استنكر رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة بأشد العبارات ما اسماها الجريمة الشنعاء التي ارتكبت بحق الطفل أحمد زينب في مدينة غازي عنتاب التركية.
وقال البحرة في بيان “قمنا بمتابعة مجريات ما حدث منذ مساء أمس من مصادر موثوقة، وتم تكليف مدير مكتب الائتلاف بمتابعة الحالة حيث قام بزيارة الطفل وعائلته في المستشفى اليوم”.
وأضاف “كما قمت بالاتصال مع عائلة الطفل أحمد وتكلمت مع والده وجده بعد ظهر اليوم، وأكدت لهما استنكاري الشديد لهذه الجريمة، ومتابعتنا لها مع الجهات القانونية المسؤولة في الحكومة التركية، التي تحركت منذ يوم أمس واتخذت ما يلزم من إجراءات وتحقيقات.
وبحسب البحرة فإن التحقيقات أدت لتوقيف شخصين متهمين للتحقيق معهما حتى هذه اللحظة، كما أكدتُ للعائلة استعداد الائتلاف لتوكيل مكتب محاماة بالتنسيق معهم لمتابعة القضية عبر المحاكم التركية حتى نيل المجرمين العقاب العادل.
وأعرب البحرة عن تمنياته ودعائه للطفل السوري أحمد بالشفاء العاجل.
بدوره، قال الدكتور مصطفى الحسين إنه ضمن وفد مؤلف من الجالية السورية في عنتاب وإدارة هجرة غازي عنتاب ومركز المهاجرين للخدمات وقائم مقام شاهين قمنا بزيارة الطفل المتواجد في مشفى المدينة في أك كنت مع والده وجده وأقاربه.
وأكد الدكتور المشرف أن وضع أحمد مازال حرجأ نتيجة الكدمات وتشكل بعض الأورام في الدماغ.
كذلك تعهد السيد قائم مقام شاهين بي أن الجناة تم اعتقالهم وأنهم سوف يتابعون القضية واكدوا انهم سوف يساعدون اهل الطفل ماديا ومعنويأ بالنسبة للسكن وإيجاد بيت آخر في حي جديد.
وأشار معاون مدير الهجرة أنهم ايضأ جاهزين لمساندة أهل الطفل بالنسبة للسكن وتثبيت العنوان والرعاية الصحية وكل ما يلزم، معتبراًةأن الحادثة فردية متمنين الشفاء العاجل للطفل البريء أحمد.
وأعلنت ولاية غازي عنتاب اليوم الجمعة 12 كانون الثاني، عن إلقاء الشرطة التركية القبض على شبان أتراك بتهمة تعذيبهم لطفل سوري /14 عاماً/ في التاسع من الشهر الحالي
وتعرض الطفل لاعتداء جسدي بوحشية من قبل مجموعة من الأفراد، بعد أن تم اختطافه من ولاية غازي عنتاب التركية.
وقالت ولاية غازي عنتاب في بيانها إنه تم القبض على الشخصين المدعوين (H.Ö) و (MFK)، اللذين تم تحديد هويتهما كمرتكبي الحادث، من قبل المحكمة.
وأضافت أنه ومن خلال فحص سجلات أرشيف الأفراد، تبين أن الشخص المسمى (H.Ö) لديه 3 سجلات جنائية منفصلة لإصابة نتيجة الإهمال.
تفاصيل الحادثة
وعن تفاصيل الحادثة، التقت قناة حلب اليوم مع عم الطفل “حسن أحمد زينب”، ونقلت قوله: إن “ابن أخيه أحمد البالغ من العمر 14 عاماً ذهب برفقة أصدقائه إلى إحدى المدارس في حي “جمهوريات” لممارسة لعبة كرة القدم، وأنه أثناء اللعب، نشبت مشادة كلامية بين الطفل وبعض الأطفال الأتراك، حيث قامت إحدى الطالبات بإبلاغ عائلتها بالواقعة.
وأردف قائلاً: “بعد ذلك بدقائق معدودة، جاءت مجموعة من أفراد عائلة الطالبة، وقاموا بضربه، ووضعوه في سيارتهم، وأخذوه إلى منطقة نائية، ومن ثم قاموا بضربه بأدوات معدنية، كما أقدموا على نتف شعره ووضعه في فمه، وأوهموه بالخنقوذلك عبر وضع كيس على وجهه، وأحرقوا لسانه و أجزاء من جسمه بأعقاب السجائر، ثم أدخلوا أدوات معدنية (مفاتيح) في منطقة الشرج، ثم تركوه على قارعة الطريق مغطى بقطعة قماشية”.
وبعد اكتشاف الحادثة، يقول عم الطفل، إنه تم نقل “أحمد” إلى إحدى المستشفيات الحكومية، حيث وضع تحت المراقبة الطبية نظراً لعدم قدرته على الحديث أو التواصل، مشيراً إلى أنه يعاني اليوم من تشنجات عصبية حادة”.
وأشار إلى أنه تواصل مع الشرطة لإخبارهم عن تفاصيل الحادثة، والتي قامت بدورها بزيارة المدرسة ورؤية تسجيلات الكاميرات لمعرفة التفاصيل.
وأثارت قضية الطفل السوري ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تصدر وسم “أحمد نجا من الموت” باللغتي العربية والتركية منصّة “X”، إذ أعلن العديد من رواد التواصل منهم سوريون وأتراك، تضامنهم مع الطفل السوري.
وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، تنامت ظاهرة العنصرية، ضد المهاجرين واللاجئين بصفة عامة والعرب بصفة خاصة، وأصبحت تشكل تهديدا ليس فقط للوجود العربي في تركيا ولكن لأمن واستقرار الدولة التركية مع تعدد الأسباب الدافعة لهذا التنامي.