ارتكبت ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، جريمة بحقّ مجموعة شبان من أهالي قرية المزعل بمنطقة جبل عبد العزيز جنوب غرب مدينة الحسكة، أمس السبت، راح ضحيتها قتيلين وخمسة جرحى من المدنيين.
وعن أسباب إطلاق النار ووقوع ضحايا، أفاد الناشط فادي الطلاع المنحدر من الحسكة في حديث لموقع “غلوبال جستس سيريا نيوز”: إنَّ ميليشيا “قسد” اعتقلت شخصاً من قرية المزعل خلال حملة مداهمات اعتيادية تقوم بها “قسد” بين الحين والآخر بحثاً عن أسلحة، فحاول مجموعة شبان من أقارب المعتقل المطالبة بالإفراج عنه خلال زيارتهم إلى أقرب نقطة عسكرية لـ”قسد” في القرية.
وأضاف الطلاع: إنّ ملاسنات نشبت بين الشبان وعناصر “قسد” على خلفية شتائم أطلقها الشبان موجهة لقائد “قسد” مظلوم عبدي، فكان الرد من عناصر “قسد” بإطلاق النار على الشبان المحتجين على اعتقال قريبهم، ما أسفر عن مقتل الشابين “خالد المزعل ودهام المزعل”، وجرح خمسة آخرين من بينهم “سليمان محمد المزعل، موسى دهام المزعل، أحمد دهام المزعل”.
وأشار طلاع إلى أنَّ ميليشيا “قسد” تحاصر قرية المزعل التابعة لناحية مغلوجة، التي غالبية سكانها من قبيلة البكارة، استمراراً لحملة المداهمات التي تشنها في المنطقة.
وفي سياق متصل نشرت شبكة “الخابور” المحلية تسجيلاً مصوراً يظهر مشاهد صادمة لجثث الشابين خالد المزعل ودهام المزعل اللذَين قُتلا أمس السبت برصاص ميليشيا “قسد” في قرية المزعل، وأشارت الشبكة إلى أنَّ الميليشيا منعت الأهالي من دفن القتيلين في مقبرة العائلة في جبل عبد العزيز بريف الحسكة.
بدورها، وكالة “نهر ميديا” المحلية، ذكرت أنَّ الشقيقين “دهام وخالد محمد المزعل” لقيا مصرعيهما، برصاص عناصر دورية عسكرية من “قسد”، أثناء مداهمتها القرية ومحاولتها اعتقال والدهما المسنّ “محمد المزعل”، بتهمة ارتباطه بحريق اندلع بمشتل جبل عبد العزيز، الذي يعتبر منطقة عسكرية لـ”قسد”، موضحة أنَّ ذويه رفضوا اعتقاله، وقاوموا مع عشرات الأشخاص من أبناء القرية، ما دفع عناصر “قسد” لإطلاق الرصاص الحيّ عليهم لتفريقهم، ما أدى لمقتل الشقيقين، وإصابة خمسة آخرين.
من جهتها، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 5 مدنيين، بينهم طفل، خارج نطاق القانون، قتيل على يد قوات النظام السوري، وثلاثة قتلى على يد قوات سوريا الديمقراطية، وطفل لم تتمكن من تحديد هوية الفاعل، وذلك أمس السبت.
وسبق أن قتلت ميليشيا “قسد” الشابين “علاء عوض الموسى وإبراهيم خلف الموسى العزيز”، من أبناء قرية الضبيب جنوب غرب الحسكة، في السادس من الشهر الجاري، إثر إطلاق عناصرها الرصاص عليهما عند نقطة تفتيش تابعة لها في منطقة جبل عبد العزيز أثناء توجههما إلى مناطق سيطرة فصائل الجيش الوطني السوري شمال محافظة الحسكة.
في حين، تواصل “قسد” الانتهاكات عبر الاعتقال التعسفي لسكان شمال شرق سوريا، حيث وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اعتقال الفنان المسرحي “ناصر جارو” لدى مروره على إحدى نقاط التفتيش التابعة لـ”قسد” في مدينة عامودا شمال محافظة الحسكة في 23 نيسان/أبريل الجاري، وذلك على خلفية انتقاده “قسد” من خلال عروضه المسرحية، واقتادته إلى جهة مجهولة مع مُصادرة هاتفه ومنعه من التواصل مع ذويه.
وطالبت الشبكة السورية بتعويض الضحايا وذويهم مادياً ومعنوياً، وإيقاف كافة عمليات الاحتجاز التعسفية التي تهدف إلى نشر الرعب بين أبناء المجتمع وابتزاز الأهالي، كما نُطالب بالكشف عن مصير الآلاف من المُختفين قسرياً من قبل قوات سورياالديمقراطية.