ياسر الفرحان
الزخم الهائل من المعلومات الواردة في تقارير المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، يوفر للباحثين عن الحقيقية – بحياد وموضوعية – معرفة كافية بطبيعة قوات سوريا الديمقراطية، وسياساتها وهيكليتها المرتبطة – مع أجسامها التنفيذية والسياسية – بحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وجناحه العسكري (YPG)، ومع ما صدر عن كبريات الصحف الأجنبية والعربية، والمرئيات على الفضائيات عامة ومقاطع اليوتيوب، و من خلال التواصل المباشر مع مختلف الأطراف والاستماع لشهادات الشهود والناشطين؛ نستنتج أربعة خصائص رئيسية تميز السلوك الممنهج لــ (PYD) نلخصها بشكل سريع بالاتي:
أولاَ: pyd – YPG / قسد – مسد تتبع فعلياً لحزب العمال الكردستاني PKK، وتخضع بشكل رئيسي لأوامر قياداته، ومن أدلة إثبات هذه الحقيقة نورد ما يلي:
1 – تدقيق بيانات الموتى في المعركة؛ كشف عنها تقرير غارد فيرس (ضابط احتياط في الجيش الأمريكي) و أندرو سالف (جامعة جورج واشنطن) منشور بعدد خاص في مركز الدفاع ضد الهجمات الإرهابية التابع للناتو، بعنوان (الموتى لا يكذبون) ويخلص إلى أن حزب العمال الكردستاني ليس له فروع حقيقية بل ثلاث جبهات وثلاث تسميات مختلفة لتلك الجبهات، تتمتع الجبهات الثلاثة بنفس القيادات والايديولوجيات وحتى نفس التاريخ الإرهابي.
2 – الواقع الفعلي العسكري، يؤكد السيطرة الفعلية الكاملة لكوادر غير سورية (تركية أو إيرانية) على القيادات المعلنة في سوريا لقسد مسد، والمستخدمة صورياً في الظهور بالواجهة.
3 – الهيكل التنظيمي الهرمي يثبت تبعية جميع هذه التشكيلات لقيادة واحدة تصدر أوامرها للجميع من قنديل وتعاقب كل من يتجاوزها.
4 – تغيير المناهج التعليمية في مناطق الإدارة الذاتية التي تسيطر عليها هذه التنظيمات، بإدخال (ثقافة وفكر القائد عبد الله أوجلان)
5 – رفع صور عبد الله أوجلان في ساحات المدن التي يسيطرون عليها وفي مقراتهم؛
ثانياً: PYD – قسد – مسد، تسميات متعددة لتنظيم واحد، يمارس سلوكيات وينفذ إجراءات تمهد لتقسيم سوريا وتفرض انفصالاً عنها بحكم الأمر الواقع ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
1. الإعلان في 26/10/2011 عن مجلس شعب غرب كرد ستان كبرلمان منتخب – صورياً – في مناطق محافظة الحسكة، وعن دستور مستقل.
2. فرض تعليم اللغة الكردية في جميع المدارس الحكومية بالمناطق التي يسطر عليها سواءَ كان الطلاب عرباً أو أكراد أو سريان أو أشوريين أو تركمان أو ارمن أو شركس.
3. إعلان الإدارة الذاتية بشكل منفرد وفرضها بقوة السلاح مع تزيينها صورياً لبعض شخصيا المكونات الأخرى التابعة له.
4. إلزام المواطنين السورين بالحصول على تأشيرات لدخول أي من المناطق التي تحت سيطرته، واشتراط وجود كفيل وموافقة من الحزب.
5. فرض التجنيد الإجباري في صفوفه على أبناء وبنات المنطقة، واختطاف الأطفال من أهلهم ومدارسهم وإخفائهم في جبال قنديل لغسيل أدمغتهم وتغذيتهم بنزعات العنف والكراهية وتجنيدهم؛
6. تغير الديمغرافيا بتدمير قرى عربية بأكملها وبممارسة التهجير القسري للعرب والتركمان والمسيحيين من خلال ارتكابه جرائم إبادة ترقى إلى التطهير العرقي.
