فقد الطبيب الفلسطيني عز الدين أبو العيش العديد من أقاربه في الحرب في غزة. إنه يدين كل خسارة في الأرواح، لكنه يرفض الاستسلام للظلام والبغض
أنا لاجئ فلسطيني ولدت ونشأت وعشت في مخيم جباليا في قطاع غزة، وأنا الأكبر بين ستة إخوة وثلاث أخوات. أنا ابن لأبوين لاجئين عاشا مع الدمار والتشرد والموت والهدم والنكبة عام 1948، عندما فر مئات الآلاف من الفلسطينيين أو أجبروا على ترك منازلهم خلال حرب إسرائيل مع الدول العربية المجاورة.
لقد كانت الكارثة دائمًا جزءًا من حياتي. وفي عام 2008، فقدت زوجتي نادية بسبب السرطان، مما تركني أربي أطفالنا الثمانية. في عام 2009، في 16 يناير الساعة 4.45 مساءً، أثناء الحرب بين إسرائيل وغزة، قُتلت ثلاث من بناتي وابنة أخي بقذيفة دبابة إسرائيلية.
كيف تحملت هذه الخسارة؟ ما قلته لنفسي حينها هو أنني لو عرفت أن بناتي هن التضحية الأخيرة على طريق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإنني سأقبل خسارتهن. جوابي، الكلمات التي قلتها لنفسي، كانت: “لن أكره”. لقد كتبت كتاباً بهذا العنوان، وأنا أحلم بشرق أوسط ينعم بالسلام والأمن والتعاون، حيث يمكن لجميع الأطفال أن يكبروا آمنين من الرصاص والقنابل.
لقد قُتلت بناتي من أجل لا شيء. ولا يوجد في ذهني أي سبب يبرر قتل أي إنسان بريء. أنا شخصياً أدين قتل أي شخص في أي مكان، إسرائيليين وفلسطينيين، بما في ذلك أولئك الذين لقوا حتفهم على يد حماس في 7 أكتوبر وآلاف الفلسطينيين الذين قتلوا نتيجة للانتقام الإسرائيلي. ولا يمكن أن يكون هناك شك في أنه يجب علينا جميعا أن نجتمع وندين العنف والظلم والعدوان في أي مكان في العالم. والاتفاق على أن من يرتكب مثل هذه الأفعال يجب أن يحاسب.
بطبيعة الحال، لم تكن بناتي وابنة أخي الأخيرة. لقد كانوا مجرد أرقام في عالم لا مبال.
هل تتخيلون أننا خلال هذه الحروب أصبحنا نحسد من قتلوا، لأنهم عرفوا النهاية مبكرا وارتاحوا من انتظار مصيرهم.
كفى سفك الدماء. كفى معاناة للجميع. إن مثل هذه المعاناة عقيمة ولا تؤدي إلا إلى مزيد من العداء والعنف وانتشار الآراء المتطرفة.
نحن الفلسطينيون والإسرائيليون بحاجة إلى العيش أحرارًا ومتساوين جنبًا إلى جنب في وئام وتعايش سلمي. يجب أن نحاول ترديد الكلمات التي سعيت للعيش وفقًا له: لن أكره.