دَع عنكَ أيّامَ العَتَبْ
وانسَ المشقّةَ والتّعبْ
واسمع زغاريدَ القلوبِ
تزفُّ نَصْركَ يا رَجَبْ
******
علّمتَ أعداءَ العُلا
مَعْنى “الرَّئيسِ المنتخَبْ”
وَوُهِبتَ مَجْداً خالداً
يَبْقى على مَرِّ الحِقَبْ
وَسَمَلْتَ عَيْنَ الحاقدينَ
وكُلّ أحْلاسِ الرِّيَبْ
*****
لما تَجلّى الإمتحانُ
الصَّعْبُ والوَعْدُ اقتربْ
وقُوى الشُّرورِ اسْتَنْفَرَتْ
والغربُ يَرقُبُ عن كَثَبْ
إعلامُهم يومَ التنافسِ
كم تخرّصَ إذْ كَتَبْ
وتفحّمَ الوَرَقُ الأثيمُ
وضاغِنُ الحِبرِ انْسَكَبْ
ينثو سُمومَ “البُشرَياتِ”
بأنّ صاحبَهم غَلَبْ
وكأنّهمْ لم يَسْمَعوا
منْ قبلُ عن حُسْنِ الأدَبْ
وبأنَّ صوتَ الاختيار
الحُرِّ حقٌّ مُكتَسَبْ
لكنَّ مخزونَ النّزاهةِ
في حِماهُم قدْ نَضَبْ
*****
كم أدْمَنوا حَلْبَ التيوسِ
فأحْرَزوا مُرَّ الحَلَبْ
ظَهَرَتْ حَقيقة زَيْفِهِم
فَسَرَى بدنيانا الطَّرَبْ
هذي وِلايةُ (أردوغانَ)
تجدَّدَتْ وأتى الأرَبْ
والغَرْبُ وَلْوَلَ نائحاً
وعلى مآسيهِ انصَلبْ
وبدا كمالُ قُلَيْجِدارَ
مُحطّماً لمّا خَطَبْ
فمضى يُرقِّعُ بؤسَهُ
شأنَ الثعالبِ والعِنَبْ
*******
يا نسرَ تركيّا ويا
نَجْمَ الأعاجمِ والعربْ
من قال إنّا لا نحبُّكَ
في الصميمِ فقد كَذَبْ
ولَكَمْ دَعَونا كَيْ تُحَلِّقَ
في المَعَالي والرُّتَبْ
وكمِ اجْتَمَعنا للدّعاءِ
وقلبُنا ثمَّ اضطربْ
لكنْ عَتِبْنا (أردُغانُ)
عليكَ يوماً والسَّببْ
حُمّى (بِرَاغماتيّةٍ)
قد نَالَنا منها العَجَبْ
*******
يا (أردُغانُ) ويا سَلِيلَ
الفاتحينَ المُنتَجَبْ
أتريدُ أن تلقى عديمَ
الأصلِ مقطوعَ الذّنَبْ
هذا الذي في أرضنا
جعلَ الدِّماءُ إلى الرُّكَبْ
أوَيَلتقي (عثمانُ) يوماً
في الظلامِ (أبا لَهَبْ)؟
أين التُّرابُ من الثُّرَيّا
والسُّخامُ من الذهبْ؟
*****
مُتَعدِّدُ الأحضانِ كمْ
أغْرَتْهُ أوتادُ الخَشَبْ
لينالَ منها “مُتعةً”
وكأنّها باتَتْ لُعَبْ
دأبَتْ عليها أُستُهُ
بئسَ اللقيطُ وما دَأًبْ
قد باعَ للطاوُسِ
أضغاثَ العروبةِ والنَّسبْ
*****
أوَلا تخافُ اليومَ إن
صَافَحْتَهُ عَدْوى الجَربْ؟
أو أن يَعضّكَ غادراً
فَيَدُبَّ في دَمِكَ الكَلَبْ؟
حاشاكَ أنْ تَلِجَ الحِوارَ
مع الغُرابِ إذا نَعبْ
أو أن تُعانقَ مُجْرماً
كالقردِ يحترفُ الصّخَبْ
حاشا تُعِيدُ اللاجئينَ
لنارِ حَمّالِ الحطبْ
لِيواجِهُوا المَوتَ الزُّؤامَ
من الرّصاصِ أو السَّغَبْ
دَعْ عنكَ بَغْلَ (الكَبْتَغونِ)
أبا بِلالَ ولا تَهَبْ
إن الحِوارَ مَعَ الأفاعي
ليسَ مِنْهُ سِوى العَطَبْ
****
يا ربِّ هذا (أردُغانُ)
اليومَ قد ساقَ الرَّغَبْ
لِهُداكَ سلّمَ قلبَهُ
ولِدِينِكَ الحقِّ انتسبْ
قلّدْتَهُ حُكْمَ البلادِ
وإنَّ حَمْدَكَ قد وَجَبْ
حَمْداً يُوَافي نِعمةً
مِن فضلِ ربٍّ كَمْ وَهَبْ
وشَفى صُدورَ المُؤمنينَ
وَقَدْ ألَحُّوا في الطّلَبْ
جنِّبْهُ يا ربِّ الهمومَ
وكلّ أسبابِ الكُرَبْ
أوْرِثْهُ مجدَ الفاتحين
المُلهَمينَ إذا وَثَبْ
وارزقهُ عقلاً راجحاً
وامنحهُ حُسْنَ المُنقَلَبْ