د.أسامة قاضي
العالم يشهد قصف لأذرع ايران في لبنان وسوريا وغزة بشكل هائل وتهجير القاطنين في تلك المناطق، ولكن لايوجد حركة حقيقية لتجفيف منابع التمويل لدى المشغل الإيراني الممول لتلك الأذرع.
كل الأنظار الآن بدأت تتوجه للجنسية العراقية للأموال التي يتم غسيلها في بغداد لصالح الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية التي تلوذ به.
آخر رسالة قوية قدمها عضوي مجلس الشيوخ تم سكوت و مايكل راوندز -في ٣ اكتوبر ٢٠٢٤- حول فشل بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك في تنفيذ الضوابط الأساسية لمكافحة غسيل الأموال على علاقات الحساب مع البنك المركزي العراقي، مما أدى إلى احتمال تدفق مليارات الدولارات إلى إيران ووكلائها.

انتقد العضو سكوت والسناتور راوندز بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك ونظام الاحتياطي الفيدرالي، وهما منظمات تلعب دورًا أساسيًا في صياغة وإنفاذ قانون السرية المصرفية، وقوانين مكافحة غسيل الأموال ، على النظام المصرفي الأمريكي، لعدم تطبيق نفس المعايير.
جاء في الرسالة القاسية التي أرسلها عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي :” وفقاً للتقرير والمسؤولين الأمريكيين، فإن ما يصل إلى 80% من التحويلات البرقية التي تزيد قيمتها عن 250 مليون دولار والتي تتدفق عبرها [البنوك العراقية] في بعض الأيام لم يكن من الممكن تعقبها، وذهب جزء من هذا المبلغ سراً إلى الحرس الثوري الإسلامي الإيراني. الفيلق والمناهضون للولايات المتحدة. الميليشيات التي يدعمها. وإذا كان هذا دقيقًا، فإنه يمثل أحد أكبر الإخفاقات في النظام التنظيمي المالي الأمريكي.”
على سبيل المثال ذكرت صحيفة وول ستريت الأمريكية في عددها ٨ سبتمبر ٢٠٢٤ أن علي غلام الذي يعد ملك الدولار في العراق بلا منازع تحول بنوكه الثلاثة في بغداد عشرات المليارات من الدولارات إلى خارج البلاد دون رقابة حقيقية لشراء قطع غيار السيارات والأثاث والواردات الأخرى.
إذا كانت الادارة الأمريكية تعرف مشغل أدوات ايران في المنطقة وتقدر غسيل الأموال من العراق إلى ايران بحوالي ٢٠٠ مليون دولار يوميا فلماذا لاتتعامل مع المشغل الأساسي ؟ ولماذا لا تجفف منابع ذلك التشغيل ؟
هل سيكون هناك تعامل حقيقي وجاد في العراق مع التواجد الإيراني في العراق والتحكم في مقدرات الشقيق العراق والذي أقله فرض مبلغ ٣.٢ تريليون دينار عراقي من الموازنة الرسمية العراقية للحشد الشعبي العراقي دون وزارة الدفاع ؟
للأسف حكومة بايدن لازالت تطبق عقيدة أوباما في علاقته الحميمية بايران ، وبدل التعامل مع المشغل الذي يزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط تقوم ادارة بايدن- هاريس مؤخرا في اغسطس ٢٠٢٣ بفك الحجز عن ٦ مليار دولار لايران !! مما استدعى أن يقوم العضو البارز سكوت استدعاء وزيرة الخزانة جانيت يلين للإدلاء بشهادتها بشأن الإفراج عن مبلغ 6 مليارات دولار، كما دعا مجلس الشيوخ إلى التحقيق في الأمر.
أصل الحكاية في العراق المسيطر عليها ايرانيا والتي تمول نظام الاسد وبقية الأذرع في المنطقة ولايمكن أن يكون هناك أي تحول استراتيجي جاد في منطقة الشرق الأوسط مالم يتم فك ارتباط ايران بالعراق والخلاص من سيطرته على القرار السياسي والاقتصادي للعراق الشقيق.