كشف الإعلامي السعودي داود الشريان عما قال إنه افتراء من الشاعر السوري “علي أحمد سعيد” المعروف بلقب “أدونيس”، وإدعاءئه بأن الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي المملكة الراحل أفتى بقتله.
ويبدو أن إدعاءات “أدونيس” التي كانت في كلمة له بمهرجان طنجة الـ17 في المغرب، جاءت بقصد تصدر المشهد الإعلامي واستعادة شهرته التي بدأت بالانحسار بعد انكشاف زيفه وطائفيته.
أدونيس يزعم: ابن باز أفتى بقتلي
رغم أن المملكة في عهد محمد سلمان ـ صاحب سياسة الانفتاح المزعومة ـ فتحت له أبوابها على مصراعيها وطوت صفحة العداء تجاهها من قبل الشاعر الذي لطالما وصمها بالإرهاب. وشتم الوهابية التي سبق أن ألف مع زوجته “خالدة سعيد” كتاباً يمتدح فيه مؤسسها “محمد بن عبد الوهاب” ولكنه أسقطه من قائمة مؤلفاته.
وروى داود الشريان في تغريدة على حسابه في موقع “إكس” –تويتر سابقا – أن الشاعر السوري أدونيس تحدث في مهرجان طنجة الـ 17 وقال بالنص: “طلبت مرة من السفارة السعودية في باريس، من أيام ابن باز، وقلت لهم أريد أن أزور مكة، دون حج، ودون عمرة، زيارة . فقيل لي، بأدب واحترام، يا أستاذ نحن نحترم هذه الرغبة، لكن هناك فتوى بحقك بقتلك من ابن باز لذلك نرجو أن ترجئ هذه الزيارة”.
وتابع الشريان أنه بحث في فتاوى الشيخ “عبد العزيز بن باز” وسأل بعض من عرفه عن قرب، فضلاً عن أنه عاصر الشيخ، وكان يزوره وقريب منه، ويعرف بعض أبنائه.
وأضاف الإعلامي السعودي : “لم أجد أي فتوى بالقتل صدرت من الشيخ لا بحق أدونيس ولا غيره”. مطالباً الشاعر السوري بإثبات هذا الإدعاء، أو الاعتذار لأسرة الشيخ ومحبيه، وللسفارة السعودية في باريس التي زج بها في هذا الاتهام الخطير.
أدونيس في السعودية
وكان أدونيس قد زار المملكة العربية السعودية في، أيار الماضي، بعد أقل من شهرين من زيارة سابقة وتكريمِه من قبل أكاديمية الشعر العربي السعودية، وهيئة الأدب والنشر والترجمة، وذلك لحضور احتفالية مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، في الظهران.
وجاءت هذه الزيارة للشاعر أدونيس إلى حضن الوهابية بعد أن هجاها مراراً وتكراراً، وبعد أن وصف حكام الخليج بأنهم رعاة الإرهاب في الشرق الأوسط، وبأن “الشعوب الخليجية مجرد رعاة شاة وبعير ولا يحق لهم التطاول على أسيادهم في الشام”، دون أن يتصدى أحد من مثقفي أو مفكري الخليج للرد عليه. وذلك في واحدة من إشارات الانقلاب الوجداني الذي بات يطغى على كثير من المثقفين والمفكرين العرب.
مادة للجدل
وسبق أن صرّح الكاتب والصحفي السوري إبراهيم الجبين لمحطة “بي بي سي“، في تعليقه على زيارة “أدونيس” السابقة للمملكة، بأنه “مع الوقت واستهلاكه لنفسه أصبح مادة للجدل المستمر لدرجة أنه استطاب ذلك، ويفعل الشيء ونقيضه في نفس الوقت”.
وأضاف “الجبين” في التصريحات المشار إليها، أن ما يقوم به أدونيس هو أنه “يذهب إلى المكان الذي هاجمه طيلة حياته في شعره وحواراته وكتبه، ويذهب إلى الثقافة التي يحتقرها، والتي قال عنها إنها لم تقدم سوى العنف والدماء والقتل وجز الرؤوس”.
ردود أفعال على مزاعم أدونيس
وتباينت التعليقات وردود الأفعال على موقع اكس –تويتر سابقا بخصوص مزاعم أدونيس عن وجود فتوى بقتله من الشيخ “عبد العزيز بن باز”.
حيث علق “خالد سعود”: “مع هؤلاء الأنجاس، سياسة الاحتواء أصبحت لا تُجدي نفعاً ونأمل عدم دعوتهم وأمثالهم إلى أرض المملكة” .
وقال صاحب حساب “البدو”:” “أدونيس الشاعر التقدمي، في داخله طائفي ظهر حين مجد ثورة الخميني، وظهرت طائفيته حين كتب قصيدة عن الحسين”.
وأضاف: ” كذلك ظهرت أثناء ثورة السوريين على حكم العلويين، أدونيس شيعي طائفي ،،،قناعه سقط منذ أمد بعيد”.
وتساءل الصحفي السعودي “محمد علي الحربي”: ” ما الذي دفع هذا الكاذب ممسوخ الهوية للتجني على الشيخ ابن باز رحمه الله والإساءة المتعمدة للسعودية ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟”
وفي إشارة إلى ازدواجية التعاطي تجاه مواقف أدونيس قال “أحمد دعدوش” إن أدونيس مجاهر بالإلحاد، ومع ذلك احتفوا به واستقبلوه ومنحوه منبرًا ليحدث الجمهور قبل عدة شهور.
واستدرك :”الآن عندما يتعرض لسمعة السفارة أصبح مطالبًا بتقديم توضيح أو اعتذار!”.
وقال “فواز اللعبون”:”أدونيس التعيس يكذب على ابن باز، وعلى السفارة السعودية، وما زال تعساء المثقفين يحترمون شخصه وقرفصائياته!”.
وعلق “خالد عاذي الغنامي”:”لازمت ابن باز عشر سنين وأعرف فتاويه جيدا وأجزم جزما قاطعا بأنه لم يدع قط إلى قتل أدونيس”.
وأضاف: “هذه القصة مثال على الكذبة التي يكذبها الإنسان ثم ينسى أنها كذبة فيبقى يكررها عبر العقود ثم يتصور إذا كبر في السن أنها قصة حقيقية!”