د.باسل معراوي
لايخنلف إثنان على أنّ جبهة النصرة خنجراً في خاصرة الثورة السورية …ومصير كل التنظيمات المشابهة التشظي وإقتتال الدموي بعد تكفير كل فريق للآخر…ويُعَدّ هذا التنظيم عاش أكثر من التنظبمات المشابهة لتميز قيادته ببراغماتية حربائية….ولأنه كان حاجة لكثير من الأفرقاء المتدخلين في الحرب السورية…
كما داعش جمع بين السلطة والأيدلوجيا وأنشأ سلطة أمر واقع ليحكم السكان ويدير المناطق… وبنفس الوقت بقائه حركة جهادية قاعدية …لايمكن الجمع بين السلطة والمقاومة( كما يُصنّف نفسه) ….
سقط (الطُهر الجهادي) عن القادة عندما إنغمسوا في الحكم وتحصيل المغانم…
وعند توقّف القتال وآجهاض مشاريع التمدد نحو مناطق الشمال…وبسبب فشل النموذج الإداري الذي تم تطبيقه في إدلب ورفض السكان له …ولخوف الجولاني على موقعه لجأ ككل الطغاة إلى تحجيم القيادة العسكرية والتي لها قاعدة وجمهور وإطلاق عُتاة الجهاز الأمني للتنكيل بهم تحت تُهم شتّى أهمها التخابر مع العدو ..ووصل عدد القيادات العليا والمتوسطة التي تم زجّها بالسجون الى حوالي 800 فرد..أهمهم الرجل الثاني في التنظيم…
وبسبب البراغماتية الشديدة للجولاني بتغيير لباسه وشكله وخطابه وإستجداء لقاءات إعلامية مع صحفيين غربيين من الدرجة العاشرة ومع استمرار تقديمه لخدمات إستخباراتية للتحالف ..لم يأتِ حُلم الرفع من لوائح الإرهاب الأمريكية أو حتى تلقي وعود بها…
وتمتاز الموجة الحالية من الإحتجاجات عن سابقاتها بأنها لها إمتداد وتأييد في الأجنحة المتصارعة في الهيئة..
قد تكون هناك أيادٍ خارجية من الجوار أو قد يَتمّ إستثمار الحالة إذا ماكان هناك من تَصوّر لهيلكة جديدة للشمال السوري .. بحيث يتمّ التخلص بدون دماء من الجولاني ورهطه وتشجيع قوى معتدلة غير مؤدلجة على الوثوب عليه ..وسحب أهم ذريعة للروس والإيرانيين ونظام الأسد بإستمرار حربهم على الإرهاب ( وهذا ما قد يُفسّر سِرّ تصعيدهم النوعي الآن ) وبالتالي قد يقوم الأمريكان بشيئ مشابه في الشمال الشرقي لجسر الهوة بين الشمالين وتشكيل جبهة معارضة قوية …بحيث تكون البداية إضعاف هيبة وسلطة وشرعية الجولاني وتياره في الهيئة… لتلاقي في الشمال الشرقي جهوداُ بذلها التحالف لتقوية القرار العربي والتخلص من الادران القنديلية والإجرامية والسماح للطيران التركي بالقيام بنفسه بهذا العمل…وهو ما قد يلقٍ بالضوء على تصريحات أخيرة للرئيس التركي بإحتمال شَنّ عملية عسكرية جديدة قد تكون في إدلب او شرق الفرات بعد إنتهاء الإنتخابات المحلية….