انطلقت بالأمس فعاليات أسبوع المعتقلين (11 – 21 يناير) في الداخل والخارج، وبمشاركة حراك السويداء.
ومتابعة للقاء الأمس، نلتقي في يومها الثاني تياراً سياسياً جديداً من مكونات الحراك، ونحاور منسق مجلس إدارته، ونتناول المشاركة في هذه الفعاليات، وذلك في سياق جملة لقاءات مقتضبة ننشرها تباعاً في موقعي “العربي القديم” و”غلوبال جستس سيريا نيوز”، على نحو متزامن.
فريق “سيريالاند” طرح ذات الأسئلة السابقة على منسق مجلس إدارة تيار الحرية والتغيير سليمان الكفيري بشأن قضية “تحرير المعتقلين السّوريين”، بالإضافة إلى موقف التيار من تفعيل الأدوات السلمية للحراك في الشأن المعيشي ودور “العمل النقابي” المغيّب في البلاد.
1ـ عموماً، ما طبيعة مساهمتكم في قضية “تحرير المعتقلين السوريين”، وهل تقتصر على المناداة بإطلاق سراحهم في المظاهرات والفعاليات المدنية؟
يسعدني بداية أن أتوجه بالتحية لكم ولصحيفتكم وقراءها الأعزاء وأشكركم على هذه المبادرة.
تيار الحرية والتغيير دعم مبادرة أسبوع المعتقلين بين 11و 21 يناير. دعم هذه الفعالية بكل الإمكانيات المتاحة وقد قدمنا مساهماتنا المتواضعة ولم نكتف بالمناصرة والتوقيع فقط لكننا شاركنا مع فريق العمل بممثلين من التيار، تيار الحريه والتغيير.
2ـ ما موقفكم من أداء المعارضة السورية الرسمية في هذا السياق؟
وهل تدعمون جهود تشكيل “الآلية الدولية المستقلة لشؤون المفقودين” الجديدة، وهي قيد الإنشاء بقرار من الأمم المتحدة.
أداء المعارضة السورية الرسمية في جميع المجالات خجول ومحدود ولن تستطيع أن تكتسب ثقه السوريين حتى الآن، لذلك ندعم كل جهد يسعى لتطبيق القرارات الأممية، قرارات هيئة الأمم المتحدة، ومنها جهود تشكيل الآلية الدولية المستقلة لشؤون المفقودين، وللمغيبين قسريا والذين قضوا تحت التعذيب في أقبية سجون النظام بسبب التعذيب وغيره، وكل حالات انتهاك حقوق الإنسان.
3ـ تؤكد بعض وجهات النظر ضرورة استثمار حراك السويداء في حملات سلمية للضغط على مؤسسات الدولة وتحقيق مكتسبات معيشية للمجتمع المحلي مبدئياً، ما رأيكم في ذلك؟
حراك السويداء أي انتفاضة أهلنا السوريين في السويداء هي نقطه قوة، حيث أعادت القضية السورية لتتصدر الاهتمامات الدولية بعد أن تغافلت عنها هيئة الامم المتحدة لعدد كبير من السنين منذ عام 2015 تقريبا. ونتحسس أنها غير جادة باتخاذ إجراءات الحل واتخاذ إجراءات حقيقية وعملية من أجل تطبيق هذه القرارات، وشغلت الناس بما يسمى هيئة تفاوض لم تحقق شيئا حتى الآن ولجنة دستورية تراوح في المكان. حتى الإئتلاف تحول لنشاط أقل من دبلوماسي صوري يلفظ أنفاسه الأخيرة. انتفاضة السويداء استمرار لثورة السوريين التواقين لبناء دولتهم، دولة العدالة والمساواة، دولة القانون الدولة الديمقراطية التي لا تميز بين مواطنيها لأي اعتبار كان. لذلك أن يستند العمل على هذه القوة سواء بشكل سياسي أو اجتماعي