اقترح بعثيون سابقون على حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا حل نفسه بعد فشله في تحقيق أي من أهدافه أو شعاراته منذ استلامه السلطة عام 1963.
وكتب نور الدين منى وهو بعثي ووزير سابق: حل حزب البعث العربي الاشتراكي في سورية
في ظل ما يحدث في جنوب البلاد..شمالها وشرقها، ومايستتر في بقية المناطق، من حرائق معلنة أو جمر تحت الرماد…فإنني سأقدم رأيا شخصيا كبعثي انتسبت للحزب
منذ أواخر ستينات القرن الماضي ولا أدري
إن كنت مازلت حتى الآن:
كعضو صوري في الحزب الذي أصبح للمحازبين وليس للبعثيين .
الأسباب الموجبة والمسوغات
لمقترح حل حزب البعث :
– منذ استلام الحزب السلطة في عام ١٩٦٣ ( ٦٠ عاما) ، ثم تفرده بها وتدجينه الحركة السياسية في البلد، لاحقا ضمن ما يسمى الجبهة الوطنية التقدمية؛ فإن حزب البعث وعبر مسيرته العملية في الحكم لم يحقق أياً من أهدافه في ( الوحدة والحرية والاشتراكية)
كما أنه لم يحقق شعاره،(أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) .
-فقد اندثرت كل محاولات الوحدة العربية
واختفى الخط العروبي من نضال البعث .
فالتزايد مستمر في عدد الدول العربية، شرقي وغربي شمالي وجنوبي، وفلسطين مازالت تراوح، وقد تعبت من كثرة الشعارات، وخرائط الطريق إليها التي باتت تمر من عواصم غير عربية ؛ والوعود المزيفة؛ وأضحت ضفة وغزة
والحبل ع الجرار، لبقية الدول العربية.
-وما نالت جماهير البعث وقواعده الشعبية ؛
الحرية حتى في مجرد انتقاد القيادات وقراراتها، فالحرية غير مسموح لأحد أن يتلفظ بها، ويفهم معناها..!!
أجيالنا لا تعرف لاحرية الرأي؛
ولاحرية التعبير ؛
ولا حرية الإبداع….
فقط مسموح حرية الفساد
والمكافأة والترقية للفاسدين.
– وبدل الاشتراكية وصلنا لأسوأ نظام هو خلطة
من اسوأ مافي النظم الاشتراكية والرأسمالية والليبرالية…
– الفساد ومن عشرات السنين؛
يسيطر في كل مكان في سورية..؟!!
أليس ذلك من غياب القانون وغياب
الإرادة السياسية لمكافحة الفساد..!!!
– لماذا إذا جعنا تسولنا من الإمارات..
ودول خليجية أخرى.. ؟!!
وإذا بردنا تسوَّلنا الوقود من إيران..!!
وإذا هوجمنا واستبيحت أرضنا،
طلبنا تدخلا من الأصدقاء…؟!!
• منذ استلام الحزب السلطة ١٩٦٣ وحتى اليوم ٢٠٢٣
– سجل الحزب إخفاقات وفشل في تحقيق
شعاراته وأهدافه …
– كما فشل في قيادته للجانب
الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وطنياً
خلال هذه الفترة…
– فشل في تطبيقه قانون الإصلاح الزراعي
– ولم تؤتي عملية التأميم الصناعي أُكلها.
– وتم القضاء على الطبقة الوسطى.
– تم ضرب النسيج الاجتماعي
وتعميق الطائفية وتغذية العصبيات القبلية والعشائرية
( عبر محاصصات المناصب) …
– وبدلاً من تحقيق شعارات الاشتراكية التي تبناها الحزب
( لامكان في سورية إلا للتقدم و الاشتراكية)؛
أصبح لامكان فيها إلا للرأسماليين والتجار وحالياً
تجار الممنوعات والمخدرات.
– وبدلاً من تحقيق شعار مجانية التعليم
فقد زاد التوجه نحو خصخصة التعليم
فتكاثرت المدارس الخاصة والجامعات الخاصة
والتي لا يقدر على دفع أقساطها إلا البرجوازية
المتمكنة والمدعومة… والمتنفذة..
فخرجت جامعاتنا الحكومية من التصنيف العالمي
لاعتمادية التعليم..
وتم تفشيل العملية التعليمية والتدريسية بفعل عوامل الخصخصة الهادفة للربح وانتشار الفساد
والغش الامتحاني… الخ.
– وبدلاً من تحقيق العدل تم إفساد القضاء
وتحويله ليكون استنسابياً يرى فقط بعين
أصحاب النفوذ والسلطة…
– وعلى صعيد وحدة الأراضي السورية
فقد خسرنا الجولان وأصبح رمزاً للنكسة…
و حالياً تتالت خساراتنا في الجغرافية السورية
فشرقي الفرات أصبح أمريكياً ورمزاً للمؤامرة الكونية….
