صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن معركة الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة سوف تغير وجه الشرق الأوسط.
وتسبب تصريح المسؤول الإسرائيلي بإثارة جدل واسع بين المحللين والأوساط السياسية حيث اعتبروا بأن هذا المخطط الإسرائيلي تشترك فيه إيران.
وقال الكاتب زياد عراجي إنه بعد كل المواقف الدولية و النقاش مع المختصين و بعيداً عن العواطف و بناءً على معلومات و تحليل منطقي فإنه في ٢٢ أيلول من هذا العام رفع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي نتنياهو الصورة المرفقة بهذا المنشور في الأمم المتحدة .
وتوضح الصورة خارطة عنوانها الشرق الأوسط الجديد، تظهر إسرائيل باللون الأزرق و ضمت كل مساحة فلسطين التاريخية لإسرائيل.
ولفت إلى أن الصورة لا تشمل قطاع غزة ولا الضفة الغربية مستقلين عن إسرائيل.
وأشار في حديثه “كلنا يعلم أن المملكة العربية السعودية و بالتنسيق مع مصر و الإمارات العربية المتحدة وتفاوض الولايات المتحدة على صفقة سلام تكلم عنها الأمير محمد بن سلمان في القمة العربية في جدة.
ومن أبرز شروطها حل الدولتين على حدود 1967 و القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
ثالثاً الولايات المتحدة و إدارة بايدن يطمحون لإنجاز كبير يدخلون به الانتخابات الأمريكية في 2024 و الإنجاز الذي يطمحون إليه هو عقد صفقة تاريخية بين العرب و إسرائيل و إنهاء ما يسمى بالصراع العربي الإسرائيلي.
وأوضح أن إسرائيل يوجد فيها معارضة و موالاة، نتنياهو ينتمي الى أقصى اليمين المتطرف لذلك فإنه يحاول إتمام هذه الصفقة فقط بتقديم التعاون الاقتصادي و العسكري مقابل إستثمارات خليجية في إسرائيل. أما عن إنشاء دولة فلسطينية على حدود ٦٧ و عاصمتها القدس الشرقية فبالنسبة لليمين المتطرف فهذا أمر مرفوض بعكس المعارضين لنتنياهو في إسرائيل الذين أبدوا ليونة و رضخوا للضغوط الأمريكية و قبلوا بكل الشروط السعودية و من ضمنها إنشاء دولة فلسطينية.
وأشار في حديثه “حاول اليمين المتطرف تسويق حل آخر وهو الوطنين البديلين ! الوطن البديل لأهالي الضفة الغربية هو الأردن و الوطن البديل لأهالي غزة هو في صحراء سيناء في مصر. لن و لم تقبل السعودية ولا مصر ولا الأردن بهذا الطرح و ما زالوا مُصرّين على حل دولة على حدود ال٦٧ و القدس الشرقية عاصمة لها”
واعتبر أنه لا توجد اي مصلحة لإيران بأخذ الشعب الفلسطيني حقوقه و إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، اذا حصل ذلك ستغلق جميع دكاكين المقاومة في غزة و لبنان و العراق و سوريا. فتقاطعت المصالح الإيرانية مع اليمين المتطرف في إسرائيل على إفشال مبادرة السلام و سمحت إسرائيل بالتنسيق مع إيران بقيام عملية أسطورية ضد إسرائيل تُشعل نار الكفاح المسلح ضدها في قلوب الشعوب العربية من ميل و من ميل ثاني و بناءً على فظاعة الخسائر الإسرائيلية و المشاهد المروعة بالتنكيل بجثث الإسرائيليين التي وصفتها آمريكا و المجتمع الدولي بال”داعشية” كل هذا كافٍ ليبرر لإسرائيل إجتياح غزة كلياً و بغطاء دولي و تحت هول القصف و الضرب لا يوجد اي مكان آخر للمدنيين الفلسطينيين في غزة الا التوجه الى معبر رفح و دخول الحدود المصرية لتصبح سيناء وطن بديل تحت الأمر الواقع”.
