وجه رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، انتقاداً لاذعاً لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد عرقلتها مشروع قانون مناهضة التطبيع مع الأسد.
وقال حجاب في تغريدة على منصة إكس: “عرقلة الإدارة الامريكية الحالية مشروع قانون مناهضة التطبيع، يخالف مبادئ القانون الإنساني الدولي ويناقض المواقف المعلنة لواشنطن!!”.
وأضاف: “ازدواجية مريبة تدفع بحمى التطبيع مع النظام الغاشم ومحاولات رفع العقوبات عنه… انتهاك جديد لمنظومة “الاخلاقيات” التي قامت عليها الولايات المتحدة الأمريكية”.
إدارة بايدن تعرقل مشروع قانون مناهضة التطبيع مع الأسد
كشفت صحيفة واشنطن بوست أن إدارة الرئيس الأمريكي رفضت وضع مشروع القانون ضمن حزمة التشريعات العاجلة التي جرى التصويت عليها في مجلس الشيوخ ووقع عليها بايدن خلال فترة قصيرة.
ونقلت الصحيفة عن نواب في الحزبين الديمقراطي والجمهوري ومنظمات سورية- أمريكية، أن إدارة بايدن “تعمل بهدوء خلف الكواليس على تخفيف الضغط على نظام الأسد، بينما تقوم سياستها في العلن وبشكل رسمي، على الوقوف ضد التطبيع معه”.
وقال نواب ومعاونون في الكونغرس إن البيت الأبيض اعترض أثناء المفاوضات على إدراج مشروع القانون ضمن حزمة التشريعات المستعجلة التي أقرها الكونغرس الأسبوع الماضي، وذلك على الرغم من عدم اعتراضه على إدراج قوانين تقضي بفرض عقوبات على إيران.
وعلّق النائب جو ويلسون الذي طرح مشروع القانون قائلاً: “لا يمكن تفسير القرار بإزالة هذا القانون الذي وافق عليه الحزبان من حزمة القوانين المكملة، إذ إن عدم محاسبة إدارة بايدن لبشار الأسد بعد ارتكابه المجازر، يقوّي بوتين والنظام الإيراني”.
ووفق الصحيفة، فإن الإدارة الأميركية ومكتب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بين كاردين “لم يعملا على المضي قدماً لإقرار هذا القانون”، عندما تقدم النائب جيمس ريش من الحزب الجمهوري، وهو عضو في اللجنة، بمشروع القانون وملحقاته أمام المجلس في أيلول/سبتمبر 2023.
وفي حال ما لم يقرّ هذا القانون قبل نهاية 2024، ستنتهي مفاعيل العقوبات الحالية المفروضة على النظام التي أقرها قانون “قيصر” في 2020، وسينتهي الضغط على كل من يسهم بالتطبيع مع الأسد.
وقال ريش إن “الكونغرس ملزم بتحريك هذا القانون، ولكن على الرغم من المطالبات المتكررة للقيام بذلك، عرقلت الإدارة الأميركية وشركاؤها في الكونغرس عملية محاسبة الأسد مرات متكررة”.
وذكر مسؤول في البيت الأبيض أن الإدارة الأميركية “تعتقد بأن لديها من الأدوات ما يساعدها على ملاحقة الأسد وشركائه”، مشيراً إلى مخاوف تحدثت عنها بعض المنظمات الإنسانية الدولية والخبراء، من أن “العقوبات الجديدة يمكن أن تزيد الوضع الإنساني سوءاً في الداخل السوري في حين عارض عدد من المنظمات الإغاثية السورية تلك المزاعم”.
واستاء الأميركيون السوريون الذين عملوا على هذا القانون بما رأوه من البيت الأبيض ومكتب كاردين عندما عرقلا تقدم مشروع القانون من دون الاعتراف بذلك أمام الملأ. وترى تلك المنظمات بأن هذا القانون “يمثل أفضل ضغط متاح لتأمين بعض الحماية للمدنيين السوريين”.