كشفت شبكة السويداء 24 عن خفايا علاقة لونا الشبل بعائلتها في السويداء حيث لم تنعها بعد إعلان وفاتها في حادث سير من قبل النظام السوري.
ولم تنع عائلة الشبل وفاة مستشارة رئاسة الجمهورية لونا الشبل، في مسقط رأسها في بلدة عرى بريف محافظة السويداء، ولم تستقبل التعازي. في حين كان مأتمها خجولاً في العاصمة دمشق، دون حضور رسمي، مما فتح تساؤلات كثيرة عن الأسباب، وعزز من الفرضية المتداولة حول وفاتها بحادث مدبر.
لكن مصادراً مطلعة قالت للسويداء 24، إن العلاقة بين لونا مع عائلتها في السويداء لم تكن على ما يرام. وكانت آخر زيارة قامت بها مستشارة القصر، إلى مسقط رأسها في بلدة عرى، في شهر نيسان 2021، وذلك بمناسبة وفاة والدها عادل الشبل، العميد المتقاعد من الجيش السوري.
ويوضح مصدر كان في المأتم، أن مشادة كلامية حدثت يومها بين لونا وعمها، شقيق والدها، الذي طلب منها مغادرة موقف العزاء.
المصدر أكد أن لونا قدمت حينها رفقة وزير شؤون القصر منصور عزام، والنائب في مجلس الشعب معين نصر. ولفت إلى أن لونا بقيت حوالي الساعة داخل سيارتها، بعد المشادة الكلامية مع عمها، قل أن تغادر موقف العزاء.
ولدى لونا، سبعة أشقاء، وشقيقة واحدة، منهم اثنان من والدها ووالدتها، والبقية من والدها. يقول أحد أقارب العائلة للسويداء 24، إن لونا كانت تفرض قيوداً صارمة على العلاقة بينها وبين أقاربها في السويداء، منذ عادت من قطر إلى سوريا في عام 2010، وبدأت رحلتها نحو قصر الأسد.
هذه القيود، جعلت من علاقتها مع عائلتها والمقربين منها في حدودها الدنيا، وربما هذا يفسر عدم إقامة أقاربها موقف عزاء لها في السويداء، وغياب معظمهم عن مراسم دفنها في دمشق.
كما لم يظهر في نعوتها الرسمية، إلّا اسمي شقيقيها أيهم، والعميد المهندس ملهم الذي انتشرت أخبار عن توقيفه قبل اسبوعين من وفاة لونا. ملهم، ضابط في البحوث العلمية، وآخر ما يعرفه أهالي عرى عنه، أنه كان مبتعثاً إلى روسيا.
رحلتها المثيرة للجدل نحو القصر، لم تكن أقل غموضاً من نهايتها. وطريقة تعامل دمشق مع وفاتها، ساهم بانتشار فرضيات وشائعات كثيرة، منها “الحادث المدبر”، و”الاغتيال السياسي”، ولكن دون أن تستند تلك الفرضيات لأدلة مقنعة حتى اليوم.
وخلال وقت سابق، تعرضت مستشارة رئيس النظام السوري بشار الأسد، لونا الشبل، لحادث سير في منطقة يعفور، ما أدى إلى إصابتها بجروح بليغة.
قبل أسبوع من الحادث، اعتقلت استخبارات النظام العميد ملهم الشبل شقيق لونا الشبل بتهمة التخابر مع دولة أجنبية بحسب المصادر.
كما سبق ذلك، إصدار وزير التعليم العالي في حكومة النظام قراراً بإنهاء خدمات عمار ساعاتي، وتصفية حقوقه، وسط أنباء عن منعه من السفر وإعادته من مطار دمشق.
أيضاً استبعد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اسم لونا الشبل من قائمة “اللجنة المركزية” لـ “حزب البعث”، مع آخرين من بينهم مستشارته بثينة شعبان ونائبه للشؤون الأمني علي مملوك، خلال الاجتماع الموسع للجنة المركزية الذي حضره الأسد وعين الأعضاء بنفسه، في أيار الماضي.
وكان يسعى من خلال انتخابات “البعث” والتغييرات التي طرأت عليها، إلى تسيير عجلة “التعويم” المتباطئة، والظهور بموقف “الإصلاحي” سواء على بنية النظام أو على “حزب البعث” الحاكم، فضلاً عن الترويج لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، بحسب المصدر ذاته.
مصادر صحيفة ذكرت أن استخبارات الحرس الثوري الإيراني قبل اغتيال لونا الشبل داهمت القصر الجمهوري واختطفت ضباطاً يتبعون للشبل بتهمة التجسس لصالح إسرائيل والولايات المتحدة، ثم تطور صراع كبير وخفي بين بشار الأسد وطهران على مدار 40 يوماً.
ويأتي الحادث بعد أن استبعد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اسم لونا الشبل من قائمة “اللجنة المركزية” لـ “حزب البعث”، مع آخرين من بينهم مستشارته بثينة شعبان ونائبه للشؤون الأمني علي مملوك، خلال الاجتماع الموسع للجنة المركزية الذي حضره الأسد وعين الأعضاء بنفسه، في أيار الماضي.
من هي لونا الشبل؟
وتعتبر لونا الشبل من أبرز الشخصيات في الدائرة المقربة من رئيس النظام بشار الأسد، وتشغل منصب مستشارته الخاصة والمسؤولة الإعلامية في القصر الجمهوري، وإحدى أكبر المسؤولين الصحفيين في حكومة النظام.
ظهرت الشبل لأول مرة عبر برنامج “زوايا وأعمدة”، الذي عُرض على التلفزيون السوري، ومن إعداد فؤاد شربجي، وفي عام 2003 انتقلت للعمل مذيعةً في قناة “الجزيرة” القطرية، قبل أن تستقيل منها في عام 2011، لتقف في صفّ نظام الأسد ضد ثورة السوريين.
بعد استقالتها من “الجزيرة”، ظهرت الشبل فجأة على شاشة “قناة الدنيا”، متهمة القناة القطرية بخيانة الأمانة الصحفية، بسبب تلفيقها للأخبار التي تبثها حول الأحداث في سوريا.
تزوّجت الشبل من الإعلامي اللبناني سامي كليب الذي كان مذيعاً بقناة “الجزيرة” أيضاً، وبعد انتشار قصة البريد الإلكتروني المسرّبة لبشار الأسد، كان اسم الشبل بين أسماء الفتيات المذكورات فيه، ولم يكن زوجها سامي راضياً عن علاقتها مع سلطات النظام، وعندما تسرّب أمر الإيميلات الذي يتبادل فيه الأسد والشبل كلاماً حميمياً، انفصل كليب عن الشبل وأعلن طلاقهما رسمياً، وتزوجت بعده الرئيس السابق لـ”الاتحاد الوطني لطلبة سوريا”، والعضو السابق بمجلس الشعب، عمار ساعاتي.
ظهرت لونا الشبل ضمن الوفد الممثل للنظام المشارك في مؤتمر “جنيف 2″، في كانون الثاني 2014، في حين أدرجتها الولايات المتحدة وبريطانيا في قائمة العقوبات لقربها من بشار الأسد ودعمها له.