أعلنت “منظمة غلوبال جستس” المبادرة السورية – الأميركية توجيه دعوة إلى المنظمات المستقلة والتيارات السورية العاملة في الولايات المتحدة وأوروبا والداخل السوري ودول الجوار وكافة أنحاء العالم، لتشكيل فريق عمل مشترك يكون بمثابة لجنة طوارئ لمواجهة التطبيع مع الأسد، و”ما يمكن أن يخلّفه ذلك من تبديد لحقوق السوريين والتخلي عن مبدأ العدالة والمحاسبة، وتحقيق مطالب الشعب التي كفلها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة الصادرة بهذا الشأن، لاسيما القرار 2254″.
وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مساعي جدية للتقارب مع دمشق وطي الخلافات والمصالحة، في الوقت الذي اتخذت فيه دول عربية خطوات فعلية لاستعادة العلاقات مع سوريا، وأكدها الاثنين مجلس التعاون الخليجي بدعمه لجهود لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن ”الأزمة السورية”، مع التأكيد على تنفيذ الالتزامات التي وردت في “بيان عمان” في 1 من مايو 2023، و”بيان القاهرة” في 15 من أغسطس من العام نفسه.
وفي بيان ختامي أعقب اجتماع الدورة الـ161 لمجلس التعاون الخليجي الاثنين أعرب المجلس عن رفضه التدخلات الإقليمية في شؤون سوريا الداخلية، ودعمه جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي في سوريا ينسجم مع القرار “2254” وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
سبهان ملا جياد: العراق تلقى طلبا من جهة معارضة لرعاية حوار سوري – سوري
سبهان ملا جياد: العراق تلقى طلبا من جهة معارضة لرعاية حوار سوري – سوري
وأعرب المجلس أيضًا عن تطلعه لاستئناف عمل اللجنة الدستورية السورية، مشددًا في الوقت نفسه على مواقفه الثابتة تجاه الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واحترام استقلاليتها وسيادتها.
كما ذكرت السفارة السعودية في دمشق، في نفس اليوم، أنها أقامت احتفالاً بمناسبة إعادة افتتاح أعمالها في العاصمة السورية، بحضور عددٍ من مسؤولي الحكومة السورية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين. وكانت السعودية وسوريا أعلنتا في سبتمبر 2023 استئناف بعثتيهما الدبلوماسيتين إثر توقف دام لسنوات، وذلك بعد أيام من عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أجرى أول زيارة رسمية لمسؤول سعودي رفيع المستوى إلى سوريا منذ سنوات، في 18 أبريل 2023. وجاءت الزيارة بعد أيام من زيارة مماثلة لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى جدة.
وتنظر المعارضة السورية بكافة أطيافها المشتتة والتي تعاني من انقسام، بقلق بالغ إلى هذه التطورات الإقليمية تجاه الأسد والتي تعني قرب النهاية لها، لذلك تسعى إلى توحيد صفوفها في الوقت الضائع عبر مبادرة الفريق الذي حمل اسم “تحالف استقلال سوريا”.
وأكد الفريق في بيان حرصه على استعادة استقلال القرار السوري، والعمل بتضافر من أجل إبقاء القضية السورية في صدارة اهتمامات العالم، في سبيل تحقيق هذا الهدف الذي من دونه ستضيع دماء مئات الآلاف من الشهداء والمعتقلين وملايين المهجّرين قسراً من أرضهم.
ولفت إلى أنه “إذ يتفّهم المصالح والقرارات السيادية لكل دولة، وحقّها في اتخاذ الموقف المستقل عن أيّ تأثير خارجي، يشدّد، في الوقت ذاته، على تمسّكه بحقّ السوريين بقرارهم الوطني المستقل، ورفضهم تمييع قضيتهم من خلال إعادة الشرعية لنظام مجرم قتل الأبرياء ودمّر سوريا وارتكب جرائم الحرب واستعان بكل التنظيمات الإرهابية لإنقاذ نفسه”.
