د. باسل معراوي
تملك تركيا 20 قاعدة عسكرية في شمال العراق حيث يوجد إتفاق مُوقّع منذ عام 1995 بين بغداد وأنقرة يُنظّم هذا الوجود…وقد شَنّ الجيش التركي عمليات عديدة ضد حزب العمال bkk آخرها المخلب؛ القفل والتي لازالت مستمرة ولم يَتمّ الإعلان عن إنتهائها…
يبلغ طول الحدود العراقية التركية 378 كم وتُوفّر جبال قنديل مأوىً حصينا لمقاتلي الحزب الإرهابي….
كل الجهد العسكري التركي لم يَتمكّن من إيقاف العمليات العسكرية لمقاتلي الحزب حيث تمكّنوا في الأشهر الماضية من قتل 21 جندياً تركياً في عمليتين منفصلتين خلال ثلاثة أساببيع..
ومن المعلوم أنّ طهران تدعم الbkk دعماً كاملاً وتُنكر ذلك إنكاراً دائماً…وهو ورقة بيدها ضِدّ تركيا ..
زار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أنقرة في الخريف الماضي وخلال تلك الزيارة أعلن عن مشروع تركي عراقي لإنشاء خَطّ التنمية التجاري الذي يربط ميناء الفاو العراقي على الخليج العربي مع الأراضي التركية بطول 1200 كم يَتضمّن طُرقاً سريعة وخَطّ سكة حديد لوصل آسيا بأوربا عبر العراق وتركيا …وإضافةً للمليارات الستة التي يَتمّ جنبها لحكومة بغداد فإنه يُحوّلها لعقدة وصل آستراتيجية بين آسيا وأوربا….
كذلك تحتاجه تركيا لكل المنافع المادية والأهداف الجيو إقتصادية وتأكيد موقع تركيا الإستراتيجي كعقدة وصل رئيسية كبرى بين القارات….
ولاشكّ أنّ الأتراك أُصيبوا بخيبة أمل جرّاء إستبعاد بلادهم من خط البهارات الهندي و الخارج من آسيا والمارّ بالإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل وصولاً لأوربا عبر اليونان…ويُعتبر طريق التنمية منافساً حقيقياً لطريق البهارات الهندي يحظى بدعم المحور الشرقي في حرب الممرات الدولية الجارية الآن والتي ستكون اهدافاً للحروب القادمة…
إيران التي تَمّ إستبعادها منه…والصين الذي ترى فيه منافساً حقيقياً لطرق الحرير الخاصة بها ..وروسيا التي ترى فيه يُهمّش موقعها في كونها معبراً بين آسيا وأوربا ..كما أنّ الصراع الصفري بين الروس والغرب يجعل الروس من الداعمين لطريق التنمية العراقي التركي….
ويوجد أيضاً ملفّان هامان موضع خلاف بين بغداد وأنقرة هما المياه والطاقة ..حيث تشتكي بغداد من تَصحّر 70% من أراضيها الزراعية بسبب حبس المياه عنها من إيران وتركيا….ويبدو أنّ إنفراحاً طرأ على هذا الملف بين تركيا والعراق ..وأيضاً جرى حلحلة تصدير النفط والغاز من إقليم كردستان عبر الأنابيب الواصلة لميناء جيهان التركي على المتوسط بعد أن تَوقّف لأشهر عديدة…
يبقى الملف الأمني العالق بين البلدين هو الأهمّ …ويوم الخميس 14 آذار تم عقد قمة أمنية مُصغّرة جمعت وزراء الخارجية والدفاع وأحد نواب وزير الداخلية مع إبراهيم قالن رئيس جهاز الإستخبارات التركي مع نظرائهم العراقيين وتم وضع اللمسات الأخيرة على عملية عسكرية في الشمال العراقي يقوم بها الجيش التركي بشكل رئيسي ويساعده قوات من البيشمركة التابعة لأربيل مع قوات نظامية عراقية وقوات من الحشد الشعبي …ومهّدت زيارة فالح الفياض لأنقرة لها أيضاً وقامت الحكومة العراقية كإجراء أولي بتصنيف حزب الbkk كحزب محظور ويُشكّل خطراً على الأمن القومي العراقي تمهيداً لتصنيفه حزباً إرهابياً …
وسَيتمّ اغلاق كامل الحدود العراقية التركية وبعمق 30 ل 40 كم مع طرد الحزب من قضاء مخمور وجبال سنجار الواقعة على الحدود بين محافظة نينوى العراقية والحسكة السورية وبالتالي سيتم قطع كل الخطوط البرية بين قنديل وقسد …
سيزور الرئيس التركي العراق في شهر نيسان بعد إنتهاء شهر رمضان ..ويُمكن أن تبدأ العمليات العسكرية في أواخر نيسان وخلال شهر أيار…
المصدر: مدونة الكاتب