ثالثاً – PYDحزب يتعاون مع النظام ويعادي للثورة:
1. مارس سياسة التشبيح وقمع المتظاهرين السلمين من الكرد والعرب في بداية الثورة، حيث اعتقل ناشطيهم وأطلق النار – إلى جانب دورية الأمن العسكري – على المظاهرات السلمية فقتل بدايةً في تظاهرة حي الناصرة بالحسكة ثلاثة من المتظاهرين العرب – وبينهم طفل – أواخر 2012، وفي تظاهرة عاموده 7 من الكرد وغير ذلك كثير.
2. سلم النظام دونما قتال لـــ (PYD) الكثير من المناطق خوفاً من وقوعها بيد المعارضة مثل رميلان والمالكية ومعبدة والجوادية والقحطانية وعاموده، ليركز قواته في مناطق أخرى.
3. وقفت (PYD) عسكرياً جنباً إلى جنب مع قوات النظام في مواجهة كتائب الجيش الحر، كان ذلك في الأشهر الأولى للثورة وقبل أن تظهر جبهة النصرة أو داعش في سوريا.
4. يتلقى (PYD) الدعم المالي والسلاح والتدريب من النظام بشكل أساسي، وينسق في عملياته مع من يسمون (الحجاج) من المليشيات الإيرانية.
5. PYD هو الوجه السوري لحزب العمال الكردستاني (PKK) الذي أسسه ودعمه ودربه حافظ الأسد، ورعته الأجهزة الأمنية؛
رابعاً: PYD متورط بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تشمل (القتل الجماعي والاعتقال التعسفي وتجريف البيوت وحرق المحاصيل ومصادرة الممتلكات وإجبار أهلي المنطقة على النزوح القسري)
1. تقرير منظمة العفو الدولية – إمنستي (لم يكن لنا مكان أخر لذهب إليه) النزوح القسري وعمليات هدم المنازل في شمال سوريا، أكتوبر- 2015؛
2. تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان-27-تشرين الأول -2015، بعنوان لا بديل عن العودة .. انتهاكات قوات الإدارة الذاتية الكردية في محافظة الحسكة، الانتهاكات الواسعة تتسبب في تشريد قسري لعشرات الالاف من سكان المحافظة؛
3. تقيم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أكتوبر 2015 بعنوان مداخل المسألة الكردية ومخارجها في ظل محاولات تغير التركيبة الديمغرافية لمنطقة الجزيرة السورية؛
4. تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش في 19حزيران 2014 بعنوان (تحت الحكم الكردي.. الانتهاكات بالمناطق الخاضعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، اعتقالات تعسفية واستخدام الأطفال كجنود في المعركة)
5. تقرير مركز دراسات الجمهورية؛
6. تقارير الشبكة الأشورية لحقوق الأنسان في سوريا؛
7. تقارير منظمة كوردووتش الحقوقية الكردية؛
9. بيان باسم الولايات المتحدة الأمريكية أصدره مدير مكتب العلاقات الصحفية فمتريل باتريك.
10. تقرير صحيفة التايمز البريطانية عن حملات التطهير العرقي الذي تقوم به القوات الكردية ضد العرب السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، 1 / حزيران / 2015.
