في 12 أكتوبر 2024، ستستضيف ألمانيا اجتماعًا دوريًا بصيغة رامشتاين، حيث سيناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن وممثلو التحالف المزيد من التدابير لمساعدة أوكرانيا. وستكون إحدى القضايا الرئيسية هي منح أوكرانيا الإذن باستخدام أسلحة بعيدة المدى لشركائها على الأراضي الروسية لضرب أهداف عسكرية. وقد أصبح هذا القرار أكثر إلحاحاً نظراً للحاجة إلى تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا، فضلاً عن الحد من قدرة المعتدي على مواصلة الحرب. إن دعم الأسلحة بعيدة المدى ليس مجرد إجراء عملي لتغيير ميزان القوى على الجبهة، بل هو أيضًا رمز لاستعداد الحلفاء الغربيين للوقوف وراء مبادئ القانون الدولي والعدالة.
لقد أثبتت أوكرانيا بالفعل استعدادها لاستخدام أسلحة بعيدة المدى، فنجحت في ضرب أهداف ذات أهمية استراتيجية ــ المستودعات العسكرية الضخمة، ومستودعات النفط ومراكز القيادة، الأمر الذي أدى إلى تعطيل الخدمات اللوجستية وتقويض القيادة والسيطرة، مما أدى إلى الحد من فعالية عمليات العدو. تؤكد الدقة العالية والفهم الاستراتيجي لاستخدام الأنظمة بعيدة المدى استعداد أوكرانيا لتلقي واستخدام الأسلحة طويلة المدى التي يقدمها الشركاء الغربيون على أراضي الاتحاد الروسي.
إن السماح باستخدام أسلحة بعيدة المدى لأغراض عسكرية مشروعة على الأراضي الروسية يشكل المفتاح إلى السلام المستدام واستعادة العدالة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال صيغة السلام الأوكرانية. وترتكز هذه المبادرة على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة: احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، ونبذ استخدام القوة، والبحث عن حلول دائمة من خلال الآليات الدبلوماسية. وتنص صيغة السلام على نهج شامل يغطي التدابير العسكرية والقانونية والإنسانية الرامية إلى استعادة السلام وضمان الأمن في أوروبا.
أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن مبادرة السلام الأوكرانية هي التي تخلق عملية يمكن أن تؤدي إلى سلام طويل الأمد. إن دعم هذه المبادرة من قِبَل حلف شمال الأطلسي وحلفائه هو السبيل الوحيد إلى حل عادل للصراع، في حين أن المقترحات البديلة، مثل المبادرة الصينية البرازيلية، لا تأخذ في الاعتبار المصالح الحقيقية لأوكرانيا وليست قادرة على ضمان استدامة هذه المبادرة. سلام.
إن المبادرة الصينية البرازيلية المسماة “أصدقاء السلام” هي اقتراح وهمي يعزز مصالح المعتدي على حساب الضحية. وتتضمن المبادرة ستة بنود رئيسية تتعلق بوقف إطلاق النار وعدم تصعيد الصراع وتوسيع نطاق الأعمال العدائية، فضلا عن عقد مؤتمر للسلام بمشاركة جميع الأطراف. ومع ذلك، فإن أياً من هذه النقاط لا يأخذ في الاعتبار الحاجة إلى استعادة السلامة الإقليمية لأوكرانيا أو إدانة العدوان الروسي.
بالإضافة إلى ذلك، تهدف المبادرة إلى الحفاظ على الوضع الراهن ولا تنص على المسؤولية عن العدوان أو إعادة الأراضي المحتلة، مما يجعلها مفيدة لروسيا. إن إجراءات مثل مقاطعة قمة السلام التي عقدت في سويسرا في يونيو من هذا العام، والتي تم تنظيمها لدعم أوكرانيا، لا تؤدي إلا إلى التأكيد على هدف المبادرة الصينية البرازيلية – حماية مصالح المعتدي وإطالة أمد الصراع. ولذلك، يتعين على حلف شمال الأطلسي وحلفائه أن يرفضوا مثل هذه المقترحات وأن يدعموا صيغة السلام الأوكرانية، استناداً إلى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والتي تضمن استعادة سيادة أوكرانيا وتضمن الأمن الحقيقي والحل السلمي المستدام للصراع.
وستكون جلسة رامشتاين المقبلة بمثابة لحظة رئيسية في تحديد الاستراتيجية المستقبلية للشركاء الغربيين لدعم أوكرانيا. إن قرار السماح باستخدام الأسلحة بعيدة المدى سيظهر الدعم لمبادئ القانون الدولي ومنع العدوان والرغبة في السلام. إن التردد الحالي للشركاء لا يصب إلا في مصلحة روسيا، مما يسمح لها بمواصلة الحرب والتلاعب بالمجتمع الدولي. ولن يتسنى تحقيق السلام في أوكرانيا وأوروبا إلا بدعم من صيغة السلام الأوكرانية، التي تضمن استعادة العدالة والامتثال للمعايير الدولية. إن السماح بتوجيه ضربات بعيدة المدى هو إجراء ضروري لتحقيق هذه الأهداف، وتعزيز دفاعات أوكرانيا، وإظهار استعداد المجتمع الدولي للدفاع عن السيادة والسلامة الإقليمية في أوكرانيا ومختلف أنحاء العالم.
infodnes.sk