وجزء من شمال سورية أصبح تركياً
ورمزاً للصداقة القديمة…
وإدلب الخضراء خارج التغطية
تتناهبها الفصائل المسلحة…
ومعظم مواردنا الطبيعية تم تأجيرها بعقود
للروس والإيراني ….
– السوريون لاجئون في كل أصقاع الأرض..
يُقتَلون بدمٍ بارد في دول الأشقاء…
عمال نازحون في دول الجوار …
وغرقى في البحار وهم يحاولون اللجوء لدول أوروبا…
– سوريون مشردون في المخيمات،
ويموتون بسبب الفقر والجوع وانعدام الرعاية الصحية…
– سوريون يشحدون السلال الغذائية
وهم في عقر دارهم
(ويعرفون أن سورية أغنى بلد في الكون) …
■ واستناداً إلى ماتقدم
فقد ناقشت وصديقي أبي شلاش مقترحاً لأولي الأمر
( إن كانوا يقرأون ويتابعون مايحدث في ساحات
الوطن وفي مراجل العقول التي يزيد غليانها
بعد قرارات رفع الدعم الحكومي …ورفع أسعار الوقود وتحرير أسعار السلع مع فقدان الليرة السورية
بشكل يومي لقيمتها الشرائية…) …
يتجلى المقترح :
– أنه وعلى غرار ماحدث في روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وحل الحزب الشيوعي بعد ٧٤ عاما
في عام ١٩٩١ لتتشكل عشرات الأحزاب المنبثقة عنه…
ومنها حزب ” روسيا الموحدة ”
الذي ينتمي إليه الرئيس بوتين..
* أن يتم الآن حل حزب البعث العربي الاشتراكي
وحل الجبهة الوطنية التقدمية…
وأن يطبق فعلاً إلغاء المادة الثامنة من الدستور
التي أقرت نظرياً ولم تطبق فعلياً فقد ظل الحزب بالمحازبين (وليس بالبعثيين) هو القائد للدولة والمجتمع منتهجاً طريقاً خطراً منذ تسلمه السلطة
بتطييف المناصب وتوزيعها اعتماداً على الولاءات
وليس الكفاءات وضمن محاصصة طائفية مجحفة ومقيتة؛ عمقت وبشكل مقصود الشروخ بين مختلف الطوائف
وخلقت نوعاً من الاحتقان الذي كان مضبوطاً أمنياً
حتى ما قبل العام ٢٠١١ .
وتفجر كحمام دم دفع ثمنه كل السوريين
دون استثناء وفي كل المناطق وعلى اختلاف مشاربهم…
* اليوم وفي ظل مايحدث في سورية الجريحة
لماذا لايبادر الحزب عبر قياداته لحل نفسه
وإعادة تشكيل حزب أو عدة أحزاب سياسية
و يكون شريكاً في الوطن
لا مستأثراً بالحكم وتولي المناصب..
ويتم إطلاق الحرية لبقية الأحزاب لتأخذ دورها
في الحياة السياسية للسوريين وتشكيل أحزاب جديدة
وفق معايير وطنية بحتة …و…و..
ويتم تطبيق الديمقراطية فعلياً
وليس مجرد كلام إعلامي..
فيصل للبرلمان ممثلون حقيقيون عن الشعب
وليس أسماء مبرمجة الدور ومعروفة مسبقاً…
* وبالتالي تتم قيادة التغيير الوطني
من الداخل عبر برنامج مشروع وطني شامل
هدفه إعادة إحياء الحياة السياسية الحقيقية
وإخماد حرائق الوطن قبل أن يصبح رماداً…؛
■ وخلاصة القول
الحزب وبعد تجربته في الحكم،
فشل في تحقيق أهدافه وشعاراته ،
والوطن بات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار..
وإسرائيل تسرح وتمرح كل يوم من أدنى الجنوب
إلى أقصى الشمال..
وهي بمعلومات الصندوق الأسود أعلم..
وتعبر فوق قاعدة حميميم لترمي بالسلام والتحية..
ولتقصف الأهداف الإيرانية…
ولكن للأسف يموت السوريون
وتتدمر في بلدهم البنية التحتية؛
وتخرج المطارات عن الخدمة…
فليكن قربان نهوضه قرارات حزبية مسؤولة
تجعل هذا الشعب الذي كان أمثولة في الصبر
والتضحية ؛ يتأمل بفجر سورية جديدة
بعيداً عما يرسم لنا من مخططات واتفاقات دولية
تراعي مصالح كل دول الاحتلال المباشر
أو المتخفي برداء الحلفاء والأصدقاء
وتتجاهل مصالح الشعب السوري الذي لم يعد
يحتمل صبره مزيداً من الضغط
أو مزيداً من فلسفة الذرائع والحجج
بأننا محط أنظار المحتلين والغزاة والاستعماريين والامبرياليين؛ من كل أصقاع الأرض.
وكأن المؤامرات الكونية خلقت لنا حصريا ،
وسكرنا بها، من قبل أن يولد الكرم.