غلوبال جستس سيريا نيوز – أخبار – برلين:
طمأن المبعوث الألماني إلى سوريا السفير ستيفان شنيك السوريين الذين شاركوا في اللقاء التشاوري لهيئة التفاوض السورية مع المجتمع المدني السوري في برلين، يومي 4-5 من شهر اكتوبر الجاري، إلى ثبات موقف ألمانيا الرافض للتطبيع مع نظام الأسد، معتبراً أن مثل هذه اللقاءات تمثّل خطوة مهمة للغاية لتحقيق تقدّم وتوافق أكبر بين السوريين عبر النقاش وتخفيف الخلافات في التوجهات أو وجهات النظر، والتوصل إلى مفاهيم مشتركة.
وخلال جلسة حوارية نظمتها هيئة التفاوض السورية يوم الجمعة الماضي في برلين على مدار يومين مع المجتمع المدني السوري، حضرها رئيس هيئة التفاوض السورية الدكتور بدر جاموس، وأعضاء الهيئة جمال سليمان وأليس مفرج وإبراهيم الجباوي، جدّد المبعوث الألماني تأكيده على أن ألمانيا تُعتبر شريكة للمعارضة السورية وللسوريين، وستبقى كذلك حتى يُنجز الحل السياسي وفق القرارات الدولية.
وأكّد شنيك أن الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية مستمرون في التمسّك باللاءات الثلاث في ما يتعلق بسورية، وهناك إجماع على رفض التطبيع مع النظام السوري ورفع العقوبات عنه وإعادة الإعمار طالما استمر في رفضه الانصياع للحل السياسي وفق القرار الأممي 2254، وأنه لن يكون هناك انزياحات في هذا الموقف.
وأشار إلى تأييد ألمانيا لمعالجة كل آثار الحرب السورية ومن بينها المحاسبة والعدالة، وقال إن وضع السوريين في ألمانيا مستقر، مشيرأً إلى اندماج الشريحة الأكبر من السوريين مع المجتمع الجديد الذي يعيشون فيه.
وقال إن بعض الدول الأوروبية التي أعلنت موقفاً مختلفاً تجاه التطبيع تُعبّر عن موقف فردي لا يتعلق بموقف الإجماع في الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن المقاربات العربية المتعلقة بهذا الشأن أثبتت عدم جدواها نهائياً.
كما تحدّث شنيك عن حرص ألمانيا على أن تصل المساعدات لكل السوريين المحتاجين لها، وفرضها ضوابط وشفافية على وصول المساعدات، مشيراً إلى أن تلك الضوابط مُطبّقة في مناطق شمال سوريا المختلفة، لكن ليس في مناطق النظام، مُشدّداً على حتمية أن لا تضر هذه المساعدات الهادفة لتخفيف المعاناة الإنسانية بالعملية السياسية نهائياً، وأنها ليست حلاً سياسياً، وإنما المطلوب حل سياسي جذري وفق القرار 2254.
من جانبه قدّم رئيس هيئة التفاوض السورية الدكتور بدر جاموس إحاطة شاملة حول المهام السياسية والتفاوضية للهيئة، وأهدافها وتركيبتها، والمهام الأساسية لمكوّناتها ومكاتبها ولجانها، وعملها على المستوى الدولي والمحلي، والإستراتيجيات التي يمكن العمل عليها بالتعاون مع جماعات المجتمع المدني والفاعلين.
وتحدّث رئيس الهيئة عن علاقات الهيئة مع الدول الفاعلة، العربية منها والإقليمية والدولية، وموقفها الواضح والثابت من العملية السياسية وفق القرار 2254 وغيره من القرارات الدولية، فضلاً عن علاقاتها واجتماعاتها مع المبعوثين الدوليين والأمم المتحدة، وقدّم إيجازاً للقاءات التي عُقدت على هامش اجتماعات الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الماضي.
وأكّد على أهمية تشاركية الهيئة مع منظمات المجتمع المدني والفاعلين والسياسيين والإعلاميين ومراكز الدراسات في مختلف أنحاء الجغرافيا السورية بما فيها مناطق تحت سيطرة النظام وفي دول اللجوء والشتات، وحرصها على التواصل الدائم مع الجاليات السورية حول العالم من أجل التشاركية في الرؤى والإستراتيجيات وتبنّي مطالب الشعب السوري على اختلاف توجهاته، والخروج بإستراتيجيات قابلة للتطبيق وتساهم في تقوية موقف السوريين وقضيتهم على المستوى الدولي.