وأضاف “إن سوريا هي بلاد كل السوريين، تعتزّ بريادتها العربية وبكل الثقافات التي تكوّنها وترفدها، وانتماؤها إلى العالمين الإسلامي والعربي يعكس دورها الحضاري والمؤسّس فيهما، والذي يوجب علينا الحفاظ عليه والاستناد إلى إرثنا الإنساني الكبير لدى شعوب المنطقة والعالم، كي نعيد بلادنا إلى حجمها الحقيقي بعد أن جعلها الأسد ورقة على طاولة الأمم تتلاقفها أيدي المصالح والمشاريع الانفصالية والتفتيتية”.
ويبدو أن أطرافا أخرى في المعارضة اتخذت توجها آخر، إذ أنه بعد أن عرض العراق الوساطة بين دمشق وأنقرة لاستضافة رئيسي البلدين، عادت بغداد للحديث عن إمكانية استضافة حوار بين المعارضة السورية والحكومة في دمشق، وأعلنت عن تلقيها طلبا من أحد أطراف المعارضة لرعاية حوار في سبيل إيجاد حلّ سياسي للأزمة.
وكشف المستشار السياسي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني سبهان ملا جياد عن تلقي العراق طلبا رسميا من أحد أطراف المعارضة السورية لرعاية حوار سوري – سوري في بغداد، من دون إدراج أيّ مسميات أو دلالات تحدد ماهية هذا الطرف.
وقال إن طلبات رسمية وصلت من بعض أطراف المعارضة السورية إلى العراق لكي يرعى الحوار السوري – السوري على أرضه، و“لا نستطيع الإعلان عن الجهة حاليا”، لكنه أشار إلى أفضلية إعادة العلاقات بين سوريا وتركيا، وحلّ هذا الملف قبل أيّ ملف آخر.
وأضاف ملا جياد، أن الحكومة السورية بقيادة بشار الأسد تأتمن العراق أكثر من غيره، ولا تحذر من التعامل معه سياسيا، وسترحّب برعاية العراق لهذا الحوار، وأشار أيضا إلى استعداد بغداد لرعاية هذه الوساطة وضمان جميع الأطراف، إذ أن علاقتها جيدة بكل الدول المجاورة.
◄ المعارضة السورية بكافة أطيافها المشتتة والتي تعاني من انقسام، تنظر بقلق بالغ إلى هذه التطورات الإقليمية تجاه الأسد والتي تعني قرب النهاية لها
وتابع أن العراق قريبٌ من تركيا وإيران حالياً، والمعارضة السورية بعضها قريب من الجانب العربي وخاصة الخليجي، وآخر قريب من تركيا، والعراق علاقاته اليوم جيدة وتسمح أن يرعى مثل هذا حوار.
واستبعد المسؤول العراقي أن يتعرض العراق لرفض أميركي أو روسي، إذا مضى بالوساطة ورعاية الحوار السوري – السوري، لكنه لفت إلى إمكانية تعطيل الحوارات بشكل غير مباشر، ومن المستبعد أن يعلنا رفضا علنيا، بل سيحاولان تأجيل كل شيء إلى ما بعد الإدارة الأميركية الجديدة.
ويرى ملا جياد أن الموقف الإيراني لن يكون سبباً في عرقلة أو تعطيل هكذا حوارات، “فالنظام السوري مطلوب منه اليوم حلّ سياسي، إذ أن الجامعة العربية أعادت سوريا لصفوفها وأبلغتها بأن خطوتنا مقابل خطوة منكم، وتريد الجامعة من سوريا اليوم تنفيذ الاتفاق الذي يفيد بأن خطوتنا اتجاهكم وإعادتكم إلى الجامعة ينبغي أن تقابل بخطوة مماثلة باتجاه الحلول السياسية في سوريا”.
وأشار إلى أن الحكومة السورية لم تتخذ إلى الآن الخطوة المقابلة، وعليها المُضي بالحلول السياسية للوضع الداخلي، إذ أن هذه الحلول تتطلب الانفتاح على المعارضة السورية والحوار معها من أجل الوصول إلى المرحلة الثانية مع الجامعة العربية