11. إعلان منظمة نداء الإنسانية السويسرية 5 / يوليو / 2014 والتي لم ينفذ byd تعهداته؛
12. مقال مجلة فوكوس الألمانية 1/ حزيران / 2015
13. تصريح المتحدث باسم الخارجية الامريكية / جيف راثكي / تاريخ 12 / حزيران / 2015
مع كثير من الأدلة الموثقة بشهادات الشهود ومقاطع الفيديو نستطيع الاستزادة إذا رغبتم بها
توضيحات،
1. تعتمد ميليشيات PYD – YPG/ قسد – مسد، سياسات عنصرية ممنهجة منها فرض اللغة الكردية على السكان غير الأكراد في المدارس والمراكز الحكومية، وتعتمد تغييراً في مناهج التعليم المعترف بها دولياً من قبل اليونسكو، إلى مناهج تحضُّ على الكراهية وتسلخ الأجيال القادمة من هويتها الوطنية الجامعة، وتهدد وحدة سورية وقيم شعبها، الأمر الذي دفع الكثير من الآباء – عرباً وسريان وتركمان واكراد – إلى تفضيل مغادرة البلاد إلى دول اللجوء من أجل تعليم أبنائهم، فيما فضل معظم من لا يستطيعون المغادرة عدم أرسال أولادهم إلى المدارس، بسبب هذه المناهج، الأمر الذي يحمل مخاطر جسيمة على الأجيال القادمة في المنطقة، نشير إلا أن العائلات الكردية السورية في معظمها لا تقبل بهذه السياسات وهذا ما يدفعها لمغادرة البلاد واللجوء مع أبنائهم إلى دول أخرى؛
2. يترافق هذا السلوك مع استيلاء الإدارة الذاتية على الأراضي والممتلكات، ومع محاولة شرعنة ذلك بإصدار ما يسمى القانون 7 / 2020 لإدارة وحماية أموال الغائبين، والذي يسمح بوضع اليد على العقارات والمنقولات، لاستخدامها واستثمارها في ظروف تغييب متعمد لأصحابها، وبفرض سلطات الأمر الواقع وصاية قسرية على أصحاب حقوق السكن والملكية، من خلال تعيينها قيماً عليهم دونما موافقة من قبلهم، بتحليل النص الصادر تتضح آثاره في تقييد أو حرمان الغائب من حقه في ريع عقاره، وفي استلامه، الأمر الذي يُضيِّق بالنتيجة دوافع وفرص عودة اللاجئين، فتشابه سلطة الوكالة سلطة موكلها، في تشريعاته الجائرة بهذا الخصوص كالقانون 10 والمرسوم 66؛ ورغم تجميد العمل بما أسموه القانون 7، يفضح اصدراه واستمرار إدارة أموال الغائبين بعملها، مخططات هذه الميليشيات في تكرار تجربة الاستيلاء على أموال العرب في فلسطين من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي؛
3. تستولي سلطات الأمر الواقع هذه على ثروات المنطقة وموارها وأبارها النفطية تستخدم الأموال في شراء العقارات لصالح أذرعها التابعة لجبال قنديل، لتغيير التوازنات الاقتصادية والاجتماعية في سورية، وتستغل لتنفيذ ذلك الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها الأهالي، يتزامن هذا مع إهمال دعم قطاع الزراعي الذي يعيش عليه الأهالي في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، لأعوام متتالية، ومنعهم بيع أرزاقهم في مناطق أخرى، بسعر أفضل من السعر الزهيد المفروض عليهم في هذه المنطقة، وكأنها سياسة متعمدة لإفقار الناس من أجل إذلالهم وتجنيدهم أو تهجيرهم؛
4. الأعمال العدائية على الأهالي في ريف دير الزور والرقة – إثر احتجاهم المشروع على انتهاكات حقوق الإنسان بحقهم، وبسبب استيائهم من اغتيال بعض رموزهم، في مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية، تفضح السلوك المشترك ما بين نظام الأسد والإدارة الذاتية ، في التعامل مطالب الشعب بالحرية والكرامة، والعيش في دولة مدنية ديمقراطية، تؤكد السوابق والقرائن تقاسم كلا الطرفين المسؤولية الجرمية عن هذه الاغتيالات، وما سبقها، ابتداءً من عام 2011، حيث تكرَّر تسيير نظام الأسد لدوريات مشتركة ما بين مخابراته والأسايش، لقمع المتظاهرين السلميين، وإطلاقهم النار عليهم، وقتلهم الكثير والناشطين، في أحياء تل حجر بالحسكة، وعامودا والقامشلي وغيرها؛ الأمر الذي وسع دائرة الاحتقان الشعبي في محافظات الحسكة ودير الزور والرقة، وسبب مزيدا من رفضهم لهذه الميليشيات؛
