعرف هل صناع السياسات السعودية على وعي وإدراك كافيين للإحاطة بما يحدث”.
وقال الجبين إن السعودية في سياساتها الحالية، صحيح أنها تخلّصت مما قالت إنه كان عبئاً عليها، والذي عبّرت عنه الصحوة الدينية، والسلفية الدينية، لكنها الآن تتجه نحو سلفة سياسية لا استراتيجيات فيها ولا مراعاة للأمن القومي العربي، ولا حتى أمنها الوطني في فضائها التي تعيش فيه. ومن بين أبرز إشارات ذلك مكافأتها لنظام الأسد على تسليح وتدريب حزب الله السعودي (الحجاز) الذي شن عمليات إرهابية ضد السعودية، واعتقلت قوات الأمن السعودية قياداته وعناصر خلاياه، فماذا كانت النتيجة؟ المزيد من التقرّب إلى نظام الأسد الذي لا يعرف كيف يحافظ على أي صداقة أو تحالف دون أن يطعنه من الخلف، سواء بسبب طبيعته، أو بسبب كونه حلقة من سلسلة هرم الولي الفقيه الذي يدار من طهران.
وكان النظام السوري قد أعلن عن توصُّله لاتفاق مع السعودية لتولِّي ملفّ الحج لهذا العام، وذلك للمرة الأولى منذ أن تم سحبه منه عام 2013.
وقالت وزارة الأوقاف التابعة للنظام: إن وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد التقى ظهر اليوم الأربعاء مع وزير الحج والعمرة السعودي توفيق بن فوزان الربيعة في مدينة جدة، بحضور سفير النظام في السعودية أيمن سوسان و”تم الاتفاق على أن يكون الحج والعمرة لهذا العام من دمشق وبإشراف وزارة الأوقاف”.
كما أشارت الوزارة في بيان إلى أن اللجان التحضيرية المشتركة بين الوزارتين ستتولى مهمة بحث “كافة التفاصيل والإجراءات اللوجستية اللازمة لخدمة الحجاج والمعتمرين السوريين وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لهم”.
وخلال السنوات الماضية كانت السعودية تسمح لكافة السوريين بأداء فريضة الحج، وتحصر التقديم على ذلك عن طريق اللجنة التابعة للائتلاف الوطني، لتجنُّب التنسيق مع النظام السوري.
ولكن بعد إعادة السعودية العلاقات مع النظام السوري وإعادة فتح سفارته في الرياض، بدأت بمنح تأشيرات للمقيمين في مناطق سيطرته لأداء العمرة.
وفي الوقت الذي تقدم فيه السعودية على خطوات من قبيل السماح بإعادة ترميم وافتتاح سفارة الأسد على أراضيها، يعاني التطبيع الأردني مع النظام السوري من تدهور كبير، بلغ حد التدخل العسكري المباشر عبر غارات جوية وقصف مدفعي ومداهمات كسر فيها الجيش الأردني السيادة السورية متجاوزاً الحدود الرسمية، لمكافحة سيل المخدرات القادم من جانب النظام السوري، والذي أضيف إليه مؤخراً شحنات من الأسلحة والمتفجرات.