عقد رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة لقاءاً مع مجموعة من الصحفيين السوريين العاملين في وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية.
وتطرق اللقاء إلى الحديث عن آخر المستجدات الميدانية والسياسية في الملف السوري وعن خطة عمل الائتلاف ورؤيته في المرحلة القادمة.
كما شارك في اللقاء كل من نائبي الرئيس عبد المجيد بركات وديما موسى والأمين العام هيثم رحمة، إضافة إلى عدد من أعضاء الهيئة السياسية.
وافتتح اللقاء بالوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الضحايا المدنيين الأبرياء.
تحدث رئيس الائتلاف عن المستجدات الميدانية، وخاصة الاعتداءات التي استهدفت المدنيين في عدة مناطق في شمال سورية، مما أدى إلى سقوط عشرات من الضحايا منهم ما بين شهيد وجريح، إضافة إلى ما تعرضت له الكلية الحربية في حمص خلال حفل تخريج عدد من ضباط النظام، والتي تسببت بسقوط عشرات من المدنيين، لافتاً إلى أن طبيعة عملية الاستهداف وتفاصيل الحفل، يحمل بصمات النظام والميليشيات المستوردة الداعمة له.
وتطرق البحرة للحديث عن واقع اللاجئين السوريين في دول اللجوء، حيث شهدت الفترة الماضية ازدياداً في التمييز ضد السوريين ولاسيما دول الجوار، موضحاً أنه أجرى العديد من الاتصالات مع السوريين في لبنان ومع ممثلي الدول آخرها كان مع المبعوثة الفرنسية لسورية، حيث طلب منها بذل جهود الدبلوماسية الفرنسية مع الحكومة اللبنانية لأجل وضع حد لهذه الانتهاكات، خاصة بعد قراراتها التي قوننت بعض الممارسات التمييزية، التي ستؤدي إلى ازدياد عدد ومستوى الانتهاكات بحق اللاجئين السوريين في لبنان.
كما تحدث عن الانتهاكات العنصرية التي ارتكبها المتطرفون في تركيا، مضيفاً أن الائتلاف يتواصل باستمرار مع الحكومة التركية التي تجاوبت واتخذت إجراءات عملية بهذا الخصوص.
استعرض البحرة برنامج عمل الائتلاف للمرحلة القادمة، حيث ركز فيها على ضرورة إبقاء العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، وقراري مجلس الأمن رقم (2254) و (2118) ناشطة، وضرورة إبقاء الأضواء مسلطة عليها على طاولتي الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها، لأنها المنبر الدولي الذي يتيح إبقاء تطلعات ومطالب الشعب السوري في دائرة الاهتمامات الدولية.
كما تكلم عن ضرورة رفع أولوية الملف السوري لدى الأطراف الدولية كافة، في ظل ازدحام الأزمات الدولية الأخرى على قائمة اهتمامات الدول، وأكد على أهمية تغيير الواقع السوري فيما يدعم إعادة الملف إلى قائمة الأولويات لدى المجتمع الدولي، وذلك من خلال تحسين واقع المناطق المحررة وتعزيز الشرعية على الأرض، وتعزيز الانفتاح والحوار مع السوريات والسوريين في مناطق سورية كافة، ودعم الحراك الشعبي السلمي المطالب بتنفيذ القرارات الدولية لتحقيق الانتقال السياسي، في المحافظات السورية كافة، حيث ثمن دور أهلنا في السويداء وحكمة قادة الحراك ووطنيتهم وخطابهم السياسي الواضح، وحرصهم على وحدة سورية أرضاً وشعباً.
كما أكد البحرة على أن المرحلة القادمة يجب أن تكون فترة تشاركية وتكاملية بين جميع مؤسسات الثورة وروابطها واتحاداتها، ومنظمات المجتمع المدني، والاستفادة من خبرات السوريات والسوريين وذلك بهدف استثمار كافة القدرات والموارد السورية، لا سيما البشرية، لتغيير الواقع السوري ومواجهة التحديات فيما يحسن الظروف المعيشية للسوريات والسوريين في الشمال السوري. وأضاف البحرة أن هذا العمل سيكون من خلال خطة شاملة للنهوض بالشمال السوري بما يشمل أنظمة الحوكمة في القطاعات القضائية والقانونية، والأمنية، والاقتصادية، والرقي بالخدمات الصحية والتعليمية ومعالجة قضايا هامة مثل تحقيق الشروط اللازمة للاعتراف بالشهادات الجامعية الصادرة من الجامعات في المناطق المحررة، وتعزيز دعم وتمويل برامج القروض الصغيرة لدورها الهام في إطلاق المشاريع الصغيرة للنساء والشباب وللحرفيين عبر مشاريع يدعمها ويمولها صندوق الائتمان لإعادة إعمار سورية، الذي شارك في تأسيسه الائتلاف ويترأس مجلس إدارته، وتستفيد منه الحكومة المؤقته لتعزيز خدماتها التي تقدمها للمواطنين، وتشجيع ودعم المشاريع التعاونية في قطاعات الزراعة مثل مشاريع دعم مزارعي الخضار والبطاطس والقمح ومربي الماشية، وضمان استمرارية عمل المطاحن والمخابز التابعة للمؤسسة العامة للحبوب التابعة للحكومة المؤقته، وزيادة عددها وقدراتها الإنتاجية، لتأمين الخبز بجودة عالية وأسعار في متناول المواطنين التي نفذت عدة مراحل منها منذ سنوات، وتعزيز جوانب الحياة كافة، وبدء الجهود لحل مشكلات مزمنة في الموارد المائية وشبكات توزيع المياه والصرف الصحي في مدينة الباب، وأعلن عن بدء العمل في بعض المشاريع في نفس القطاع في مدينتي اعزاز وجرابلس وعدة بلدات محيطة فيهما، بما يحسّن أوضاع السكان هناك ويشجع أهاليها للعودة إليها.