وأشار في حديثه أنه في اليوم الثاني لطوفان الاقصى طلب الرئيس المصري من الجيش المصري بإغلاق الحدود المصرية و عدم السماح لأي لاجئ فلسطيني دخول الأراضي المصرية و قال على حكومة نتنياهو تسهيل عبور المدنيين الى إسرائيل للحفاظ على سلامتهم و هذا امر لن تقبل به إسرائيل و هكذا يبقى الشعب الفلسطيني في غزة و في أرضه عكس رغبة نتنياهو. و في اليوم الثالث من طوفان الأقصى طلب المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي من كل المدنيين في غزة التوجه الى مصر ممهداً لخطة نتنياهو قبل الإجتياح البري.
وأضاف عراجي أن “ما نشهده اليوم من طوفان الأقصى ما هو الا خديعة إيرانية بالتنسيق مع اليمين المتطرف في إسرائيل لن يدفع ثمنها الا الشعب الفلسطيني و المقاتلين من حركة حماس بعلم قيادتهم او من دون علمهم، إيران قطعت لهم one way ticket اذا نجح نتنياهو و اليمين المتطرف في خطتهم. ماذا العرب فاعلون؟ العرب سيضغطون على المجتمع الدولي لعدم إجتياح غزة. و اذا حصل الاجتياح سيطالبون بتسليم زمام الأمور في غزة للسلطة الفلسطينية الممثل الشرعي و المعترف فيه دولياً و الحفاظ على الوجود الفلسطيني في غزة. أما عن مبادرة السلام لا يمكن إنجازها الآن الا برضوخ اليمين المتطرف في إسرائيل او بعد إسقاط حكومة نتنياهو و المجيئ بحكومة إسرائيلية معتدلة”.
وختم حديثه قائلاً أنه “لا يمكن الا الشعور بالسرور عندما نشاهد الجيش الإسرائيلي مذلولاً و مكسوراً و لا يمكن الا إحترام الشباب الفلسطيني المرابط و على رأسهم الشاب الذي حمل دمه على كفه و ذهب بقناعة و إيمان بأنه يقوم بواجب وطني، اما قيادة حماس التي وصفت قاتل أهل العراق و سوريا و لبنان و السعودية و اليمن بشهيد القدس فلا ثقة بهذه القيادة ابداً. عدو القضية الفلسطينية الأول هو النظام الإيراني الذي يتاجر بهذه القضية المقدسة لإتمام سيطرته على دولنا العربية. لن ترى النور دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية الا بجهود الشرفاء من أهل فلسطين و الدول العربية”.
وتتهم وسائل إعلام غربية إيران بدفع حركة حماس للهجوم على إسرائيل من خلال تخطيط وتمويل الهجوم ما أدى لانتقام إسرائيلي من سكان القطاع.
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها الانتقامية ضد قطاع غزة ما أدى لمقتل 1537 شخصاً إلى جانب إصابة 6612 آخرين بينهم أطفال ونساء.
فيما تجاوز عدد النازحين من منازلهم في غزة حاجز الـ 338 ألف فلسطيني، من جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.
ووصلت حصيلة الهجمات التي نفذتها فصائل المقاومة فلسطينية ضمن إطار عملية “طوفان الأقصى” التي انطلقت، فجر السبت الفائت، إلى أكثر من 1300 قتيل وأكثر من 2700 جريح، حالات بعضهم خطيرة، بحسب “هيئة البث الإسرائيلية”.
وكانت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي قد ذكرت في وقت سابق، أن أعداد القتلى الإسرائيلين أكبر من المعلن عنه.
ويواصل طيران الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة بالطائرات، حيث أعلن أن سلاح الجو التابع له ألقى نحو 6 آلاف قنبلة، تزن 4 آلاف طن، على قطاع غزة، منذ يوم السبت.
وفي أول تصريح “رسمي” يخصّ الأسرى، كشف وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي إيلي كوهين عن أسر حركة “حماس” لأكثر من 100 إسرائيلي منذ إطلاق العملية.
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أنه سينفذ عمليات عسكرية في مدينة غزة خلال الأيام المقبلة، داعيا “جميع سكان المدينة” إلى ترك منازلهم.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه يدعو “كافة سكان مدينة غزة لإخلاء منازلهم والتوجه جنوبا، من أجل حمايتهم”، موضحا أنه “لن يسمح بالعودة إلى مدينة غزة إلا بعد صدور بيان يسمح بذلك”.
وأضاف البيان: “فتحت منظمة حماس الإرهابية الحرب ضد دولة إسرائيل وتشهد مدينة غزة أعمالا عسكرية. يتم تنفيذ هذا الإخلاء من أجل أمنكم الشخصي”