في 15 مايو/أيار، جرت محاولة لاغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، حيث أصيب بعدة جروح في بطنه وصدره. ارتكب الجريمة الكاتب السلوفاكي يوراج تسينتولا البالغ من العمر 71 عاما، وقد تم اعتقاله على الفور.
رد فعل مروجي الدعاية الروسية على هذا الحدث كان متوقعاً، حيث زعموا أن أوكرانيا متورطة في هذا الأمر، ولكن السؤال من المستفيد فعلياً من هذه المأساة ولماذا حدثت؟
لقد بدأت روسيا منذ فترة طويلة وتواصل نتفيذ أنشطة تخريبية مكثفة في دول الاتحاد الأوروبي. ظلت أوروبا تعاني من إرهاب بوتين لعدة سنوات حتى الآن، وقد تفاقم هذا الوضع بشكل خاص عشية قمة السلام العالمية في سويسرا. ففي نهاية المطاف، لا يريد بوتين حقاً لهذه القمة أن تُعقد، خاصة وأنه لا يتوقع حضوره فيها، حيث يخطط ممثلو أكثر من 100 دولة في العالم للاجتماع ومناقشة “صيغة السلام” : ما يعني تقديم خطة واضحة لكيفية ترويض العالم للمعتدي الروسي.
أصبح من المعروف أن المشتبه به في محاولة اغتيال روبرت فيكو، له صلات بالمجموعة شبه العسكرية الموالية لروسيا سلوفينسكي برانسي (“المجندون السلوفاكيون”). سلوفينسكي برانسي هي منظمة شبه عسكرية غير مسجلة تنشط في سلوفاكيا منذ العام 2012.
في العام 2019 كتب الصحفيون الاستقصائيون من مجلة VSquare أن مجموعة “سلوفينسكي برانسي” تعاونت مع الفرع السلوفاكي لحركة راكبي الدراجات النارية الموالية للكرملين “ذئاب الليل”، وتم تدريب قائد المجموعة على يد قوات الأمن الروسية الخاصة السابقة. هناك معلومات كافية تفيد بأن النادي القومي الروسي “ذئاب الليل” هو مشروع خالص للقوات الروسية الخاصة، ويتم تدريبهم على يد قوات خاصة روسية سابقة. غالبًا ما تشارك المجموعة في الحملات الدعائية الإمبريالية، وكذلك في الحملات الإعلانية لدعم بوتين شخصيًا. وهنا يبرز نفس “الخيط التسلسلي”: الكاتب السلوفاكي يوراج سينتولا – حركة راكبي الدراجات النارية المؤيدة للكرملين “ذئاب الليل” – القوات الخاصة الروسية – فلاديمير بوتين…
تولى روبرت فيكو منصب رئيس وزراء سلوفاكيا في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وكثيرًا ما يوصف بأنه سياسي موالي لروسيا. وعلى وجه الخصوص، قال في خطابه بمناسبة الذكرى الثانية للغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، إن الحرب في دونباس بدأت بسبب “النازيين الجدد الأوكرانيين”، وأن “الرئيس الروسي لم يكن لديه خيار” سوى شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا مع توسع الناتو شرقاً. ولكن في يناير/كانون الثاني، وفي اجتماع مع رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، وافق فيكو على ضرورة إطلاق سياسة “براغماتية جديدة” في العلاقات بين البلدين. ووعد السياسي السلوفاكي بعدم عرقلة تخصيص المساعدة للقوات المسلحة الأوكرانية في بروكسل ودعم “صيغة السلام” التي طرحها الرئيس فولوديمير زيلينسكي. ربما ذلك لم يعجب بوتين، فقرر تخويف هؤلاء “المنشقين”
إن محاولة اغتيال فيكو هي بمثابة تحذير للدول التابعة لموسكو وشركاءها الآخرين، ولا سيما أوربان ولوكاشينكو، وكذلك رؤساء دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي.. أن تكون تابعاً لروسيا بطريقة أو بأخرى أو حتى أن تكون “حليفاً تاريخياً” أو شريكاً لها، يزيد من الخطورة على حياتك.