تظهر العديد من الكتابات والمداخلات والتقارير الصحفية وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي خللاً واضحاً في المعرفة والاطلاع على حجم جرائم حزب الله اللبناني في سوريا. تظهر بعض تلك الكتابات أن حزب الله مارس بعض الانتهاكات أو التجاوزات، لا أكثر! أو أنه اكتفى بدعم قوات النظام الأسدي الإبادي ( والتي هي بحد ذاتها جريمة كبرى ومشاركة في قتل مئات آلاف السوريين).
هذا الخلل المعرفي غير مبرر لمن يريد أن يكتب تقريراً أو مقالة عن حزب الله أو عن سيرة قياداته، لأن حزب الله نفسه يتفاخر في تدخله في سوريا ضمن أبرز إنجازاته في جميع السير الذاتية للقيادات والمقاتلين.
انتهاكات حزب الله اللبناني في سوريا موثقة لدينا بشكل دقيق، وهناك قاعدة بيانات خاصة فيها، ونشرنا عنها عشرات الأخبار والعديد من التقرير، وبالإمكان الاطلاع عليها ببحث بسيط، سوف أضع روابط تقارير عن مجازر حزب الله والميلشيات الشيعية في سوريا في التعليقات. أود أن أشير إلى أن هذه انتهاكات ارتكبتها هذه المليشيات وعلى خلفية طائفية تضمنت عمليات ذبح لأطفال، وقتل وإعدام ميداني وتعذيب لرجال ونساء سوريين.
وبشكل مختصر جدا، فإن حصيلة ضحايا حزب الله اللبناني المباشرين في سوريا تتجاوز النصف مليون مواطن سوري، أما غير المباشرين فقد يصل العدد إلى قرابة مليوني مواطن سوري.
حزب الله لا يتواجد فقط في القصير، القلمون، السيدة زينب، درعا، بل امتدَّ وجود حزب الله العسكري حتى ريف حلب الشرقي (ارتكب هناك مجازر مروعة)، وإلى دير الزور، وتقدر حصيلة مقاتليه في سوريا بقرابة 8000 مقاتل وهذا رقم ضخم جداً.
أيضاً أسس حزب الله مراكز احتجاز وتعذيب خاصة به، قام فيها بتعذيب وقتل مواطنين سوريين تحت التعذيب كان قد قام بخطفهم سابقا.
حزب الله اللبناني مسؤول عن تشريد قسري لقرابة نصف مليون مواطن سوري تركوا منازلهم خوفاً من القتل والاعتقال والتسليم لقوات النظام السوري، وبعد أن تشردوا من أراضيهم ومنازلهم، احتلتها قوات حزب الله واستوطنت فيها، وما تزال المئات من تلك المنازل والأراضي محتلة ومنهوبة من قبل قوات حزب الله اللبناني.
أخيراً، حقيقة يصعب جداً على أي شخص أن يزايد على الغالبية العظمى من الشعب السوري في فلسطين والقضية الفلسطينية، وفي التعاطف مع ما أصاب لبنان وشعبه الكريم، ومع الضحايا المدنيين في لبنان، وإدانة جرائم الاحتلال الإسرائيلي، بما فيها قتل المدنيين اللبنانيين في أثناء استهداف قادة حزب الله ( يجب ألا تتواجد معدات وقيادات عسكرية في مناطق مدنية)، وما يتبع ذلك من تشريد وإعاقة. (هناك قصور هائل في الاستجابة الإنسانية والحقوقية لهؤلاء الضحايا، كما أشرت إلى ذلك في مداخلة على تلفزيون سوريا البارحة، رابط المداخلة في التعليقات). وهنا أشير أننا وثقنا أن القوات الإسرائيلية قتلت 75 لاجئاً سورياً بينهم 28 طفل، و11 سيدة جراء قصفها العشوائي غير القانوني والذي يشكل جرائم حرب على لبنان، سوف ننشر ذلك ضمن تقريرنا الشهري عن الضحايا بعد غد
فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان