التقى موقع غلوبال جستس سيريا نيوز الدكتور محمد بكر غبيس، طبيب الأطفال، ورئيس منظمة C4SSA الأميركية للحديث حول زيارة وفد الأطباء لمخيم الركبان.
وقال الدكتور غبيس في حديثه إن زيارة المخيم كانت مؤثرة جداً وتاريخية بالنسبة لي وخصوصاً عندما ترى سوريين أحراراً يعيشون رغم كل الظروف الصعبة في ظل الحصار من كل الجهات، ومعرضين للخطر من قبل النظام والقوات الايرانية وروسيا.
وأضاف في حديث لموقع غلوبال جستس سيريا نيوز أن “وجوه الأطفال نحيلة مسمرة ومغبرة، بسبب الظروف التي يعيشونها ورغم ذلك رأينا ضحكات خجولة بسبب الألم والقهر”.
ولفت في حديثه “بنفس الوقت الأطفال كانوا لبقين ولاقونا بابتسامة وتقدير وشكر عدة مرات أثناء العمل، وكان هناك احتفالية وكان الأطفال يقفون أمام باب المشفى والعيادة
وتمكنا من العمل في اليوم الأول لمدة عشر ساعات”.
وأوضح أنهم عاينوا حالات بسيطة وأحياناً بسبب الظروف الصحية السيئة كان هناك أمراض تنفسية وأمراض جلدية فالمنطقة تفتقد الصحة العامة فلا يوجد مياه صالحة للشرب وهناك سوء تغذية بسبب الحر.
وتابع “هناك حالات جفاف أطفال وهناك محاولات مستميتة لجلب الغذاء والدواء والحليب عن طريق إدخال مساعدات من قبل منظمة سوريا للطوارئ ومنظمة غلوبال جستس بمساعدة الجيش الامريكي.
وحول انطباعه الاول عن الزيارة أشار الدكتور غبيس “تمكنت من أخذ فكرة عن الوضع الطبي والمعيشي والإنساني للاهالي بنفس الوقت،وكنا نحنا محمين من قبل القوات الامريكية ومحمين من قبل قوات جيش سوريا الحرة بكل فصائله، فلديهم تاريخ مشرف بمحاربة داعش ومحاربة القوات الايرانية.
وذكر في حديثه “أخذت انطباعاً ايجابياً بسبب مقاومة السوريين هناك وتفائلهم وتقديرهم للعمل وبنفس الوقت هناك مأساة حقيقة انسانية بسبب الظروف التي يعيشونها.
ويستعد الوفد الطبي اليوم الخميس، لمعالجة الحالات وتقديم المساعدة الطبية من اختصاصات مختلفة.
وكان مبعوث غلوبال جستس مؤيد يوسف قد قام بجولة على المشاريع الزراعية التي دعمتها SETF في الركبان، وأشرف على توزيع كميات المساعدات الغذائية التي يتم تقديمها تباعاً، حيث تضمنّت الحصة الغذائية لكلّ عائلة: “3 علب حلاوة، 11 علبة بازلاء، 11 علبة مرتديلا، 12 علبة حمص، و5 علب فول”، وهي تأتي استكمالاً للمساعدات الغذائية التي وزّعت قبل أيام على سكان المخيم.
وكان ناشطون يسكنون في مخيم الركبان قد أصدرو قبل فترة مناشدة للأمم المتحدة “للتدخل لحل مشكلتهم”، وإعلان المخيم “منطقة منكوبة”، ويؤوي المخيم، الذي تأسس عام 2014، ويقع في منطقة حدودية فاصلة بين سوريا والأردن آلاف النازحين، وهو يقع ضمن منطقة أمنية بقطر 55 كلم أقامها التحالف الدولي بقيادة واشنطن وأنشأ فيها قاعدة التنف العسكرية.
وقد بدأت أوضاع العالقين في المخيم بالتدهور خصوصا منذ إعلان الأردن، منتصف عام 2016، حدوده مع سوريا والعراق منطقة عسكرية مغلقة. وزاد الوضع سوءا مع تفشي وباء كوفيد-19 وإغلاق الأردن حدوده تماما.
ووجه الناشطون بيانهم إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وقالو إنهم يتحدثون باسم “7500 مدني بينهم أطفال ونساء وشيوخ رجال”، مشيرين إلى أن “الجوع والمرض” نال من الأطفال والنساء وسط صحراء قاحلة. حسب تقرير لقناة الحرة الأميركية، وأكدوا في مناشدتهم أن “الجميع يحاصرهم ويحرمهم من أدنى سبل العيش من غذاء وماء ودواء، فنظام الأسد وميليشيات إيران يمنعون حتى إسعاف المرضى وحالات الولادة داخل الأراضي السورية”، وطالبوا بضم مخيم الركبان للمخيمات التي ترعاها الأمم المتحدة، واعتباره “منطقة منكوبة إنسانيا”، أو نقل المخيم لداخل الأراضي الأردنية. وشددوا على أن ما يطالبون به هو “حل إنساني مؤقت” ويحتفظون بحقهم في “العودة لأراضيهم ومنازلهم في سوريا بعد تحقق شروط الأمن والأمان”، مشيرين إلى أنه يمكن فتح “طريق آمن لخروج النازحين إلى الشمال السوري أو شرق الفرات”.