كشفت مصادر صحافية أن السعودية قررت إيقاف عمليات ترميم سفارتها في العاصمة السورية دمشق، وسط أنباء عن خلافات بين المملكة وإيران التي أدى التفاهم معها إلى التطبيع العربي مع النظام السوري.
وقالت صحيفة المدن إن السعودية قررت توقف عمليات ترميم السفارة في حي مزة فيلات شرقي بدمشق.
وأشارت الصحيفة إلى أن عمليات ترميم مقر السفارة بدأت في آذار/ مارس الماضي، إلا أنها لم توضح ما إذا كانت عمليات الترميم متوقفة مؤقتاً أو بشكل نهائي.
كما أشارت الصحيفة إلى أن السعودية لم تسم سفيراً لها في دمشق، رغم تعيين سفراء جدد لها في عدد من الدول حول العالم.
وأوضحت الصحيفة أنه بذلك تكون الرياض خالفت الموعد الذي حددته مصادر مقربة من النظام لتبادل افتتاح السفارات وتعيين دبلوماسيين، في مطلع حزيران/يونيو الماضي.
وعن سبب هذه الخطوة السعودية، أكدت الصحيفة وجود مؤشرات على توتر جديد بين الرياض وطهران على خلفية التنازع بينهما على ملكية الثروات الطبيعية عند الحد الشرقي للمنطقة المغمورة المقسومة بين السعودية والكويت وإيران، بما فيها حقل غاز الدرة.
ونقلت الصحيفة عن الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة قوله إن المملكة تتنظر الانتهاء من بعض الترتيبات التي تشهدها المنطقة، مثل العروض الأمريكية التي تنهال على السعودية من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وكذلك عودة الحضور العسكري الأميركي في المنطقة والذي يمكن أن يستهدف إيران”.
وأضاف: “يمكن القول إن هذه العوامل جمدت الكثير من بنود الاتفاق السعودي الإيراني.
وأشار خليفة إلى أن رئيس النظام السوري بشار الأسد لم يفِ بوعوده للدول العربية التي انفتحت عليه مؤخراً.
كما أضاف أن “العرب منحوا النظام مهلة حتى نهاية 2023، لتجميد بعض الأنشطة الإيرانية في سوريا، لكن النظام سرعان ما عقد اتفاقيات اقتصادية مع الإيرانيين ليثبت بذلك عمق وقوة تحالفه مع طهران على حساب تحسين علاقاته مع العواصم العربية، خصوصاً أن التقييم الأردني لمبادرة خطوة بخطوة، غير مبشّر ولا يدعو للمزيد من التقارب أكثر مع النظام السوري”.
ويرى درويش أن المملكة في مرحلة تقييم الاتفاق مع إيران، وأي تعثر في ذلك المسار سينعكس بالضرورة على العلاقة مع النظام السوري.
الجدير بالذكر أن السعودية أعادت مؤخراً علاقاتها مع النظام السوري وساهمت في إعادته إلى الجامعة العربية كما دعت بشار الأسد إلى حضور القمة العربية التي استضافتها في أيار/ مايو الماضي.