في لقاء عقد بالعاصمة التركية أنقرة جمع رئيس الوزراء السوري جميل مردم بك، والوزير السوري المفوّض في تركيا عادل أرسلان، مع رئيس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك بتاريخ 21 كانون الأول 1937م، وبعد أن ألقى مردم بك كلمة الشكر على هذه الاستضافة، ألقى الرئيس التركي أتاتورك خطابًا طويلًا شرح فيه العلاقة بين تركيا وسورية من عدة جوانب، وتأثير السلطة الفرنسية والإنكليزية على تلك العلاقة. وكان مما أفاد به:
الفرنسيون يريديون أن يجعلوا من السوريين قومًا متحضّرين. ولكن في البداية فليبدأوا بأنفسهم. السوريون أذكياء، متحضرون، لبقون. وليسوا بحاجة تثقيف الفرنسيين لهم. يجب على السوريين أن يفكروا هكذا. أنا أعرف سورية جيدًا. لقد مكثت في شبابي بدمشق. كما عشت في كثير من مدن سورية حينما كنت منفيًا إليها في عهد [السلطان] عبد الحميد. ولاحقًا تواجدت فيها كقائد عسكري. والذنب بكامله تتحمله الدولة العثمانية. لقد عرضت على طلعت باشا حينما كنت في غيليبولي بعد حرب البلقان، أن يعطي لسورية وللعراق استقلالهما. فقال لي: “لا تخبر بذلك أحدًا فتشنق”. ولكنّ ذلك كان أفضل ما يمكن فعله. ولو تمّ لكانت اليوم تركيا وسورية والعراق أخوة بحقّ”