5. سياسات الاستبداد والقمع التي تعتمدها PYD تكشف زيف ادعائها احترام الديمقراطية، وممارساتها المتكررة بانتهاك حرية وحقوق التعبير للناشطين الأكراد والسياسيين في المجلس الوطني الكردي، وللإعلاميين والشباب العرب الذين يطالبون بحقوق الإنسان في مناطقهم، تؤكد أن سلوك PKK / المنظمة الإرهابية متجذراً لديها؛
6. هذه السياسات الممنهجة والانتهاكات الجسيمة المرتكبة بحق السكان أفضت إلى تهجير مئات الآلاف من أبناء القرى العربية بعد تدمير قراهم في تل براك وجبل عبد العزيز والحسكة وتل تمر وتل حميس وفقاً لما أكدته منظمة العفو الدولية وعدد من المنظمات المستقلة في تقاريرها المعلنة؛
7. الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، التعذيب والتصفية سلوك مستمر لدى ميليشيات PYD، يطال الناشطين والمعارضين السلميين، أكثر مما يطال إرهابي داعش، ومن واقع تجاربنا العملية فشلت جهود المنظمات الدولية في دخول سجونهم السرية، مثلما فشلت في إطلاق سراح سجناء الرأي لديهم؛
8. البلاغات عن حالات التجنيد الإجباري للأطفال، من قبل PYD – YPG / PKK وحرمانهم من أسرهم ومن تعليمهم وغسيل أدمغتهم وتغذيتهم بأفكار عنفيه، تحض على الكراهية، سلوكيات مستمرة تفضح الطبيعة المتجذرة لدى هذه الميليشيات، وتؤكد كذبها على المجتمع الدولي، وزيف مزاعمها في التزام بتعهداتها للمجتمع الدولي في هذا الإطار؛
9. في جانب آخر، تؤكد الأدلة تورط ميليشيات PYD – YPG / PKK في عمليات عدائية إرهابية، تستخدم فيها المفخخات والمتفجرات بطريقة احترافية وبشكل مستمر وممنهج، يستهدف المدنيين في مناطق المعارضة، لتعطيل مساعي بناء الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، ولصرف الاهتمام عن الجهود المشتركة في تطبيق معايير سيادة القانون، وتعزيز حقوق الإنسان؛
10. استمرار تحالفها الاستراتيجي المستتر والمستمر مع إيران ونظام الأسد، المرتبطة عضوياً بمخابراته؛
11. فشل كل محاولات فك الارتباط مع حزب العمال الكردستاني، واستحالة تحقيق ذلك بصورة فعلية، رغم الضغوط والوساطة التي لعبتها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا خلال رعايتها المفاوضات بين مجلس الوطني الكردي وسلطة الأمر الواقع؛
12. هذا ونشير إلى أن الانتصارات العسكرية على الإرهاب تحققت من خلال الدعم الأمريكي الجوي والمالي واللوجستي، وليس بفضل هذه الميليشيات التي استغلته في نهب الأموال وتهريبها خارج البلاد؛
13. ونشير إلى استغلال واستخدام الأسلحة والأموال المقدمة من التحالف الدولي لأغراض محاربة الإرهاب في الاعتداء على المدنيين وحقوقهم، وبسبب ما يرتب ذلك من مسؤوليات قانونية على كل الأطراف الداعمة لهذه الميليشيات؛
14. ضرورة بحث أسباب فشل PYD – YPG / PKK في القضاء النهائي على الإرهاب وخلاياه النائمة، وفي منع عودة تنظيم داعش، وبالنظر إلى أن مكافحة الإرهاب على المستوى المتوسط والبعيد تستلزم اعتماد شركاء على الأرض من أبناء المنطقة ويحظون بقبول أهلها، وتعاونهم.