أو مدني لا نستطيع أن نقول لأحد لا. ولا نستطيع أن نتحكم بذلك فالعمل الاجتماعي بالسويداء ومحاربته للفساد وسوء الإدارة والسعي لتطبيق القانون كل ذلك يتعلق بفساد الأجهزة وخصوصاً الأجهزة الأمنية ومؤسسات الخدمات ودوائرها الرسمية فمن حق الناس أن تستند إلى قوة التظاهر وساحة الكرامة لتحقق بعض أهدافها المحلية لكنني أؤكد بأن حراك السويداء وانتفاضة السوريين في السويداء ليس هدفها تحقيق مصالح محلية ضيقة ولا أهداف محدودة مرتبطة بالواقع المحلي، بل متعلقة بحل شامل للازمة السورية، وهذا لا يتم إلا بالتغيير السلمي لهذا النظام عبر القرارات الأممية وخصوصاً بيان جنيف واحد والقرار 2254.، اذأً حراك السويداء ليس جزئياً وليس محلياً وليس فئوياً وليس إصلاحياً وقد ربط الأهداف الاقتصادية والضائقة المعيشية بالأهداف السياسية لأن حل الأولى مرتبط بالثانية.
4 ـ في هذا الإطار، ما موقفكم من تفعيل “العمل النقابي” من داخل النقابات الرسمية؟ هل ستشاركون في الانتخابات المقبلة بدعم مرشحين أم لديكم موقف آخر؟
تفعيل النقابات أمر ضروري ومُلح عندما، وخصوصاً عندما، تكون هذه النقابات مستقلة حرة سيدة نفسها، تملك السيادة على أساليب وآليات عملها وقراراتها، وأن تكون مستقلة، وهذا لا يتم في دولة يحكمها الحزب الواحد والسلطة الاستبدادية. لذلك أعتقد على ضوء التطورات والواقع أن يكون قرار التيار مناسباً بمشاركة عمل النقابات، وبالتأكيد عندما تكون نقابات حرة أهدافها واضحة ومعالمها مستقلة عن الأيديولوجيات السياسية بشكل عام.
ونثمن عالياً مشاركة الفعاليات التي تمثل نقابات المهندسين والمهندسين الزراعيين، والمعلمين والحرفيين والصحة والفنانين التشكيليين والفعاليات الاقتصادية كالتجار والمنتجين. وغيرها.. وقد شاركت ساحة الكرامة بصوتها الحر لكنها ليست النقابات القائمة رسمياً حتى الآن..
• وفي ختام حديثنا طلبنا من الأستاذ الكفيري لمحة موجزة عن تيار الحرية والتغيير في السويداء؟
أ. تعريف مقتضب عن الكيان السياسي الذي تمثلونه؟
التيار جاء تلبية للمستجدات الوطنية وانتفاضة السوريين في السويداء، فعقد مؤتمره التأسيسي بتاريخ ٤ / ١١/ ٢٠٢٣م، واعتبر كل الحاضرين هيئة عامة، وانتخب بشكل ديمقراطي وبالورقة السرية 15 عضواً من المجتمعين ليكونوا مجلس إدارة. وعدد الهيئة العامة اليوم يزاد يوماً بعد يوم. ثم عقد مجلس الإدارة اجتماعه الأول،وبشكل ديموقراطي و بالورقة السرية أيضا، تم توزيع المهام على الأعضاء وشكل لجانه وبدأ عمله. وقد حاز على ثقة عدد كبير من المتواجدين على ساحة المحافظة وحقق حضوراً جيداً على الساحة السياسية والمدنية وعند السوريين عموماً، وأملنا بالوصول لحالة توافقية لكل السوريين، وثقتنا بأن السوريين سيتفاهمون على الوصول الى امتلاك السيادة وحرية قرارهم والمحافظة على سوريا موحدة أرضاً وشعباً. ويعتبر التيار نفسه آلية عمل جامعة لتحقيق أهداف السوريين.