رجح نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق للشرق الأوسط مايكل مولروي، أن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين بهجوم استهدف قاعدة عند الحدود السورية الأردنية، أدى إلى “تغيير قواعد الاشتباك” بين واشنطن وطهران.
وقال مولروي إن الولايات المتحدة لم تتمكن من إنشاء قوة ردع، رغم الموارد العسكرية التي أرسلتها إلى المنطقة بعد حرب غزة لمنع توسعها، معرباً عن اعتقاده بضرورة “الرد بقوة” على مقتل الجنود الأمريكيين.
بدوره، لفت المحلل السياسي الأردني عامر السبايلة، إلى أن استهداف القوات الأمريكية أخذ “بعداً غير تقليدي، وسيدفع واشنطن للرد بطريقة أيضاً غير تقليدية”.
وأضاف: استهداف الأردن يعني أن هناك جغرافيا جديدة في المواجهة، وهذا سيأخذنا نحو تصعيد جديد، بسبب وقوع قتلى من الجيش الأمريكي، وفق “الأناضول”.
وأعرب السبايلة عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة ستضطر للرد، “لا سيما مع وجود حملات انتخابية، وما حدث أفضل مادة للجمهوريين لتبيان ضعف الديمقراطيين بقيادة (الرئيس جو) بايدن”.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، ارتفاع عدد الجنود المصابين في هجوم استهدف قاعدة عسكرية أمريكية على الحدود “الأردنية- السورية”، إلى 34 جريحاً، إضافة إلى ثلاثة قُتلوا جراء الهجوم الذي استهدف أمس قاعدة الدعم اللوجستي الواقعة في “البرج 22” التابع لشبكة الدفاع الأردنية.
وأشارت “سنتكوم” إلى أن القاعدة المستهدفة تضم نحو 350 من أفراد الجيش والقوات الجوية في الأردن، بينما تقول عمان إن القاعدة في الأراضي السورية.
وتصاعدت الضغوط السياسية من قِبل النواب الأمريكيين في الولايات المتحدة على الرئيس الأمريكي جو بايدن، لتوجيه ضربة مباشرة لإيران، بعد مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم قرب الحدود “السورية الأردنية”.
وقالت وكالة “رويترز”، إن بايدن كان متردداً باتخاذ هذه الخطوة، خوفاً من إشعال الحرب على نطاق واسع.
واتهم نواب جمهوريون بايدن بالسماح بأن تكون القوات الأمريكية هدفاً سهلاً، وانتظار يوم تفلت فيه طائرة مسيرة أو صاروخ من الدفاعات الأمريكية، وهو ما حدث أمس.
ودعا النائب الجمهوري مايك روجرز، الذي يقود لجنة الرقابة العسكرية الأمريكية في مجلس النواب، إلى اتخاذ إجراءات ضد طهران.
بدورها، قالت النائبة الديمقراطية باربرا لي: “كما نرى الآن، الأمر يخرج عن نطاق السيطرة. لقد بدأ يظهر كحرب إقليمية، ولسوء الحظ فإن الولايات المتحدة وقواتنا في طريق الخطر”، مجددة الدعوات لوقف إطلاق النار في غزة.
بدوره، قال السيناتور الأمريكي توم كوتون في تغريدة عَبْر حسابه في موقع “أكس”: “لقد شجع جو بايدن إيران لسنوات من خلال التسامح مع الهجمات على قواتنا، ورشوة آيات الله بمليارات الدولارات، واسترضائهم بلا نهاية”.
وأضاف “لقد ترك قواتنا كبطّ جالس، والآن ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى، للأسف كما توقعت أن يحدث منذ أشهر”.
ولفت في حديثه قائلاً: “يجب أن يكون الرد الوحيد على هذه الهجمات هو الانتقام العسكري المدمر ضد القوات الإرهابية الإيرانية، سواء في إيران أو في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
واعتبر أن أي شيء أقل من ذلك سيؤكد أن جو بايدن جبان لا يستحق أن يكون القائد الأعلى.
من جهتها توعدت وزارة الدفاع الأمريكية بالرد على هجوم “البرج 22” على الحدود السورية الأردنية، الذي وقع يوم أمس الأحد، وأدى إلى مقتل وإصابة 37 جندياً أمريكياً.
وحمّل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان الميليشيات المدعومة من إيران مسؤولية الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة، مضيفاً: “سنرد في الوقت والمكان الذي نختاره”.
وأكد أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، لن يتسامح مع الهجمات ضد القوات الأمريكية، مضيفاً: “سنتخذ جميع الخطوات اللازمة للدفاع عن الولايات المتحدة وقواتنا ومصالحنا”.