كشفت صحيفة فورين بوليسي الأمريكية في تحليل أن تمرد قوات فاغنر ضد الجيش الروسي قد يساهم في تقوية المليشيات الإيرانية في سوريا.
وسبّبت التطورات الأخيرة لجماعة مرتزقة “فاغنر” قلقاً جدّياً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالرغم من انتهاء تمرّدها، حيث يواجه الأخير تحدياً في سوريا أيضاً إلى جانب التحديات التي تواجهه في أوكرانيا.
وأشارت إلى أنه على بوتين الاختيار “بين معاقبة بريغوجين أو التنازل عن النفوذ والأراضي لطهران”.
وبحسب الصحيفة فقد احتجزت القوات الروسية عدداً من قادة فاغنر داخل قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية، التي تعد مركزاً للقيادة والسيطرة لتلك القوات في سوريا، بالإضافة إلى أنها تعدّ “مقراً لوجستياً لعمليات فاغنر الخارجية”.
وأشار التقرير أن القاعدة تعتبر “أكبر منشأة روسية خارج مناطق الاتحاد السوفيتي السابق، وتستخدم كمدرج للطائرات العسكرية الثقيلة المخصصة لنقل كميات كبيرة من الأسلحة والأفراد، والتزويد بالوقود”.
ولفت إلى أن فاغنر تتّخذ من حميميم كقاعدة إنطلاق إلى كل من “ليبيا ومالي والسودان وأفريقيا الوسطى وفنزويلا”. وفي حال منعهم الكرملين من الوصول إلى تلك المناطق، فالنتيجة ستكون “إيقاف نشاط يفغيني بريغوجين، زعيم إمبراطورية فاغنر”.
كما وجِّهت لقادة فاغنر في سوريا -بعد عملهم لسنوات لصالح روسيا “إنذارات بتوقيع عقود جديدة مع وزارة الدفاع الروسية أو العودة إلى ديارهم، في الوقت الذي تشكل فيه هذه القوات أحد المكونات الأساسية التي تحمي مصالح الروس في سوريا”.
ووفق التقرير، فإن فاغنر تضمّ مجموعة أساسية من الجنود يقدر عددهم بين (1000- 2000) مقاتل، إلا أن لديها شبكة أكبر من المقاتلين يصل عددهم إلى نحو 10 آلاف “متعاقد عسكري يعملون في حراسة البنية التحتية للنفط والغاز والفوسفات”. كما تدفع فاغنر للمقاولين العسكريين السوريين الخاصين جزءاً من الإيرادات التي تحققها هذه المرافق الحيوية، وأغلبها شركات مرتبطة بأحد المقربين من بوتين، وهو جينادي تيمشينكو.
وذكرت فورين بوليسي إنه بصرف النظر عما يقرره قادة فاغنر، إلا أن احتفاظ روسيا بنفوذ المجموعة على دمشق “يعني تأمين الدفع لآلاف المتعاقدين العسكريين السوريين… وأي توقف بالدفع، ربما يتسبب بحدوث فراغ قد ينتهي لصالح إيران التي ستُقدّم بدورها الأسلحة والأموال لهؤلاء المقاتلين”، بحسب تقرير المجلة.
ونشأت خلافات شديدة بين الروس والإيرانيين في سوريا، بالرغم من شراكتهما في دعم نظام الأسد، حيث اشتبكوا أكثر من مرة للسيطرة على احتياطيات الفوسفات والحصول على الأصول الحيوية الأخرى. ويرى التقرير أن ساحة المعركة بين “فاغنر وموسكو” قد تنتقل إلى سوريا، وهو ما سيهدد استمرار ما وصفته المجلة بـ “إمبراطورية روسيا في الشرق الأوسط”.