غلوبال جستس سيريا نيوز – أخبار – واشنطن – خاص:
استضافت منظمة غلوبال جستس الأميركية، مساء السبت الماضي في نيوجيرسي، السفير ريتش غرينيل ممثلاً عن حملة الرئيس السابق دونالد ترامب الانتخابية، في لقاء ضم العديد من أقطاب الجالية العربية والإسلامية والأوكرانية في الولايات المتحدة.
ودارت مناقشات هامة شملت العديد من قضايا الشرق الأوسط، وأشار غرينيل إلى أن موقف ترامب وفريقه ضد إيران وميليشياتها سيكون موقفاً متجدّداً وحازماً، طالباً من المشاركين في اللقاء التعبير عما يرغبون برؤيته من المقاربات العديدة حيال تلك القضايا.
من جانبهم، أكد المشاركون في الحوار للسفير غرينيل أن ما يهم السوريين هو دعم الولايات المتحدة للقضية السورية، ووقوفها مع الشعب السوري الذي طالب بالديمقراطية والتغيير، أما ما يهم العرب والمسلمون عموماً فهو موقف ترامب من القضية الفلسطينية، لا سيما وأنه أعلن سابقاً عن دعمه لحل الدولتين ورفضه للإرهاب.
واستوضح المشاركون عن مستقبل الموقف الامريكي من التطبيع مع الأسد، فأكد غرينيل أن فريق ترامب رافض تماماً لكل تحرّك من شأنه أن يدعم التطبيع مع النظام السوري، وأضاف أن الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس هما من أعطيا الضوء الأخضر للدول التي طبّعت علاقاتها مع الأسد والتي أعادته إلى الجامعة العربية، وأنهما قالا لتلك الدول: “تصرفوا بما ترونه مناسباً”، بينما يعتبر ترامب وفريقه بشار الأسد “مجرم حرب قتل شعبه، ولا يمكن أن يكون هناك أية مساعدة لنظامه، إلا في حال تطبيق الحل السياسي، عندها يمكن الحديث عن إعادة الإعمار ورفع العقوبات” على حد قول غرينيل.
وقال غرينيل “نحن لا نسقط أنظمة، لكننا سوف نساعد على إخراج إيران من سورية، بالاتفاق مع أنقرة وموسكو، ومن أجل ذلك أجرينا محادثات مع تركيا وبعض الدول الفاعلة في الملف السوري، ونحن نحرص على تحقيق بعض المصالح لتلك الأطراف في سورية، ونريد أن نسمع منكم عن الرؤى السياسية التي لديكم حول إحداث التغيير السياسي في سورية”.
غيرينل سأل عن الاستراتيجيات التي يتمسك بها السوريين في الطريق إلى تحقيق هدف تغيير النظام في سورية، ومدى تأثرهم بالمتغيرات من حولهم، مشدداً على أن تركيا، وهي عضو رئيسي في الناتو، يجب أن تحافظ على علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة، وبيّن المشاركون في الحوار أن تركيا لديها مشكلة كبيرة في الدعم الأميركي لكل من PKK و PYD وواجهاتهما السياسية في سورية (قسد ومسد)، وهي لن تقبل باستمرار الوضع القائم حالياً، وهذه الميليشيات كلها ليست سورية بل هي تركية المنشأ والجنسية، ومدعومة من بعض الموظفين في إدارة بايدن مثل برت ماكغورغ، وهؤلاء انفصاليون يريدون إنشاء دولة في سورية.
كما أشاد غرينيل بدور السوريين الأمريكيين في السياسة الأميركية في الوقت الراهن، وصعود بعض الشخصيات إلى مناصب عليا ومواقع هامة في مراكز صنع القرار، مبدياً حرص حملة ترامب على التواصل معهم وتعزيز المواقف المشتركة حيال القضايا التي تشغلهم.
يذكر أن السفير ریتشارد غرینیل، من موالید 18 سبتمبر 1966، شغل منصب سفیر الولایات المتحدة فی ألمانیا. وهو من السفراء الذین قضوا أطول مدة کمتحدث رسمی لواشنطن فی الأمم المتحدة، وخدم لبعض الوقت کمتحدث باسم الأمن القومی لمیت رومنی فی حملته لعام 2012 لرئاسة الولایات المتحدة.
وفی سبتمبر عام 2017، رشح الرئیس السابق ترامب غرینیل لیکون سفیرا للولایات المتحدة فی ألمانیا، في قرار أکده مجلس الشیوخ لأمریکی بتصویت 56 مقابل 42 فی 26 أبریل 2018.
وكان ترامب قد عيّن غرینیل المعروف عنه موالاته الکبیرة له وموقفه المعادي لسياسات إيران مدیراً للاستخبارات الوطنیة بالإنابة. وذکرت صحیفة “نیویورک تایمز” الأمریکیة، فی وقت سابق، أن غرینیل یعتبره الکثیرون من الموالین الصریحین لترامب، ويتردّد اسمه حالياً لمنصب وزير الخارجية أو لمنصب مستشار الأمن القومي في ولاية لترامب الثانية.