وتطرق د. جاموس في حديثه لمواقف الدول وتراجع الاهتمام بالقضية السورية أحياناً في خِضمّ المشاكل والأزمات الدولية الكبرى المتزايدة، والمشاكل الداخلية للدول، وتحدث عن سعي الهيئة لإبقاء ملف الحل السياسي السوري في أولويات هذه الدول، وعملها من أجل ضمان حقوق اللاجئين، وتنبيه الدول من مخاطر التطبيع مع النظام السوري وعبثيته، ومواجهة تغيير سياسات بعض الدول التي تبتعد عن مصالح الشعب السوري والحل السياسي والقرارات الدولية.
وأشار إلى استمرار النظام السوري برفض الحل السياسي، ورفض تطبيق القرار 2254 وغيره من القرارات الدولية والأممية، وسعيه لتهميش الطرف السوري الآخر لبقاء سوريا بعنوان واحد يمثله النظام السوري فقط، وعدم إيمانه بالحل سياسي، ويطلب النظام من حلفائه وبعض الدول المتساهلة معه أن تضغط من أجل تهميش كل الحل السياسي بما فيه القرار 2254 واللجنة الدستورية والمفاوضات.
وتحدث عن حرص الهيئة على التواصل مع المجتمع المدني وتوحيد الرؤى والسياسات، ومتابعة التشبيك والعمل المشترك، كما تناول بالشرح عمل لجنة الانتخابات ومشاركة العديد من المختصين من المجتمع المدني في هذه اللجنة، وكذلك لجنة المعتقلين والمختفين قسرياً، والجهود الدولية التي تقوم بها لتحريك هذا الملف فوق التفاوضي، لإطلاق سراح جميع المعتقلين السوريين في سجون ومعتقلات النظام السوري والكشف عن مصير المختفين قسرياً.
وقد مثّل منظمة غلوبال جستس وتحالف استقلال سورية (SIA) في اللقاء التشاوري ببرلين رئيس تحرير غلوبال جستس سيريا نيوز الكاتب السوري إبراهيم الجبين، الذي قال في مداخلته في الجلسة الافتتاحية تعليقاً على حديث السفير شنيك إن الوقت قد حان لتصغي ألمانيا إلى السوريين سياسياً ومدنياً، للعمل على تحرير ألمانيا من الدور الذي تم حبسها فيه، وهو دور الداعم الخيري الذي احتضن السوريين فقط، والعمل على تعزيز دور سياسي كبير يمكن أن تلعبه برلين بالشراكة مع المعارضة السورية والمجتمع المدني السوري.
وأشار الجبين إلى أن هناك بعض الإحباط الذي تسرّب من لقاءات السوريين مع المسؤولين الألمان في أكثر من مناسبة حول مستقبل الموقف الألماني من نظام الأسد. مؤكداً على الجالية السورية في ألمانيا لديها موقف واضح تجاه نظام الأسد، وكما أن ألمانيا تلتزم بحساسية خاصة تجاه العداء للسامية، شاهدناه خلال العام الحالي، فإنه يجب تذكير ألمانيا بأن نظام الأسد نظام نازي بامتياز بنية وتوجهاً وممارسة، وأنه أول من بادر وتحت حكم البعث منذ الستينيات إلى ترجمة وتوزيع ملايين النسخ من كتاب “كفاحي” الذي ألفه أدولف هتلر، لهذا لا يمكن لألمانيا التي نحتفل بعيد وحدتها هذا الشهر، أن تضع يدها بيد الأسد المدان بجرائم الحرب، لأن هذا يمسّ الشخصية الألمانية بعمق ويؤذي القيم الإنسانية والأخلاقية الألمانية.
وأضاف الجبين إن التوجه الحالي لدى هيئة التفاوض بالانفتاح على الجاليات السورية يعني لنا أن المعارضة السورية تعمل اليوم على خلق لوبيات سورية في الدول المحورية والفاعلة في الملف السوري، وهذا العمل يجب أن يجري التأسيس له على مستوى علمي دقيق حتى يكون مثمراً، وهو الدور الحقيقي والمجدي المتوقع من هذه المؤسسات.
يذكر أن تحالف استقلال سورية (SIA) هو شبكة تنسيق وتعاون تمتد من الداخل السوري إلى تركيا وأوروبا وأميركا، تم الإعلان عن الدعوة إليه مطلع شهر سبتمبر الماضي، دعوة وجهتها المبادرة السورية الأميركية ممثلة بمنظمة غلوبال جستس والمنظمة السورية للطوارئ SETF ومنظمة حضارة الفرات الإنسانية في الولايات المتحدة، ومنظمة سورية طريق الحرية ودنيا عدالتي في تركيا، ومنظمة دمشق للدراسات والفكر والتنمية والكتلة الوطنية السورية والحركة الوطنية السورية إضافة إلى التحالف العربي الديموقراطي وعدد من المنظمات التي تقدّم الدعم الاستشاري والمهني في الجوانب الحقوقية والاختصاصية.