شهد الشمال السوري في الآونة الأخيرة عودة آلاف الأشخاص المنقطعين عن الدراسة إليها، وذلك بعد غيابهم عنها لعدة سنوات، نتيجة تركهم لجامعاتهم في مناطق سيطرة النظام السوري التي لاحقتهم وضيّقت الخناق عليهم ما دفعهم للهرب متخلين عن مستقبلهم وشهاداتهم.
وساهم الهدوء النسبي الذي يعيشه الشمال السوري وبالتحديد محافظة إدلب شمال غرب سوريا في عودة الطلاب إلى المدارس والجامعات.
وشملت هذه العودة عدداً كبيراً من الذين توقفوا عن الدراسة لأعوام طويلة، وأصبح وجود طلاب متقدمين في العمر أمراً اعتيادياً.
وقال الدكتور خالد الخليل إن جامعات شمال غرب سوريا قدمت تسهيلات من أجل عودة الأشخاص المنقطعين عن الدراسة إلى مقاعدها.
وأشار إلى أنه الجامعات في شمال البلاد أكدت أنه يحق لأي طالب منقطع العودة إلى التعليم بعد تقديمه طلب إلى عمادة الكلية.
ولفت في حديثه : “قمنا بتسهيل الأمر من خلال إعفاء الطلاب من رسوم الانقطاع عن العام الماضي، فجميع الطلاب الذين انقطعوا تم إعفاءهم من رسوم الانقطاع، والتي يجب أن يسددها الطالب وهي تشكل 20 دولار”.
واعتبر الخليل أن هناك أسباب عدة دفعت الأشخاص المنقطعين للعودة إلى الدراسة أولها، هو الهدوء النسبي الموجود حالياً في الشمال السوري، وثانيها حاجة الطلاب إلى الشهادات من أجل دخول سوق العمل، وكذلك عدم قيام الطيران الروسي بقصف المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
ووصل عدد الطلاب العائدين إلى دراسة الجامعات والماجستير في المناطق الخارجة عن سيطرة السلطة يقدر ب”5000″ ما بين طالب وطالبة، بعضهم من كبار السن.
والتقى موقع “غلوبال جستس سيريا نيوز” مع عدد من الطلاب وبينهم محمد الأحمد من منطقة سرمدا حاصل على شهادة جامعية من جامعة تشرين وهو خريج 2008، وحاصل على جامعة دبلوم تأهيل تربوي من جامعة حلب 2009، وحصل مؤخراً على شهادة الماجستير من جامعة إدلب.
وقال الأحمد في هذا الشأن:”سجلت في جامعة إدلب للحصول على شهادة الماجستير في عام ٢٠١٧ وأنهيت السنة التمهيدية، رغم تعرضنا لظروف التهجير خلال عام ٢٠١٨ و٢٠١٩، واستطعت مناقشة شهادة الماجستير والحصول عليها بتقدير جيد جداً”.
وأوضح أن الصعوبات التي تواجههم هي عدم توفر الكتب، حيث قال: ” لذلك نحتاج إلى بحث صعب جداً عن طريق الإنترنت من أجل إكمال المنهج، وأسعى للحصول على شهادة الدكتوراه مستقبلاً”.
محمد العارف طالب جامعي سابق في جامعة “إيبلا” التابعة للنظام السوري والتي تعتبر الجامعة الوحيدة التي تعمل خارج مناطق سيطرة النظام ويعترف بشهاداتها، ولكنها اغلقت من قبل هيئة تحرير الشام قبل 6سنوات.
قرر محمد إكمال دراسته في جامعة إدلب حيث تم تقديم كشف علامات للجامعة، وأكمل دراسته من السنة الثالثة في كلية الصيدلة مع دفع مبلغ عن كل فصل دراسي.
وقال محمد: “في الشهر السابع من هذا العام، سأحصل على شهادة التخرج وبعدها سوف انطلق إلى سوق العمل حيث أن المنظمات تعترف بشهادات الطلاب المتخرجين من جامعات حلب وإدلب”.
يشار إلى أن الطلاب المنقطعين عن التسجيل في الجامعات يسعون من أجل إكمال نفس الفرع الذي درسوه سابقاً أو التسجيل في فرع جديد، إذا سمحت لهم علاماتهم في الدخول إليه عن طريق المفاضلة، وذلك مقابل دفع مبالغ مالية لكل فصل دراسي، حسب الكلية التي يدخلون إليها.