أقدمت قسد على اعتقال قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها أحمد الخبيل الملقب بـ”أبي خولة”، وذلك بعد استدراجه إلى مقر قائدها العام مظلوم عبدي.
وقالت مصادر محلية لموقع “غلوبال جستس سيريا نيوز” إن قسد طلبت من الخبيل التوجه إلى قاعدة الوزير بحجة وجود اجتماع مع عبدي.
ولدى وصوله إلى المكان تم اعتقاله، كما تمت محاصرة مقرات مجلس دير الزور العسكري في مدينة الحسكة ومداهمتها واعتقال عدد من القيادات.
وأثار هذا التصرف غضب أبناء العشائر في دير الزور الذين استنفروا وهاجموا مواقع لقسد، وهددوا بالتصعيد في حال عدم إطلاق سراح الخبيل.
وجاء اعتقال الخبيل بعد فترة من التوترات بين الجانبين، والتي تم الإعلان قبل أسابيع عن انتهائها بموجب اتفاق رعته قوات التحالف الدولي.
ضربة إستباقية
ويشير الباحث في مركز عمران للدراسات سامر الأحمد إلى أن خطوة قسد هذه تأتي بعد حديث متكرر عن مخطط أمريكي للهجوم على الميليشيات الإيرانية في البوكمال بالاعتماد على أبناء العشائر.
ورأى الأحمد أن قيادة قسد تخشى من تفعيل دور عشائري، خاصة مع الحديث عن رفض قيادات حزب العمال الكردستاني المشاركة في أي عمل ضد إيران.
كما أكد الأحمد أن خطوة قسد “تعتبر تصعيداً خطيراً في المنطقة، وخطوة هدفها إضعاف المد العشائري الذي بدأ يتجسد في عدة تطورات مؤخراً، منها إعادة ترتيب وضع عشائر دير الزور، وحشد قبيلة الجبور غير المسبوق ضد ميليشيات النظام بالحسكة”.
وأيضاً أشار في تغريدة على تويتر إلى أن “خطوة قسد جاءت بالتزامن مع انشغال السوريين بحراك شعبي ضد نظام الأسد وخاصة في السويداء و درعا والشمال السوري، وفي أسلوب تصعيدي مريب ومخادع بذريعة ملاحقة خلايا داعش أو فرار عناصر من سجن الصناعة في الحسكة”.
ويرى الأحمد أن هذا التصعيد هو “اختبار حقيقي لقوة العشائر ردة فعلها تجاه سلطات الأمر الواقع، وقد يشكل فرصة جديدة لانتزاع حقوق أهل المنطقة من قسد التي أرهقتهم بالتضييق الاقتصادي والأمني منذ عدة سنوات”.
وختم بالقول: “تحاول قسد القضاء على قوة ونفوذ مجلس دير الزور العسكري بنفس أسلوبها الغادر الذي حصل سابقا مع لواء ثوار الرقة. وبنفس أسلوب الجولاني في ابتلاع الفصائل، ولكن لا يمكن الجزم بنجاحها بانتظار رد فعل عشائر المنطقة التي تشكل الحاضن الشعبي للمجلس وقيادته”.