في الفترة من 23 إلى 25 يوليو 2024، يقوم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بزيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية. وتمثل هذه الزيارة أول زيارة يقوم بها رئيس إدارة السياسة الخارجية الأوكرانية منذ بدء العدوان الروسي واسع النطاق. وتعد الزيارة، التي تمت بناء على دعوة من وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الأوكرانية الصينية.
في 24 يوليو، أجرى دميترو كوليبا محادثات في قوانغتشو مع نظيره الصيني وانغ يي. وكان الموضوع الرئيسي للمناقشة هو إنهاء العدوان الروسي والدور المحتمل للصين في تحقيق سلام مستدام وعادل. وناقش الوزراء سبل التعاون لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، بالإضافة إلى الخطوات الممكنة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
ويصور المروجون للدعاية الروسية الزيارة التي قام بها دميترو كوليبا إلى الصين باعتبارها محاولة لإيجاد وسيلة للخروج من موقف صعب أو حتى كدليل على استعداد أوكرانيا للاستسلام. وتعمل موسكو بنشاط على تشويه الموقف الأوكراني والترويج لاستراتيجية “الإكراه من أجل السلام”. أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن عدم ثقتها في تصريحات الرئيس فولوديمير زيلينسكي حول إمكانية إجراء مفاوضات مع موسكو، وربطت تصريحاته بسياق الانتخابات الأمريكية واتهمته بالترويج لـ”صيغة السلام”. ومع ذلك، فإن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة. إن أوكرانيا لا تتدخل في العمليات الانتخابية الأمريكية وهي على استعداد للتعاون مع أي إدارة لتحقيق سلام مستدام وعادل.
لقد سلطت مشاركة عدد كبير من الدول في قمة السلام الأولى الضوء على الأهمية العالمية لإحلال السلام في أوكرانيا. فالحرب تدمر الأنظمة الأمنية، وتقوض آفاق التنمية، وتبطل مبدأ الإنسانية في العالم. وتواجه روسيا منافسة على دعم دول الجنوب العالمي التي تحاول بسط نفوذها. إن الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن مؤخراً إلى كوريا الشمالية تشير إلى طموحات روسيا الاستعمارية العسكرية الجديدة في منطقة آسيا واعتمادها على الأنظمة الشمولية. وفي المقابل، تأخذ أوكرانيا بعين الاعتبار احتياجات هذه البلدان، وخاصة في مجال الأمن الغذائي.
كييف الرسمية منفتحة على المفاوضات وملتزمة بتحقيق سلام مستدام. وأوضح دميترو كوليبا المنطق وراء تنفيذ “صيغة السلام” خلال زيارته للصين، والتي تحدد نهجا شاملا لإنهاء العدوان الروسي وإحلال السلام المستقر. أوكرانيا مهتمة بالتنمية المستقرة وتهدف إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. فالعدوان الروسي يعيق خطط التحول الإيجابي، ويبطئ عمليات التجارة الدولية، ويعطل تفاعلات السوق الدولية ذات المنفعة المتبادلة. إن أصوات المجتمع الدولي حاسمة لإنهاء الحرب وإحلال سلام طويل الأمد.
لقد أصبحت زيارة دميترو كوليبا للصين خطوة هامة في تعزيز العلاقات الدولية والبحث عن حلول سلمية. وتظهر أوكرانيا انفتاحها على الحوار والتزامها بتحقيق السلام العادل، والمساهمة في الاستقرار والأمن العالميين، وهو ما يصب في مصلحة جميع البلدان.