أكد رئيس “الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني” في كلمة ألقاها باسم انتفاضة السويداء في الذكرى 42 لرحيل قائد الثورة السورية الكبرى سلطان الأطرش، أن الحراك الشعبي في السويداء لن يتراجع حتى تحقيق أهدافه.
وقال إن التجمع في القريا لإحياء ذكرى رحيل الأطرش هو “نقطة تلاقٍ بين الماضي المجيد الذي صنعه الأجداد بتضحياتهم وإبائهم، وبين الحاضر المشرّف الذي يصنعه المتظاهرون بوعيهم وبسلميتهم وبإصرارهم الأسطوري على مواصلة طريق النضال ضد حكم الطغيان، حتى بلوغ هدفهم”.
وأضاف مخاطباً الجموع: “أتيتم اليوم إلى ضريح سلطان ورفاقه الأبطال، لتقولوا لروح سلطان: لترقد روحك بسلام أيها القائد العظيم، ولتكن نفسك مطمئنة، لأن دماء الثورة، التي جرت في عروقك لا زالت تجري في عروقنا، والأفكار التحررية التي التمعت يوماً في رأسك قد غدت بروقاً في وجداننا، فأنت ورفاقك الميامين حاربتم عدوّاً غازياً احتل أرضكم، ونهب ثرواتكم، وسعى لإفساد حياتكم، فلم تستكينوا، ولم تخضعوا، بل هزمتموه في مواقع عدّة بإيمانكم بالحقّ، وبيقينكم بعدالة قضيتكم، وبفروسيتكم التي أذهلت العالم، وليس بسلاحكم البسيط الذي لم يكن يساوي شيئاً مقارنة بسلاح عدوّكم، وقد سطّرتم بمقارعة الاستعمار دروساّ في البطولة باتت لنا مفخرة تشمخ بها رؤوسنا، ومجداً تعلو به هاماتنا، وأمانةً في أعناقنا لا يمكننا التفريط بها، ولو كلفتنا أرواحنا”.
وتابع: “لقد حاربتم لحسن حظكم عدواً غازياً قدم من خارج الحدود، ولسوء حظنا نحن نواجه عدواً عاش بين ظهرانيناووادعى حبّ الوطن والعمل على حمايته وتحصينه فنهب ثروات الوطن على مدى عقود ووهب ما تبقى لحلفائه، وزايد علينا بتمجيده للحرية، فزجّ بمئات الألوف من شعبنا في السجون والمعتقلات ولم يتوان عن قتل أكثر من مليون من أبنائنا لأنهم طالبوا بالحرية، كما زايد علينا بحبّ العرب والعروبة فتحالف مع الفرس والروس وكل أنجاس العالم. ولم يقتل إلا العرب، ولم يطعن إلا العروبة، ورفع شعارات التحديث، والتطوير فلم يحدّث سوى أدوات القمع ولم يطور غير أساليبه”.
ومضى بالقول: “من هنا من ضريح القائد العظيم سلطان الأطرش وبمناسبة مرور اثنين وأربعين عاماً على رحيله نعاهد باسمكم وباسم كافة الأحرار في سوريا روح سلطان وأرواح رفاقه قادة النضال الوطني ضد الاستعمار بأن يستمرّ حراكنا السلمي الذي انطلق في السابع عشر من آب 2023 تحت مظلة القائد الوطني سماحة للرئيس الروحي للطائفة الشيخ حكمت الهجري، وتأييد سماحة شيخ العقل حمود الحناوي، هذا الحراك الذي جدد دماء ثورتنا، ثورة الحرية والكرامة التي انطلقت عام 2011 في وجه نظام الاستبداد والفساد، ولن نتراجع ولن تلن لنا قناة حتى بلوغ أهدافنا بالانتقال السياسي الناجز وفقاً للقرار الأممي 2254 وطرد الاحتلالات الأجنبية من أرضنا وإعادة توحيد سوريا التي تسبب نظام الطغيان بتمزيقها وتحرير إخواننا وأبنائنا من المعتقلات والسجون وتأمين العودة الآمنة والطوعية لأهلنا المهجرين، واستعادة ثرواتنا المنهوبة والمباع آملين من إخواننا في الوطن من كافة المناطق السورية أن يلاقوا حراك السويداء السلمي بمثله لنضافر الجهود في سبيل الخلاص من الطغيان، وبناء دولتنا على أسس الحرية والعدالة والديمقراطية، ولنا وطيد الأمل بأن لا يخيّب إخواننا السوريون رجاءنا فإرهاصات التنسيق بين أحرار الوطن بدأت تظهر للعيان، ولنا في مبادرة المناطق الثلاث التي انطلقت من هنا من القريا مهد الثورة السورية الكبرى المثل الناصع الذي عبر عن توق السوريين للتلاقي وتوحيد الجهود في سبيل الخلاص من حكم الطغيان وبناء دولة الحق والقانون”.