نعى مئات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، رائد الفضاء السوري اللواء محمد فارس، الذي فارق الحياة، اليوم الجمعة، في أحد مشافي ولاية غازي عنتاب التركية، بعد معاناة مع المرض استمرت لنحو شهر.
وقال رئيس الوزراء السوري المنشق الدكتور رياض حجاب: “إنا لله وإنا إليه راجعون، قامة وطنية فقدتها سوريا اليوم… خالص العزاء لأسرة اللواء محمد الفارس ولمحبيه، تغمده الله بواسع مغفرته”.
من جهته، قال رئيس الائتلاف الوطني السوري، هادي البحرة، إن “فارس حظي بمحبة السوريين بمواقفه الشجاعة وانحيازه لصوت الشعب وكلمته، وهو أول سوري وثاني عربي يصعد على الفضاء، وكان اسماً لامعاً محلياً وعربياً”.
أما الكاتب والإعلامي السوري إبراهيم الجبين، رئيس تحرير موقع غلوبال جستس سيريا نيوز، فقد قال إن اللواء محمد فارس كان إنساناً عميق الحس وحي الضمير، وأضاف “خسرنا رائد الفضاء الوحيد، والصديق الأصيل الذي جمعتني به صداقة قديمة تعود إلى أكثر من عشرين عاماً، منذ أن قرّرت المغامرة واستضافته في برنامجي التلفزيوني (علامة فارقة) على الفضائية السورية، وقد كان اللواء محمد فارس ممنوعاً من الظهور على الشاشة، مهمّشاً بقرار من أعلى السلطات في نظام الأسد، حينها كانت تلك الحلقة من أكثر الحلقات مشاهدة بين السوريين الذين أحبوه وتعلقوا بحديثه الجريء والذي كانت فيه نبرة سخرية من عالمنا الذي رآه من الفضاء”. وبيّن الجبين أن اللواء محمد فارس كان مع الثورة من أول لحظة اندلعت فيها، وأنه كان يلتقيه في دمشق حينها ثم بعد انشقاقه وقال “اشتركنا معاً في العديد من المشاريع السياسية والوطنية خلال سنوات الثورة، وكان متحمّساً دوماً، متفائلاً، لم يعرف اليأس حتى آخر لحظات حياته”.
من جهته، قال الكاتب أحمد أبازيد، إنّ “محمد فارس وقف مع الثورة السورية منذ البداية، وعاش منفياً حالماً بسقوط الأسد والحياة في سوريا حرة.. وصل إلى الفضاء ووصل كل بقاع الأرض ولكن لم يصل بعد إلى هذا الحلم.. رحمه الله”.
أما وزير الزراعة السوري الأسبق أسعد مصطفى فقد كتب في رثاء اللواء محمد فارس يقول (البقاء لله ..ترجل الفارس ابو قتيبة رائد الفضاء قدوة العسكريين الأحرار وشرفاء الرجال . رحل إلى جوار ربه رحمه الله ..
عظم الله أجركم أسرة الراحل الكريمة
عظم الله أجركم إخوته الضباط الأحرار ،، عظم الله أجركم أيها السوريون في كل مكان من العالم ..
عرفناه مطالع الثورة وقد انحاز الى أهله السوريين الأحرار في مواجهة الطغاة ، لم يغادر ساحات الشرف والكرامة . لم يبدل ولم يساوم ولم يهادن وما أغرته العروض ولا زحزحته الدول شرقها وغربها .. هرع إليه الروس أولاً كرائد فضاء من مدارسهم ..و حاولته دول كبرى ..وظل ابو قتيبة واضح الرؤية والهدف راسخ الموقف ..في خندق أطهر الثورات ..
قدم عدة مشاريع لإنقاذ الوطن وجهز العدد والعدة ولكنهم سدوا المنافذ أمام وضوح موقفه واستقلال رأيه وأمانته ..
أحبه السوريون الأحرار وأحبهم .. وغادر نظيف اليد عفيف النفس ترفع عن كل حطام الدنيا وعن كل عطاء .
انضم اللواء محمد فارس إلى إخوته رجال سوريا الأحرار قامة وطنية شامخة كان لها أن تقود سوريا بما تملكه من قيم وشهامة ورحابة تحتاجها الأوطان .
وأضاف مصطفى الذي شغل منصب أول وزير دفاع في الحكومة السورية المؤقتة الأولى “رحل ابو قتيبة مسلماً مؤمناً بربه راضياً بقضائه مؤمناً بنصره القادم . وحتمية زوال النظام المجرم عن أرض سوريا الطاهرة”.
بدوره قال الفنان التشكيلي، عمار آغا القلعة: “رحمه الله وغفر له وصبرنا وذويه على مصابنا الأليم، ولد في حلب في 26 أيار 1951 وتوفي بتاريخ 19 نيسان 2024، عن عمر يناهز 73 عاماً، خسارة الشعب السوري كبيرة يا أبا قتيبة.. رحلت عنا ولم تكتحل عيناك بسوريا حرة، عوضك الله جنة الخلد”.وذكر الإعلامي ماجد عبد النور، أن “محمد فارس ابن مدينة حلب الشهباء وابن الثورة السورية البار، رحل عن الدنيا شريفاً نزيهاً إلى جانب الحق والمظلومين، رحل عنها مهجراً مظلوماً حاله كحال الملايين من السوريين.. في جنان الخلد يا رمزاً سيبقى اسمه خالداً في صحائف الشرفاء”.
وتقدم المجلس الإسلامي السوري بالتعازي لذوي فارس قائلاً: “رحم الله تعالى فقيد سوريا الراحل الكبير الذي انحاز إلى أحرار سوريا ضد عصابة الإجرام، رائد الفضاء السوري اللواء (محمد فارس) حتى رحل ولم يبدّل ولم يغيّر”.
ومساء أمس نشرت صفحات معارضة أن اللواء محمد فارس توفي داخل مشفى “السانكو” الخاص في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا.
وفي شهر آذار الماضي، نشر ناشطون فيديو يظهر فيه فارس من داخل المستشفى، تمنى فيه أن يكون مشاركاً في احتفالات الذكرى السنوية الثالثة عشرة لانطلاق الثورة السورية.
وقال فارس مخاطباً السوريين المتظاهرين: “أتمنى لكم التوفيق، أنتم الشباب أملنا في المستقبل، لا تيأسوا سننتصر بإذن الله تعالى”.