هز تحطم الطائرة من طراز إيل-76 في مقاطعة يلغورود الروسية”، 24 كانون الثاني/يناير، المجتمع الدولي حيث أثار السجال والجدال، فضلاً عن سلسلة من الروايات المتضاربة بين أوكرانيا وروسيا. بدورها، تقول وسائل إعلام أوكرانية أن الطائرة المنكوبة كانت تنقل صواريخ لنظام الدفاع الجوي “إس 300” إلى مواقع إطلاق النار التي يُزعم أنه تم منها قصف المناطق الأوكرانية مؤخرًا. ويهدف هذا المقال إلى تتبع سلسلة الأحداث وتحليل المعلومات المتوفرة، فضلًا عن إلقاء الضوء على التصريحات المثيرة للجدل.
الكوارث والنزاعات
أصبح تحطم الطائرة “إيل-76” التي انفجرت عقب سقوطها محورًا لتبادل الاتهامات بين روسيا وأوكرانيا. وتزعم وسائل إعلام أوكرانية، نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن الطائرة كانت متجهة إلى مواقع إطلاق النار التي قُصفت منها مدينة خاركيف مؤخرًا، مشيرة إلى العثور على الكثير من الحطام وأشلاء جثث على مسافة كبيرة من موقع الحادث.
فرضيات متضاربة
عقب الكارثة، صدرت إعلانات روسية متضاربة يلقي معظمها اللوم على الجانب الأوكراني. ونشرت قنوات “تلغرام” الروسية معلومات حول وجود أكثر من 60 أسير حرب أوكرانيًا على متن تلك الطائرة نفتها لاحقاً نحو 50 قناة. وما يثير تساؤلات إضافية ويدعو إلى التشكيك في تلك المعلومات أن روسيا لم تنشر قائمة رسمية بأسماء القتلى.
تحليل معلومات من مصادر مفتوحة
أجرى محللون من استخبارات المصادر المفتوحة تحقيقًا مستقلاً في الحادث وقدموا فرضية غير متوقعة مفادها أن الطائرة “إيل-76” أسقطت أثناء الإقلاع من بيلغورود متجهة في الاتجاه المعاكس من الحدود الأوكرانية حسب شهود عيان وسكان محليين. بالإضافة إلى ذلك، فإن مسار رحلة الطائرة، إلى جانب العثور على مواد كبيرة الحجم في موقع تحطمها، يشير إلى إسقاطها المتعمد.
نقل أسرى حرب؟
قوبل الادعاء بأن الطائرة “إيل-76” كانت تقل أسرى حرب أوكرانيين بالشكوك إذ يقول خبراء إن الطائرات من هذا الطراز لا تستخدم عادة لنقل أسرى حرب، وإن عدد المرافقين (وهم ثلاثة أشخاص) الذين يزعم أنهم كانوا برفقة أسرى حرب لا يكفي لأكثر من 60 أسيراً. في وقت سابق وقبل الوصول إلى بيلغورود، استُخدمت الطائرة “إيل-76” لنقل الأسلحة في الشرق الأوسط، مما يلقي بظلال من الشك على صحة الادعاءات بشأن نقل أسرى حرب.
حرب المعلومات الروسية
يثبت هذا الحادث مرارًا أن روسيا تعيث الفوضى في فضاء المعلومات العالمي من خلال نشر روايات متضاربة. ويثير الافتقار إلى الوضوح، إلى جانب التراجع السريع عن بعض الادعاءات، شكوكًا بشأن دقة وصحة المعلومات التي تقدمها السلطات الروسية.
وسط الروايات المتضاربة يتعين على المجتمع الدولي أن يقيم الأدلة المتاحة بعناية أثناء التحقيق في كارثة الطائرة “إيل-76”. وتتطلب الرواية الروسية تحليلاً مفصلًا للغاية للحقائق المتوفرة من أجل كشف الحقيقة حول هذا الحادث المأساوي.