منح النظام السوري بشكل رسمي إيران ترخيصاً حكومياً لإنشاء مصرف خاص، بعد مخاض عسير ومماطلة دامت لسنوات. وتجاوز النظام في الترخيص الممنوح، “القانون-28” الذي لا يجيز تأسيس بنك بنسبة مساهمة للأجانب تتجاوز ال49%.
وأظهر قرار رسمي صادر عن الحكومة السورية وموقّع من قبل رئيسها حسين عرنوس بتاريخ 6 حزيران/يونيو 2024، منح مجموعة من الشركات والأشخاص الطبيعيين رخصة تأسيس مصرف إسلامي خاص باسم: “بنك المدينة الإسلامي”، ومقره العاصمة دمشق.
ويبلغ رأس مال المصرف 50 مليار ليرة سورية، موزعة على 500 مليار سهم، قيمة كل سهم واحد 100 ليرة، على شكل شركة مساهمة مغفلة عامة سورية.
واللافت في القرار، أن نسبة المساهمة من قبل الشركات الأجنبية في رأس المال هي 58%، تضاف إليها مساهمة من قبل الأشخاص الطبيعيين بنسبة 2%، ما يعني أن نسبة المساهمة الكلية من قبل الشركات والأشخاص من جنسيات غير سورية هي 60%، وذلك يخالف القانون رقم 28.
وتنص المادة التاسعة من القانون (28) الصادر عن رئيس النظام بشار الأسد في العام 2001، أنه “في جميع الأحوال يجب ألا تتجاوز نسبة تملك غير السوريين 49% من رأس مال أي مصرف تأسس على شكل شركات مساهمة مغفلة سورية خاصة، أو على شكل شركات مشتركة مساهمة مغفلة سورية يساهم فيها القطاع المصرفي العام”.
بدوره، حذر وزير الاقتصاد في “الحكومة السورية المؤقتة”، العاملة بمناطق سيطرة المعارضة شمال سوريا، عبد الحكيم المصري، من أن خطر البنك الإيراني الجديد بمناطق سيطرة النظام، يتمثل بسيطرة طهران من حيث الإدارة ورأس المال، فضلاً عن وظائف أخرى “غير معلنة”.
وأوضح المصري، أن البنك الإيراني قد يسيطر على أملاك السوريين المهجرين والذين رهنوا سابقاً منازلهم أو عقارات لأحد البنوك السورية، بعد أن يسدد المستحقات عليهم.
ورأى أن البنك الجديد يتيح لطهران ودمشق التحايل على العقوبات المفروضة على الطرفين، إضافة إلى استخدامه من أجل عمليات غسيل الأموال وتمويل المليشيات الموالية لإيران، خاصة التي تخضع للعقوبات الأميركية، وفق “نورث برس”.
وأشار المصري إلى أن حجم الاستثمارات الإيرانية في سوريا آخذ بالصعود ويصل إلى أكثر من 25 مليار دولار، مؤكداً أن المستثمرين الإيرانيين يحصلون على “تسهيلات كبيرة” من النظام.
ولفت إلى أن دمشق لم تكن تسمح لأي شخص غير سوري بأن يتملك أكثر من 49% من حصة الشركة، لكن القرارات الجديدة التي أصدرتها باتت تسمح بأن يتملك الأجنبي 60%، كما في البنك الإيراني الجديد.