د.باسل معراوي
لابُدّ في البداية تثبيت نقاط جوهرية يمكن الإستدلال بها عن إمكانية حدوث الحرب الكبرى القادمة في سوريا.
1– إنتهاء حقبة التخادم الإيراني مع الولايات المتحدة وإسرائيل بعد 7 أوكتوبر.
2- لايمكن للغرب والولايات المتحدة بالذات السماح ب 7 أوكتوبر جديد أو أيّ إمكانية لحدوث حالة مشابهة من شمال الدولة العبرية ، و هذا قد يُعتبر جوهر الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة ، لأنّ إسرائيل هي الولاية ال51 أو الولاية رقم 1 في بلاد العم سام.
3- لن يُفيد كثيراً الولايات المتحدة وإسرائيل هزيمة حزب الله عسكرياً في لبنان ( مع العلم أنّ ال1701 لم يكن حلاً ولن يكون ) وإنسحاب الحزب إلى سوريا حيث الجغرافيا الأوسع وإعادة بناء قدراته لن يحتاج إلى وقت طويل مع وجود احتلال إيراني كامل ومئات النقاط والقواعد ومصانع السلاح الإيرانية في سوريا.
4– وجود إيران في سوريا يعني وجود محور يَمتدّ من طهران إلى ضفاف المتوسط ، وخروج إيران منها يعني أنّ المحور لم يَعُد له معنى الحلقات أو الساحات المترابطة ، ولن يزول الوجود الإيراني من سوريا طالما بقي الأسد في دمشق.
5– لايفيد تذاكي المحور بالإيعاز للأسد بالنأي بنفسه عن المعركة بعد 7 أوكتوبر ، فالأسد مُهمّ للمحور ليس كقوة عسكرية ، ولكن كواسطة عقد أو خيط مسبحة يَضمّ كل الحبات الإيرانية.
6- لا أهمية للوجود الروسي العسكري الهزيل في سوريا بتقرير حدوث الحرب من عدمها ، ولاكلمة لبوتين في المعركة ، إذ أنّ كل الورقة السورية التي أراد بوتين الامساك بها للتساوم عليها في اوكرانيا لم يَعُد لها معنى ، حيث اخترق الجيش الأوكراني الأراضي الروسية ذاتها ، وهو يقوم الآن بتكسير أضلاع بوتين بعصا أمريكية غليظة ،فلماذا يَتمّ التفاوض معه حول سوريا أو مستقبل سوريا.
7– إنّ حماية الخليج العربي عبر البوابة الأردنية هو ضرورة إستراتيجية حيث لايُخفِ المحور تَحرّشاته بالمملكة وسعيه لإستثمار نتائج الحرب الكارثية على غزة بإحداث بلبلة داخلية وفوضى مع ضغط خارجي مُمكن أن تنضم عَمّان حينها للعواصم العربية الأربعة المنكوبة تحت عمامة الولي الفقيه قائد الجبهة الحسينية ، ولن يُعارض العرب أبداً إجهاض السيناريو الإيراني المُعدّ للمملكة إنطلاقاً من الأراضي السورية التي يُسيطر عليها الأسد.
8- إضافةً للقوّة الأمربكية الهائلة الموجودة في المنطقة ، قام العم سام بحشد 18 قطعة بحرية حربية كبيرة إضافةً للمدمرات والسفن المرافقة لها ، وحشد حاملتي طائرات وغواصة تعمل بالطاقة النووية ، وهذا الحشد العسكري لم يتكرر منذ عام 2003 ، وليس معقولاً أن يكون هذا الحشد فقط لردع عمليات إنتقامية لإيران والحزب على مقتل قادة من المحور.ماهو موجود في المنطقة كاف للردع .
لم تنفع الدولة العبربة إستراتيجية جَزّ العشب أو الحرب بين الحروب ، وكانت سوريا هي الممر الرئيسي لسلاح الحزب والعمق الإستراتيجي له ، حيث يُطرح سؤال دوماً ماذا لو زَوّدت إيران الحزب بقنبلة نووية صغيرة بعد عدة سنوات ؟
لذلك إخراج إيران من سوريا قد يكون هو الحل أو الهدف الرئيس من كل قعقة السلاح في المنطقة. علماً أنّ اندفاع االجيش الاسرائيلي في الجنوب السوري هو أسهل عملياً عليه من إقتحام الجنوب اللبناني.
وإذا خرجت إيران من سوريا ستأخذ معها الأسد بالتاكيد إلى غير رجعة.